كيف تحمي الشعاب المرجانية نفسها من تغير المناخ؟.. حقائق مثيرة!
تختلف مقاومة الشعاب المرجانية للتغيرات المناخية؛ فما السبب وراء ذلك؟
ظهرت أسلاف الشعاب المرجانية على سطح الأرض لأول مرة قبل 400 مليون سنة، لكنها تطورت إلى شكلها الحالي الذي نعرفه قبل 25 مليون سنة، وما زالت الشعاب المرجانية موضع جذب لأعين البشر بألوانها الزاهية. ولأنها معتادة على العيش في وسط معين، تتأثر بالتغيرات الحاصلة في البيئة حولها؛ مثال على ذلك، ظاهرة «ابيضاض الشعاب المرجانية»؛ بسبب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتتمتع الشعاب المرجانية بفوائد كثيرة، تتمثل في حماية الخطوط الساحلية من التآكل والعواصف. إضافة لكونها مصدرًا للأدوية والغذاء والدخل المادي. الأمر الذي دفع الكثير من الباحثين لإجراء دراسات معمقة لتعزيز الأدبيات العلمية حول استجابة الشعاب المرجانية للتغيرات المناخية؛ لتحديد أفضل الوسائل للتعامل معها. وفي هذا الصدد، خرجت دراسة في دورية «أبلايد آند إنفيرونومنتال ميكروبيولوجي» (Applied and Environmental Microbiology) في يوم 6 مارس/آذار 2024، تُشير إلى مدى تأثير مكونات الشعاب المرجانية على قابليتها لظاهرة الابيضاض.
تفاعلات
الشعاب المرجانية ليست كائنا واحدا يعيش في البحار، بل إنه نتاج علاقة تكافلية تجمع بين هياكل المرجان، وكائنات بحرية متعايشة داخله، والميكروبيوم، وهو عبارة عن فطريات، وفيروسات وبكتيريا. والتفاعلات الديناميكية بين تلك الكائنات الحية تبقيها على قيد الحياة، لكن اتضح أنّ تلك التفاعلات أيضًا تلعب دورًا محوريًا في مواجهتها لظاهرة الاحتباس الحراري؛ فهناك بعض الأنواع التي تُقاوم الاحترار ولا تتعرض لظاهرة ابيضاض الشعاب، وهناك أنواع أخرى لا تتحمل الحرارة المرتفعة، وتقع فريسة للابيضاض، ما يهدد بفنائها، الأمر الذي شغل مجموعة بحثية من مركز أبحاث الشعاب المرجانية في الصين، ودفعهم لدراسة الشعاب المرجانية عند «جزيرة هوانغيان».
واختاروا تلك المنطقة تحديدًا لعدة أسباب، منها أنّ تلك الجزيرة معرضة لارتفاع مطرد في درجات الحرارة مقارنةً بالمناطق المحيطة، إضافة إلى أنها تعرضت لحدث الابيضاض الكبير للشعاب المرجانية في عام 2020، كما أنها غنية بالشعاب المرجانية. لذلك، اختار الباحثون 18 نوعًا لإجراء الدراسة عليها، وفحصها جيدًا؛ بحثًا عن الأسباب الكامنة وراء ابيضاض بعض الأنواع ومقاومة أنواع أخرى.
مرونة
وجد الباحثون أنّ الشعاب المرجانية التي تواجه التغيرات المناخية، لديها تطفل فطري محدود، وهذا يعني القليل من مسببات الأمراض أيضًا، من جانب آخر، تتمتع نفس الشعاب بوجود أعداد كبيرة من بعض أنواع من الكائنات التكافلية الداخلية، مثل طحالب السوطيات، مقارنة بالأنواع الأخرى، وتلك الطحالب أكثر تحملًا ومقاومة لظاهرة الابيضاض التي تعاني منها الشعاب المرجانية الأخرى، ما يُكسبها مرونة.
تتميز تلك الدراسة بأنها تركز على عاملين مهمين في مقاومة ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، وهي الفطريات والكائنات التكافلية الداخلية؛ فالمقارنة بين هذين العنصرين ساهمت في توضيح بعض الغموض حول مقاومة الشعاب المرجانية للارتفاع المطرد في درجات الحرارة.
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA= جزيرة ام اند امز