ينتقد البعض أن التهيؤ الخليجي لمواجهة المشاريع الخارجية بدعوى السلام والمفاوضات وغيرها من أشكال التهادن
في ظل أحداث غير مستقرة إقليمياً ودولياً، على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية؛ يطل 2018 حاملاً معه تركة عام مضى مليء بالأزمات الدولية والإقليمية واستمرار التهديدات الإرهابية، ومن المرجح أن ما دار في العام المنصرم سيكون مماثلاً لما سيحدث في هذا العام، غير أن الوتيرة ستزداد قوة.
ليس مؤملاً بأن 2018 يحمل في طياته إلا ما يزيد من استعداد دول الخليج لمواجهة التحديات الإقليمية عسكرياً أولاً وأمنياً وسياسياً، ذلك أن لها الحق الكامل في ضمان أمنها ضد من يتربصون بها.
مواجهة تهديد الأمن العربي تستوجب الاستعداد الأمثل لها، واللعب بذات اللعبة التي يمارسها العدو، ذلك أن دولنا لن تقف مكتوفة الأيدي حيال السياسات العدوانية بدعوى محبتها للسلام، فالسكوت عن هذه التصرفات الغاشمة لن يجعل أي عاصمة عربية في أمان.
ينتقد البعض التهيؤ الخليجي لمواجهة المشاريع الخارجية بدعوى السلام والمفاوضات وغيرها من أشكال التهادن، غير أن العداء التاريخي والرغبة المحمومة للسيطرة تحتم الاستعداد لما يحيكه الأعداء خصوصاً بعد أن قدمت الدول الخليجية كل أسباب السلام وأعطتهم فرصاً عديدة لمراجعة سياساتهم ووقف تدخلاتهم في المنطقة.
الذاكرة "السمكية" للبعض تجعل من الضرورة بمكان التذكير بالأخطار كل يوم، ونشر الخطط الدنيئة للأعداء والتي لا يجدون غضاضة في كشفها على الملأ في كتبهم، ويحضرني بيت شعر للشاعر الكبير عبدالرحمن بن مساعد يقول فيه "العدو بالحيل قرب .. واضح تكشير نابه...وبعضكم لا زال يسأل ظنكم أسرج خيولي؟" فلا أكثر وضوحاً من التدخلات والمليشيات والجماعات الأيدلوجية العابرة للحدود والعمليات الإرهابية والأسلحة والصواريخ.
نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتزويد الجماعات الإرهابية بالأسلحة إنما هي بداية لخطة أكبر تريد إشعال المنطقة؛ لولا حزم الدول الخليجية ووقفتها الجادة ضد كل المشاريع الإقليمية الرامية إلى زعزعة الأمن.
مواجهة تهديد الأمن العربي تستوجب الاستعداد الأمثل لها، واللعب بذات اللعبة التي يمارسها العدو، ذلك أن دولنا لن تقف مكتوفة الأيدي حيال السياسات العدوانية بدعوى محبتها للسلام، فالسكوت عن هذه التصرفات الغاشمة لن يجعل أي عاصمة عربية في أمان، ما يدعو لإنشاء بنية تحتية عسكرية لمواجهة التهديدات، وتبني سياسة تتناسب واستراتيجية التمدد والسيطرة المزعومة بالتعاون العربي-العربي الذي أثبت خلال السنوات الماضية بأنه الأقدر على مواجهة المشاريع التدميرية، والأشد في مواجهة الأخطار والأنجح في دحر الإرهاب والتطرف.
لا يختلف اثنان على أن أصعب قرار هو قرار الحرب لكن إذا ما اعتدى المعتدي فلا يمكن إلا الرد وبحزم، وإلا فهذا ليس سلاماً بل استسلام، وقد لخص ذلك المغفور له بإذن الله الأمير سعود الفيصل بمقولته الشهيرة "إننا لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة