السلام والنووي والإرهاب.. "إعلان القدس" في ثلاثية استراتيجية
ثلاثية استراتيجية تختزل "إعلان القدس" وترسم خارطة إرساء السلام في الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب ومنع السلاح النووي.
إعلان وقعه الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، يُنظر إليه في تل أبيب على أنه "تطور استراتيجي".
ففي الشأن الإيراني، تناول الإعلان 3 عناصر أساسية وهي الالتزام بمنع طهران من الحصول على السلاح النووي، والتعهد بتسليح إسرائيل، وثالثا السماح لتل أبيب بالدفاع عن نفسها بوجه التطرف الإيراني.
وجاء في نص الإعلان الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه أن "الولايات المتحدة تؤكد على التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها، وذلك تماشيا مع العلاقة الأمنية طويلة الأمد بين البلدين والالتزام الأمريكي الراسخ بأمن إسرائيل، وبخاصة لناحية الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي وقدرتها على الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات".
وتعيد الولايات المتحدة التأكيد على أن "هذه الالتزامات مدعومة من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) وليست مجرد التزامات أخلاقية، بل أيضا التزامات استراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي الأمريكي".
وارتباطا بهذا البند، أضافت الوثيقة: "تؤكد الولايات المتحدة على أن الالتزام بعدم السماح لإيران يوما بامتلاك سلاح نووي هو جزء لا يتجزأ من هذا التعهد، كما تعرب عن استعدادها لاستخدام كافة عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة".
كما تؤكد واشنطن أيضا على "التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة عدوان إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين".
وتابعت أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تشيران إلى أن مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدة الأمنية التي وقعت عليها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية هي أصدق تعبير عن دعم واشنطن الثابت ومن الحزبين لأمن إسرائيل، وتظهر هذه الترتيبات قولا وفعلا أن الولايات المتحدة تعتبر أمن إسرائيل ضروريا للمصالح الأمريكية وركيزة للاستقرار الإقليمي".
و"تدعم الولايات المتحدة بقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية بقيمة 38 مليار دولار بشكل كامل، وهي مذكرة تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل، كما أنها مقتنعة بضرورة أن تعالج مذكرة التفاهم المقبلة التهديدات الناشئة والحقائق الجديدة".
ملزم للطرفين
وتوقيع الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي على الإعلان يجعله ملزما للطرفين ولا يمكن إلغاؤه أو تجاهله بمغادرة بايدن أو لابيد لمنصبيهما.
ويقول محللون إسرائيليون إن المهم في هذا الإعلان هو أنه جاء مكتوبا وموقعا من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ما يجعله ملزما.
ويكرر الإعلان في أكثر من موقع التأكيد على أنه ملزم لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إلى أن "إعلان القدس التاريخي هو تعهد الولايات المتحدة وإسرائيل بمنع إيران نووية".
وقالت الصحيفة: "يعيد الإعلان التأكيد على "الروابط غير القابلة للكسر" بين إسرائيل وأمريكا والتي "تقوم على أساس متين من القيم والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية".
وأضافت: ويؤكد على "التزام الولايات المتحدة الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات".
وتابعت: وفي مواجهة التهديد الإيراني، أكد الإعلان أن "جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام (الأمريكي) بعدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة".
وأشارت إلى "جددت واشنطن تعهدها بالعمل مع إسرائيل وشركاء آخرين لمواجهة عدوان إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية".
البديل
الإعلان لم يغفل أيضا الحديث عن البديل وهو إحلال السلام بالشرق الأوسط، لافتا إلى أن تل أبيب وواشنطن تؤكدان على أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر والأردن، وكلها اتفاقيات مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولقضية الأمن الإقليمي والازدهار والسلام.
وتشير الدولتان إلى أن قمة النقب التاريخية التي اقترحها رئيس الوزراء لابيد واستضافها، شكلت حدثا بارزا في الجهود الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط".
وأضاف: "وترحب الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الصدد بالاجتماع المنعقد في المنامة بالبحرين في 27 يونيو/ حزيران الماضي، لتشكيل منتدى النقب للتعاون الإقليمي".
كما "ترحب الولايات المتحدة بهذه التطورات وهي ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط في بناء هيكل إقليمي قوي، بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية، وتعميق العلاقات بين إسرائيل وكافة شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية"، وفق الوثيقة.
وترحب الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا بـ"فرصة المشاركة في اجتماع رباعي مع قائدي الهند والإمارات العربية المتحدة في سياق مبادرة “I2U2” التي تجمع بين هذه البلدان الأربعة لتعزيز التعاون في الاقتصاد والبنية التحتية الاستراتيجية وإثبات أهمية هذه الشراكة الجديدة التي أطلقها وزراء خارجيتها لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021".