إلى متى تلتزم الخارجية الأمريكية الصمت في عهد ترامب؟
لم تعقد الوزارة مؤتمراتها الصحفية اليومية المعتادة ولم تعلق بما يكفي على الأحداث الدولية
مع استحواذ تصريحات وتغريدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على اهتمام العالم فيما يخص السياستين الداخلية والخارجية لبلاده، غاب دور وزارة الخارجية؛ ما طرح علامة استفهام حول السبب، وحول متى تعود لاستئناف نشاطها.
فبعد أن كانت المؤتمرات الصحفية اليومية التي تعقدها وزارة الخارجية تسترعي انتباه العالم لأنها تطرح آراء واشنطن في القضايا الدولية، غابت تلك المؤتمرات فيما بقيت المؤتمرات اليومية التي يعقدها البيت الأبيض وتتحدث عما يدور في خلد ترامب.
ورغم المصادقة على تعيين، ريكس تيلرسون، وزيرًا للخارجية، منذ نحو أسبوع، إلا أن تصريحاته نادرة حتى الآن، ولم يتم تعيين متحدث رسمي باسم الوزارة.
ووزارة الخارجية الأمريكية مسئولة عن توضيح السياسة الأمريكية بشأن الأمن القومي والعلاقات الدولية، والتي يضع خطوطها البيت الأبيض.
وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية بالإنابة بعد أن عمل نائبا للمتحدث في إدارات سابقة: إنه لا توجد خطط لتغيير الوضع الراهن أو استئناف المؤتمرات اليومية قبل نهاية الأسبوع.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: "سنواصل العمل مع الأجهزة المعنية والبيت الأبيض، وندرس استئناف المؤتمرات الصحافية اليومية في أقرب وقت ممكن".
عندما وصل تيلرسون إلى مكتبه، الخميس، ألقى كلمة لقيت استحسانا بين موظفيه الجدد البالغ عددهم نحو ألفي موظف أكيد فيها احترامه خبراتهم ووطنيتهم.
وعندما تم نشر برنامج تيلرسون الأسبوعي خلال عطلة نهاية الأسبوع، كان عنوان كل يوم "الوزير تيلرسون يحضر اجتماعات وجلسات اطلاع في وزارة الخارجية".
ومنذ ذلك الوقت لم يضف إلى البرنامج سوى حدث واحد وهو اللقاء مع ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء، ناقشا خلاله كما يعتقد تعيين نائب له لمساعدته في إدارة الوزارة.
ويتصل تيلرسون هاتفيا بوزراء خارجية دول حليفة له مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، إلا أن الكشف التقليدي للمكتب الصحفي عن المكالمات يصدر اليوم التالي ولم يتضمن الكثير من التفاصيل.
لكنه لم يعلق على الشؤون السياسية، ولم يكشف عن سياسة خاصة به بعد.
وعندما صوت البرلمان الإسرائيلي، الاثنين، على تشريع المستوطنات المقامة على أراضي خاصة في الضفة الغربية المحتلة، صدر رد الفعل الفاتر لوزارة الخارجية في وقت متأخر من اليوم تحت اسم "مسؤول في وزارة الخارجية".
أما الإفصاح عن آراء الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يخص القضايا الدولية وعلاقة الولايات المتحدة بالخارج فقد تولاها ترامب حتى الآن.
فقد التقى برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، واصطدم هاتفيا مع رئيس وزراء أستراليا، وأجرى أول مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أمل أن تكون فاتحة صداقة بينهما، وأدلى بتصريحات إيجابية نحو مصر، في حين يواصل إطلاق تصريحاته النارية نحو إيران.
وفي رأي جيف راثكي الذي عمل مديرا للمكتب الصحفي في وزارة الخارجية بين 2014 و2015، فإن هناك سببين يجعلان صمت وزارة الخارجية أمرًا مقلقا؛
أولاهما "أن البيت الأبيض يجب أن يتحدث عن قضايا داخلية ودولية، ولذلك هناك حدود لكمية المعلومات الخاصة بالسياسة الخارجية التي يمكن للمتحدث باسم البيت الأبيض الكشف عنها في مؤتمر صحفي".
أما السبب الثاني فهو أن هناك "العديد من الأحداث التي تدور حول العالم يوميا، كبيرة وصغيرة، تؤثر على المصالح الأمريكية.. وإذا لم تنتهز الفرص لمناقشة هذه القضايا علنا فقد تفقد الفرصة للتأثير عليها".
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز