تيفاني مينش لـ«العيـن الإخباريـة»: التعاون الإماراتي الأمريكي خطوة فارقة لحماية المرجان
الشهر الماضي، أعلنت منظمة (UWCK) بولاية فلوريدا، جنوب شرق الولايات المتحدة وسفارة الإمارات في واشنطن، عن إطلاق برنامج تعاون علمي واعد لحماية الشعاب المرجانية المهمة للبيئة ولصحة المحيط الأطلنطي وللمجتمعات المحلية.
ويهدف البرنامج، المقرر إطلاقه في فبراير/شباط 2025، إلى ربط المهنيين من دولة الإمارات والولايات المتحدة، لتبادل أفضل الممارسات والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة في مجال الحفاظ على البيئة.
من جانبها، التقت "العيـن الإخباريـة" تيفاني مينش، الرئيس التنفيذي لشركة United Way of Collier and the Keys (UWCK)، حيث كشفت لنا عن تفاصيل مهمة لأبعاد التعاون العلمي الأمريكي – الإماراتي لحماية الشعاب المرجانية جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية.
جهد إماراتي مستمر
في البداية أوضحت مينش، أن برنامج التبادل التعليمي الجديد، هو امتداد لبرنامج "تنشيط فلوريدا كيز من خلال مبادرة استعادة الشعاب المرجانية وما بعدها" الذي بدأ في أوائل عام 2020، بين السفارة الإماراتية في واشنطن، ومنظمة "يونايتد واي" جنوب ولاية فلوريدا، مضيفة، أن البرنامج الجديد يهدف إلى توسيع تأثير برامج حماية الشعاب المرجانية من خلال تعزيز التفاهم بين الثقافات والتعلم المشترك الذي يتمحور حول ترميم الشعاب المرجانية.
- الأونكتاد: الدول النامية تعاني اقتصاديا بسبب الفجوة الرقمية والتنموية
- محمد بن زايد يستقبل شركاء مشروع أدنوك للغاز المسال منخفض الانبعاثات
وكشفت مينش عن أن المرحلة الأولية للمبادرة بالفعل قد حققت نجاحًا كبيرًا، حيث تم تمويل العديد من مشاريع ترميم الشعاب المرجانية بالشراكة مع المنظمات غير الربحية المحلية، لافتة إلى أنه تم تصميم برنامج التبادل التعليمي الجديد، المقرر أن يبدأ في فبراير/شباط 2025، للبناء على هذا النجاح من خلال تسهيل تبادل ممثلي ترميم المرجان بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
وأشارت المسؤولة البيئية الأمريكية إلى أن البرنامج الجديد سيمكن المشاركين من تبادل أفضل الممارسات واستكشاف الفرص الميدانية وتطوير حلول تعاونية للتحديات المشتركة في استعادة الشعاب المرجانية.
وقالت مينش: "بصفتي الرئيس التنفيذي لـUWCK، يشرفني أن أكون جزءًا من هذه الشراكة الرائدة وتأثيرها على الحفاظ على الشعاب المرجانية العالمية، حيث يمثل برنامج التبادل التعليمي علامة بارزة في جهودنا المستمرة لحماية الشعاب المرجانية في فلوريدا ويؤكد أهمية التعاون الدولي في معالجة تغير المناخ".
تهديدات خطيرة
وحول أهمية مشروع التبادل العلمي الإماراتي–الأمريكي الجديد؛ أوضحت مينش، أن النظم البيئية المرجانية تواجه تهديدات خطيرة بالفعل، لا سيما مع آثار تغير المناخ العالمي، والصيد غير المستدام، والتلوث البري.
ونبهت مينش إلى أن أحد التحديات الأساسية التي تسعى المبادرة الجديدة إلى معالجتها هو الضغط الحراري على الشعاب المرجانية، قائلة: مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات، تصبح الشعاب المرجانية عرضة بشكل متزايد للابيضاض، وهي ظاهرة تضعف صحتها وقدرتها على الصمود بشدة.
وتابعت: تشمل الأساليب المبتكرة التي يجري تطويرها لمكافحة الإجهاد الحراري زراعة أنواع المرجان المقاومة للحرارة، وتنفيذ أنظمة مراقبة متقدمة لتتبع صحة الشعاب المرجانية في الوقت الحقيقي، قائلة: "لا تهدف هذه الأساليب إلى الحفاظ على الشعاب المرجانية الموجودة فحسب، بل تهدف أيضًا إلى استعادة الشعاب المتدهورة".
إعادة البناء
وحول طريقة استعادة الشعاب المرجانية، أوضحت المسؤولة الأمريكية، أن هناك طريقتين لترميم المرجان هما البستنة المرجانية والتجزئة الدقيقة.
وتابعت: تتضمن البستنة المرجانية زراعة الشعاب المرجانية في بيئة خاضعة للإشراف قبل زرعها في الشعاب المرجانية، وتسمح هذه الطريقة بزراعة الشعاب المرجانية الأكثر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.
وأضافت مينش: تتضمن التجزئة الدقيقة تحطيم الشعاب المرجانية إلى قطع أصغر، والتي يمكن أن تنمو بعد ذلك بسرعة أكبر وتغطي مناطق الشعاب المرجانية المتضررة بشكل أكثر كفاءة، قائلة: أظهرت كلتا التقنيتين نتائج واعدة ويمكن أن تكون مفيدة في استعادة صحة الشعاب المرجانية في فلوريدا كيز.
أهمية الشعاب المرجانية
وحول أهمية ترميم الشعاب المرجانية، قالت مينش إن الشعاب المرجانية مهمة للغاية للصحة البيئية والمجتمعات المحلية، موضحة أن الشعاب المرجانية تعمل كحواجز طبيعية تحمي المناطق الساحلية من تأثير الأمواج والعواصف، وهي تدعم مجموعة متنوعة من الحياة البحرية، وتسهم في التنوع البيولوجي لمحيطاتنا.
وقالت مينش: تعد الشعاب المرجانية الصحية أمرًا حيويًا للاقتصاد المحلي، كذلك، حيث تدعم صناعات الصيد والترفيه والسياحة، مما يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وتابعت أن الشعاب المرجانية في فلوريدا كيز تحظى بأهمية خاصة، حيث تعد من أكثر النظم البيئية تنوعًا على وجه الأرض، فهي توفر موطنًا لآلاف الأنواع البحرية وتشكل جزءًا مهمًا من الشبكة الغذائية البحرية.
وسيكون لتدهور هذه الشعاب عواقب بعيدة المدى، ليس فقط على التنوع البيولوجي البحري، ولكن أيضًا على المجتمعات التي تعتمد عليها في سبل عيشها.
وكشفت مينش أن برنامج التبادل العلمي الجديد بين الولايات المتحدة والإمارات، سوف يركز على عدة مجالات رئيسية لتعزيز جهود ترميم الشعاب المرجانية، حيث سيشارك المشاركون في الأنشطة والمناقشات المصممة لاكتساب نظرة ثاقبة حول الأساليب المبتكرة المستخدمة في أجزاء مختلفة من العالم لحماية الشعاب المرجانية.
وأشارت إلى أنه مع تطور البرنامج، سوف تستمر منظمة "يونايتد واي" في تقديم التحديثات حول التبادل العلمي بين البلدين، بما في ذلك اختيار المشاركين هذا الخريف، مؤكدة أن عملية الاختيار ستعطي الأولوية للأفراد الذين لديهم التزام قوي بالحفاظ على البيئة والرغبة في المشاركة في التعلم عبر الثقافات.
ونبهت مينش إلى أن الحفاظ على الشعاب المرجانية يتطلب جهدًا جماعيًا، سواء من الحكومات أو المنظمات غير الربحية والشركات والأفراد، قائلة: من خلال العمل معًا وتبادل المعرفة، يمكننا تطوير حلول مبتكرة للتحديات المعقدة التي تواجه الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
وشددت في النهاية على أن التعاون بين منظمة "يونايتد واي" وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة بمثابة شهادة على قوة الشراكات الدولية في قيادة التغيير الهادف، قائلة: "من خلال العمل معًا، يمكننا حماية شعابنا المرجانية الثمينة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة".
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز