التعادل.. مخرج واحد لـ«سيناريو الأزمة» في سباق البيت الأبيض
رغم أنه احتمال بعيد فإنه يجب أن تستعد الولايات المتحدة لسيناريو التعادل في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وحتى الآن لم تشهد الولايات المتحدة سيناريو التعادل إلا مرة واحدة فقط في تاريخها في عام 1800 حين تعادل توماس جيفرسون وآرون بور كنتيجة لفشل التنسيق بين الديمقراطيين والجمهوريين، مما أدى إلى أول "انتخابات طارئة" في البلاد، والتي حسمها مجلس النواب، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
هل يمكن أن يحدث التعادل؟
يظل التعادل احتمالا قائما لانتخابات 2024 إذا فازت كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية المفترضة، بولايات ويسكونسن وميتشغان وأريزونا ونيفادا وصوت انتخابي واحد في نبراسكا، لكنها خسرت بنسلفانيا وجورجيا، فسيكون هناك تعادل، 269 صوتا في المجمع الانتخابي لها ومثلهم لخصمها الجمهوري دونالد ترامب.
وهناك العديد من سيناريوهات الانتخابات المتعادلة المشابهة التي كشفها موقع "270 to Win".
ماذا يحدث في حالة التعادل؟
إذا كان هناك تعادل أو حصل مرشح من حزب ثالث أو مستقل بأصوات انتخابية مما أدى إلى عرقلة حصول أي مرشح على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي (270 صوتا) فإن الخطوة التالية هي إجراء ما يُسمى بـ"الانتخابات الطارئة".
وفقًا للتعديل الثاني عشر، الذي جرى وضعه في أعقاب انتخابات عام 1800 المثيرة للانقسام، فإنه في حال عدم حصول أي مرشح على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي فإن الكونغرس الجديد، الذي كان يؤدي اليمين الدستورية في يناير/كانون الثاني التالي للانتخابات سيختار الرئيس ويختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.
ما هو موعد "الانتخابات الطارئة"؟
ووفقًا لمركز أبحاث الكونغرس، ستُعقد انتخابات طارئة في 6 يناير/كانون الثاني 2025، فور اجتماع أعضاء الكونغرس لفرز الأصوات الانتخابية وتحديد عدم حصول أي مرشح على الأغلبية.
كيف تسير العملية؟
قد يؤدي التعادل إلى انقسام في صفوف الأمريكيين وداخل مجلس النواب ويتمزق أعضاء المجلس بين رغبتهم في دعم مرشحهم المفضل وبين دعم المرشح الذي يفضله ناخبو ولايتهم.
وبدلاً من تصويت النواب كأفراد، سيحصل ممثلو كل ولاية على صوت واحد ليفوز بالرئاسة المرشح الذي يحصل على الأغلبية البسيطة أي 26 صوتا عن 26 ولاية ومع ذلك لا توجد طريقة واضحة لكيفية اختيار وفد الولاية مرشحه المفضل.
وإذا فشلت وفود الولايات في اختيار رئيس جديد بحلول موعد التنصيب المقرر في 20 يناير/كانون الثاني فإن نائب الرئيس الجديد الذي اختاره مجلس الشيوخ سيصبح رئيسًا مؤقتًا ويمكن أن يختار المجلس نائبا للرئيس.
وعلى عكس مجلس النواب فإن التصويت في مجلس الشيوخ فردي أي أن كل عضو له صوت واحد.
أما إذا فشل مجلس الشيوخ في اختيار نائب للرئيس بحلول 20 يناير/كانون الثاني 2025، فإن خطة خلافة الرئيس التي نص عليها التعديل العشرين للدستور تدخل حيز التنفيذ مؤقتًا والتي تشير إلى رئيس مجلس النواب باعتباره التالي بعد نائب الرئيس.
هل يختلف ثقل الولايات؟
في المجمع الانتخابي يتفاوت عدد أصوات الولايات لكن في الانتخابات الطارئة تتمتع كل ولاية، بغض النظر عن عدد سكانها، بأصوات متساوية الأمر الذي يمنح بعض الولايات الصغيرة ميزة ضخمة فمثلا تحصل كاليفورنيا وتكساس على نفس الحق في التصويت مثل ديلاوير ووايومنغ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن واشنطن العاصمة، التي تحصل على 3 أصوات في المجمع الانتخابي، سوف تُستبعد من الانتخابات الطارئة.
ولا يوجد ما يلزم وفود الولايات باختيار المرشح الفائز بأصوات ولايتهم قد يؤثر الانقسام داخل الولايات على تصويت الوفود.
لماذا يوجد هذا النظام الغريب لكسر التعادل؟
من المفترض أن يكون هذا النظام طريقة أفضل لاختيار الرئيس ونائبه حيث كان التصويت يجري داخل المجمع الانتخابي لاختيار الرئيس وهو الشخص الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في حين يكون الشخص الذي يحصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات هو نائب الرئيس.
وفي عام 1800، كان الناخبون بحاجة إلى التنسيق للإدلاء بأصواتهم بعدما أدلى أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأصوات متساوية لكل من مرشحهم توماس جيفرسون ونائبه آرون بور في مواجهة منافسهما من الحزب الفيدرالي جون آدامز واستغرق الأمر 36 جولة من التصويت في الانتخابات الطارئة حتى إعلان فوز جيفرسون بالرئاسة.
وفي السنوات التالية شهدت الولايات المتحدة انتخابات مشروطة مع فشل أي مرشح في الحصول على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي مثلما حدث في عامي 1824 و1836.
وفي عام 1876 وفي ذروة إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية كان الخلاف بسبب إرسال 3 ولايات جنوبية هي فلوريدا ولويزيانا وكارولاينا الجنوبية قوائم متعددة من الأصوات الانتخابية إلى واشنطن العاصمة كما كان هناك حول أحد أصوات ولاية أوريغون.
وفي ذلك الوقت أنشأ الكونغرس لجنة خاصة ثنائية الحزبية، لتحديد المرشح الذي يجب أن يحصل على الأصوات الانتخابية العشرين المتنازع عليها وحصل عليها في النهاية الجمهوري رذرفورد ب. هايز.