رئاسيات أمريكا 2024 بنكهة تيك توك.. مدى تأثير التطبيق على الاستحقاق؟
من «الراديو» مرورًا بـ«الفيسبوك» إلى «إكس» (تويتر سابقاً)، تطبيقات كانت بمثابة المحرك الرئيسي للانتخابات الأمريكية، في مراحل مختلفة.
فبينما كان الراديو المتحكم في المنافسة الرئاسية الأمريكية بين كالفين كوليدج وجون دبليو ديفيس وروبرت لافوليت عام 1924، كانت انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 بمثابة انتخابات «فيسبوك»، حيث انتشر مصطلح «الأخبار المزيفة»، ليأتي العام 2020 ليكون بمثابة عام الانتخابات الذي صنعه «تويتر» قبل أن يتغير اسمه إلى «إكس»، حيث يمكن للمرء أن يرى إحصائيات كوفيد-19 محدثة في الوقت الفعلي، ويشاهد البث المباشر لأعمال الشغب في المناطق الحضرية، بحسب صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية.
أما الآن وبينما يترقب الأمريكيون استحقاق 2024، بات «تيك توك»، هو المحرك الرئيسي لتلك الانتخابات، والتي أصبح عدد متزايد من الميمات الثقافية، يتردد صداها في الثقافة الأمريكية لها أصلها على التطبيق.
فكيف يؤثر التطبيق على انتخابات 2024؟
في عام 2017 أطلق التطبيق دوليًا، والذي تملكه شركة ByteDance الصينية، ليصبح في العام 2021 الأكثر شعبية على الإنترنت بأمريكا، متجاوزًا «غوغل».
وفي يوليو/تموز 2020، أصبح التطبيق بمثابة قضية سياسية ساخنة في الولايات المتحدة، عندما أخبر الرئيس آنذاك دونالد ترامب الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أنه سيستخدم سلطاته التنفيذية لحظره. ووصفه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو وتطبيقات وتقنيات صينية أخرى بأنها «حصان طروادة للمخابرات الصينية»، ووجهت بعض الشركات، مثل ويلز فارجو، موظفيها إلى إزالته من هواتف العمل الخاصة بهم.
وفي محاولة لطمأنة الساسة الأمريكيين، تعهد «تيك توك» بأن البيانات من مستخدميه المقيمين في الولايات المتحدة ستبقى في أمريكا، واستأجرت مسؤولاً تنفيذياً سابقاً في ديزني للحفاظ على مقر العمليات المحلية في لوس أنغلوس.
وأشار البعض إلى أن عداء ترامب تجاه المنصة لا علاقة له بالأمن، بل يتعلق بحقيقة أنه تم إغراؤه من قبل بعض معجبي موسيقى البوب الكورية ومستخدمي تيك توك للتواطؤ في خداع حملته للاعتقاد بأنه سيكون هناك إقبال أكبر في تجمع حاشد في تولسا بولاية أوكلاهوما في يونيو/حزيران 2020، لكن إدارة بايدن شاركت أيضًا في بعض الشكوك، مما أدى إلى جلسات استماع في الكونغرس في عام 2023 والتدقيق المستمر.
لكن معظم مستخدمي «تيك توك»، إما لا يعرفون أو لا يهتمون بأي من ذلك، فتواجدهم على التطبيق أمر مغرٍ للغاية، وخاصة وأن بعض مستخدميه من فئة المشاهير،
فكيف استعان به المتنافسان على رئاسة أمريكا؟
في 25 يوليو/تموز الماضي، أنشأت نائبة الرئيس كامالا هاريس حسابًا على «تيك توك»، حصد حوالي 4.2 مليون متابع في أقل من أسبوعين.
وبحسب «فورين بوليسي»، فإن هاريس تتابع ستة حسابات على التطبيق، لكن إعداداتها لا تسمح برؤية من هم، في المقابل انضم ترامب، رغم تعهده في عام 2020 بحظر التطبيق، إلى المنصة في أوائل يونيو/حزيران الماضي، واكتسب أكثر من 9 ملايين متابع في حوالي شهرين.
ويتابع ترامب حسابين: مرشحه لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس، وفريق ترامب، الذراع الرسمية للحملة التي لديها أقل من 250 ألف متابع ونادرًا ما ينشر.
وكان الفيديو الأكثر مشاهدة لترامب هو إعلانه عن انضمامه إلى تيك توك، فعلى أنغام أغنية "American Bad Ass" لكيد روك، يتجول المرشح الجمهوري بين الجمهور ويلوح بيده ويشير ويقف لالتقاط صورة شخصية.
ثاني أكثر مقاطع الفيديو شهرة له، والذي حظي بنفس عدد المشاهدات تقريبًا، هو المقطع الذي أظهر فيه فهمه لما يجعل المنصة مميزة. فالمقطع الذي تبلغ مدته ست ثوانٍ هو مقطع كلاسيكي من جزأين، يظهر فيه المصارع المحترف/مستخدم اليوتيوب لوغان بول على أحد الجانبين، والقائد الأعلى السابق على الجانب الآخر. يتقدمان إلى الأمام لمواجهة بعضهما البعض مثل المقاتلين ضد بعضهما البعض، وحزام البطولة بينهما.
وتتقدم الكاميرا بينما تُعزف أغنية "Way Down We Go" الشهيرة لفرقة الروك البلوز الأيسلندية Kaleo في الخلفية. يبدو الأمر كما لو كانا على وشك القتال عندما يبتسمان ويتعانقان. يقول بول بينما يضحك الآخرون في الغرفة ويصفقون: «يا إلهي، كنت خائفًا!».
وهناك مقطع ثالث للرئيس السابق ترامب مع جيك بول (شقيق لوغان الملاكم) وهما يتمتمان بأن هاريس ليست ذكية للغاية، ويبدو أن هذا رد فعل على شيء قالته، لكن من قام بتحرير المقطع قام بقصه.
لكن مقطع فيديو آخر حقق نجاحا أكبر (أكثر من أربعة أضعاف عدد المشاهدات) يظهر فيه هو وأدين روس، وهو من مستخدمي ألعاب الفيديو، وهما يقومان بهز الورك بشكل سخيف على أنغام النشيد الوطني الأمريكي.
ويستمر المقطع خمس ثوان فقط، ورغم أنه عمل ثانوي، إلا أنه يذكر بالوقت الذي اعتاد فيه ترامب أن يرقص نفس الرقصة على أنغام النشيد الوطني الأمريكي لفرقة "YMCA" أثناء حملته الانتخابية في عام 2020.
لكن على الجانب الآخر، جرى الترحيب بهاريس باعتبارها «العمة المرحة لأمريكا» وكانت بمثابة «ملكة الميم» منذ اليوم الذي قالت فيه، «لقد فعلناها، جو»، عبر الهاتف في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وحتى قبل أن تستلم العصا من الرئيس جو بايدن، استمتع مستخدمو الإنترنت بأقوالها المأثورة الفريدة، مثل: «هل تعتقد أنك سقطت للتو من شجرة جوز الهند؟».
ولأن حسابها لا يزال جديدًا إلى حد ما، فإنه لا يوجد الكثير من مقاطع الفيديو على الصفحة الرسمية لهاريس على «تيك توك»، باستثناء مقاطع فيديو بينها الذي يجمعها ومرشحها لمنصب نائب الرئيس والز وهما يلوحان لحشد من الناس.