شيئاً فشيئاً تتضح - بعد مرور عام وأشهر - على ولاية ترامب، ملامح الاتحاد بإدارة الرئيس الأميركي، ويتناغم الصوت
في مقابلة سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، انتقد وزارة الخارجية بقيادة ريكس تيلرسون، وقال إنه - أي الرئيس - وحده من يحدد السياسة الخارجية الأميركية، مذكّراً: «صاحب الشأن هو أنا».
الآن، حصل المنتظر من عدة أشهر، وهو إقالة وزير الخارجية تيلرسون، المقبل من العمل في «بيزنس» النفط والطاقة، الذي لم يكن على وفاق أصلاً من سياسات ترامب الخارجية، كان وجوده غريباً في الطاقم، خاصة وترامب يقود تحولات عميقة في السياسة الخارجية، آخرها عزمه الاجتماع برئيس كوريا الشمالية، النووية، لإنهاء العقدة التاريخية معها.
تيلرسون كان «مقاوماً» ولو بأسلوب ناعم، للعزيمة الترامبية تجاه إيران، وتأييد ترامب لموقف الرباعية العربية، السعودية ومصر والإمارات والبحرين، تجاه السياسات القطرية «الضارّة»، بينما كان تيلرسون يميل أكثر ناحية الرواية القطرية، وهو استخدم القاموس القطري - الإخواني، حيال الأزمة القطرية - العربية، ودعا لرفع «الحصار» عن قطر، بينما الرباعية العربية ترفض هذا الوصف وتقول إنها تقوم بعمل «سيادي» هو «المقاطعة»، ترامب علق على هذا كله في تصريح صحافي فقال عن تيلرسون: «اختلفنا على أمور، عندما تنظر إلى الصفقة الإيرانية، أعتقد أنها رهيبة، فيما اعتقد هو أنها مقبولة، أردنا إما أن نخرج من الاتفاق أو نعدّله، ولكن موقفه كان مختلفاً، بالنتيجة فنحن لم نفكر بالطريقة نفسها».
رحيل تيلرسون، سيزعج من كان يراهن على صوت ما داخل إدارة ترامب، يخفف الضغط على إيران، ويروّج الرواية القطرية - الإخوانية، مع أن تيلرسون، للأمانة، ربما بالغ هؤلاء في التوقعات منه
أما مايك بومبيو، وزير الخارجية الجديد، عضو الكونغرس السابق، وخريج جامعة هارفارد الراقية في القانون، وأحد ضباط الجيش الأميركي، وقد سبق له الخدمة في حرب تحرير الكويت 1991 فهو على «الموجة نفسها دائماً»، مع ترامب، كما جاء بتقرير «رويترز».
كما أن جينا هاسبيل، وهي من خلف بومبيو على رئاسة المخابرات الأميركية المركزية (سي آي إيه) فهي نائبة بومبيو، ومن قدامى الاستخبارات الأميركية، من الصقور، حسب التقارير الأولية عنها... وهي أول امرأة ترأس الـ«سي آي إيه» انضمت للوكالة منذ عام 1985، وتعتبر - حسب ما نُشر عنها - خبيرة في مكافحة تنظيم القاعدة، وأدارت منذ عام 2002 موقعاً سرياً تابعاً للاستخبارات الأميركية بتايلاند، سجن فيه رموز قاعدية مثل عبد الرحيم الناشري، الملقب لدى القاعدة بـ«أمير البحر».
رحيل تيلرسون، سيزعج من كان يراهن على صوت ما داخل إدارة ترامب، يخفف الضغط على إيران، ويروّج الرواية القطرية - الإخوانية، مع أن تيلرسون، للأمانة، ربما بالغ هؤلاء في التوقعات منه.
شيئاً فشيئاً تتضح - بعد مرور عام وأشهر - على ولاية ترامب، ملامح الاتحاد بإدارة الرئيس الأميركي، ويتناغم الصوت... ننتظر أثر هذا على مشكلاتنا العربية... وما أكثرها.
نقلاً عن " الشرق الأوسط "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة