قوات سوريا الديموقراطية تبدأ مرحلة جديدة لتحرير الرقة من سيطرة تنظيم داعش، لكن هل ستكون الخطوة الأولى تجاه نظام فيدرالي في سوريا؟
أعلن تحالف سوريا الديموقراطية عن بدء مرحلة جديدة من الهجمات على مدينة الرقة السورية الخاصعة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وذلك في بيان نشر له.
وأضاف التحالف أن الهدف من تلك المرحة هو تأمين عملية تطويق المدينة تمهيدا لاقتحامها.
وأعلن مصدر كردي أن تلك المرحلة مدعومة من قبل الولايات المتحدة بهدف عزل الرقة بشكل كامل وقطع الطرق بين الرقة ومناطق سيطرة التنظيم الإرهابي في دير الزور.
في سياق متصل، ذكر تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحت عنوان "تسارع وتيرة الحملة لاستعادة الرقة" أن إعلان تحالف سوريا الديموقراطية يأتي تماشيا مع إعلان الإدارة الأمريكية رغبتها في تسريع وتيرة الحرب ضد تنظيم داعش.
ووقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا تنفيذيا في يناير /كانون الثاني 2017 منح بموجبه وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، شهرا واحدا لتقديم خطة عمل لمحاربة تنظيم داعش، مما قد يعني زيادة دعم قوات سوريا الديموقراطية، الخصم الرئيسي للتنظيم الإرهابي، على الأرض في سوريا.
وظهر ذلك جليًّا في تزويد قوات التحالف الدولي حلفائها في سوريا بمركبات مدرعة لأول مرة، مما يعني أن الدعم بدأ بالتوسع مع بداية عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف التقرير أن موقع الرقة على الضفة الشمالية لنهر الفرات سيسهم في عزل المدينة بشكل كامل عن جميع الأراضي الخاضعة تحت سيطرة داعش وليس فقط دير الزور.
وقامت عدة هجمات جوية للتحالف بتدمير كافة الجسور العابرة بين الحدود العراقية وشرق الرقة، لذلك ستصبح المدينة محاصرة بالكامل من قبل قوات سوريا الديموقراطية، وبالرغم من إمكانية مقاتلي التنظيم عبور النهر باستخدام القوارب، إلا أن إمكانية حملهم لمعدات ثقيلة لن تكون ممكنة، بالإضافة إلى أنهم سيكونون هدفا سهلا لوقات التحالف.
وعلى الجانب الآخر، يشير تقرير إلى أن قوات سوريا الديموقراطية تمتلك مراكب لنقل المدرعات مدعومة بطائرات مروحية أمريكية، مما يعني أن تلك القوات قادرة على شن عمليات عبر النهر عند الحاجة عن طريق قاعدة "رميلان" في شمال شرق سوربا، إلا أن هناك شرطا أساسيا لنجاح عملية حصار الرقة يتمثل في السيطرة الكاملة على سدي "الثورة" و"القديران" اللذين يبعدان 10 كيلومترات عن باتجاه مجرى النهر، لضمان عدم استخدامهما من قبل تنظيم داعش كممرات للهروب ولإعادة التجمع خلف خطوط الهجوم.
وألمح التقرير إلى 4 مزايا عسكرية رئيسة لقوات سوريا الديموقراطية ستساعدها في التفوق على مجموعات مقاتلي داعش، أولها أن مقاتلي داعش منخرطون في القتال على عدة جبهات في آن واحد، بالإضافة إلى أن جميع الجبهات الفاعلة الأخرى في سوريا أصبحت فعليا متحدة ضد التنظيم.
أما السبب الثاني فيرجع إلى نجاح قوات سوريا الديموقراطية في التقدم والسيطرة على كامل الضفة اليمنى من بحيرة الأسد، مما يعني أنها على بعد 40 كيلومتر من الرقة، والثالث اندماج المزيد من رجال قبائل العرب مع قوات سوريا الديموقراطية، نظرا للتراجع الحاد لداعش على الأرض والزيادة الملحوظة لدعم واشنطن، ويرجع السبب الرابع إلى رفض سكان المناطق التي تحت سيطرة التنظيم بشكل كبير تواجد داعش من الأساس.
ويشدد التقرير على أن أحد أهم أولويات قوات سوريا الديموقراطية هي تشجيع المدنيين في الرقة على المغادرة قبل البدء بالهجوم، مما يعني ضرورة تأمين ممرات إنسانية لهروب السكان المحليين، بالإضافة إلى إقامة مخيمات طويلة الأجل في المناطق الريفية المحيطة بسبب توقعات بطول أمد القتال.
والجدير بالذكر أن 99% من سكان تلك المنطقة هم من غير الأكراد، وبالتالي فإن منح القبائل العربية الاستقلال السياسي سيساعد في دعم قضية انفصال الأكراد، والتي تحقق بذلك نظاما فدراليا لامركزيا في سوريا، مما قد يؤدي إلى منع تمكن الجيش السوري من العودة إلى المنطقة، حيث يواجه صعوبات في دير الزور بسبب الهجمات المتكررة من داعش، والذي يزيد بالتالي من الاعتماد المتزايد على مقاتلي حزب الله والقصف الروسي، طبقا لتقرير معهد واشنطن.