ما دور التغيرات المناخية في تعزيز هطول الأمطار؟
طور الباحثون نموذجا مناخيا أكثر دقة من النماذج القديمة؛ ليُظهر كيفية تعزيز المناخ الدافئ لهطول الأمطار الغزيرة.
وتؤثر التغيرات المناخية بصورة ملحوظة على أنماط الظواهر الطقسية، وفي بعض الأحيان، تقود إلى كوارث مثل الفيضانات والأمطار الغزيرة والصواعق والجفاف وغيرهم.
واتضح أيضًا أن التغيرات تلعب دورًا مهمًا في تعزيز هطول الأمطار؛ خاصة في المنطقة الاستوائية؛ بسبب زيادة تجمع السحب، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها مجموعة بحثية من معهد النمسا للعلوم والتكنولوجيا (ISTA) ومعهد ماكس بلانك للأرصاد الجوية (MPI-M)، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «ساينس أدفانسيس» (Science Advances) في 23 فبراير/شباط 2024.
نموذج مناخي حديث
اهتمت الدراسة بتطوير نموذج مناخي لدراسة مدى تأثير تجمعات السحب والعواصف على هطول الأمطار الغزيرة في المناطق الاستوائية؛ خاصة وأنّ الأمطار الغزيرة من أكثر الكوارث الطبيعية المدمرة وقد تقود إلى فيضانات تتسبب في خسائر فادحة وإزهاق الأرواح البشرية للمليارات حول العالم.
وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك. لذلك، أراد الباحثون فهم الآليات الكامنة وراء تلك الظاهرة الطقسية المتطرفة؛ للتعامل معها والتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل. ووجدوا أنّه مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد تكتل السحب، ما يتسبب في تعزيز غزارة الأمطار في مناطق معينة على حساب زيادة الجفاف في مناطق أخرى.
كثر وضوحًا ودقة
في الماضي، جاء العديد من الباحثين بنماذج مناخية مشابهة تُحاكي أنماط هطول الأمطار، لكن لم تتمكن تلك النماذج من تحليل السحب والعواصف بنفس التفاصيل، ولم تظهر العديد من الديناميكيات المرتبطة بحركة الهواء وكيفية تكوين السحب وتجمعها لتشكيل العواصف بصورة واضحة؛ لأن البيانات لم تكن متوفرة وقتها.
لذلك كان تعاون الباحثين مثمرًا؛ إذ مدّهم معهد ماكس بلانك للأرصاد الجوية البيانات اللازمة، ما ساعدهم في تكوين نموذج أكثر وضوحًا ودقة.
اتسم النموذج المناخي الجديد بالدقة والواقعية أكثر من أي نموذج سابق؛ لأنّ الباحثين اهتموا بالتركيز على مساحات أقل للمناطق محل الدراسة تُقدر بـ 5 كيلومترات فقط؛ ما يزيد دقة ووضح النتائج.
وعلى الرغم من أنّ النموذج يحاكي العالم كله، إلا أنّ العلماء ركزوا في تحليلهم على المناطق الاستوائية الواقعة حول خط الاستواء؛ لأنّ السحب والعواصف هناك تتشكل بصورة مختلفة عن خطوط العرض الأخرى، وهي المناطق التي تُسجل أعلى درجات الحرارة على الأرض؛ ما يجعل دراستها مهمة؛ بسبب حساسيتها للتغيرات المناخية المتمثلة في الاحترار العالمي.
تأتي هذه الدراسة بمثابة ندير الخطر الذي يُحذر البشر من آثار الاحترار العالمي المستقبلية؛ إذ كشفت عن زيادة شدة هطول الأمطار الغزيرة في المناطق الاستوائية بصورة أكبر من المتوقع مع ارتفاع درجات الحرارة في المناخ الدافئ؛ بسبب زيادة تجمع السحب.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز