تيما دريان لـ"العين الإخبارية": أنفقت 55 ألف دولار لتسلق قمّة إيفرست
"العين الإخبارية" التقت اللبنانية تيما دريان بعد عودتها إلى الإمارات حيث تعيش مع عائلتها، للتعرف على تفاصيل تسلقها قمة إيفرست.
أثناء رحلة برفقة عائلتها إلى نيبال قبل أكثر من 10 سنوات، وضعت تيما دريان نصب عينيها هدف الوصول إلى قمة جبل إيفرست، واليوم دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بتسلقها قمة جبل إيفرست، لتكون بذلك أول لبنانية تحقق هذا الإنجاز.
"العين الإخبارية" التقت تيما بعد عودتها إلى دولة الإمارات، حيث تعيش مع عائلتها في مدينة دبي منذ عقدين، للتعرف على تفاصيل المغامرة الناجحة.
في طريق تحقيق حلمها، انطلقت تيما في رحلة تملأها المخاطرة امتدت لسنوات، تسلقت خلالها العديد من المرتفعات حول العالم، منها أكونكاجوا ودينالي في أمريكا الجنوبية، وكلمنجارو في أفريقيا، وكوسيياسكو بأستراليا.
وفي تشيلي تسلقت أعلى بركان في العالم، لتتوج إنجازاتها بالوصول إلى قمة إيفرست، الأعلى على مستوى الأرض في 23 مايو/أيار، أما وجهتها المقبلة فستكون قمة جبل أنتاركتيكا في القارة القطبية الجنوبية.
نيبال.. بداية المغامرة
روت تيما تفاصيل مغامرتها الأخيرة، موضحة أنها وصلت إلى نيبال في 22 مارس/آذار، لتبدأ سلسلة من التدريبات استمرت لأسبوعين، بهدف التأقلم على المناخ والبيئة.
وقالت دريان، لـ"العين الإخبارية": "الخطوة الأولى في إطار التحضيرات لتسلق جبل، يجب التأقلم مع البيئة المحيطة، فمثلاً يجب أن تزداد كرات الدم الحمراء في الجسم للاعتياد على انخفاض نسبة الأكسجين على المرتفعات، لأن القلب يعمل بجهد أكبر، وهذا ينطبق على كافة وظائف الجسم، وعادة ما يفقد المغامر عدة كيلوجرامات من وزنه نتيجة حرق الكثير من السعرات الحرارية".
وأوضحت أن عملية التأقلم تتمثل بالصعود إلى ارتفاع معيّن ثم العودة، وهكذا دواليك لمدة أسبوعين، وفي كل صعود وهبوط يتأقلم الجسم أكثر فأكثر مع المناخ.
القمة.. المهمة الصعبة
انطلقت دريان باتجاه القمة مع مجموعة من المتسلقين، يرافقهم مغامر متمرّس من نيبال، وأوضحت: "يحتاج المغامر على ارتفاع ٧١٠٠متر إلى أسطوانة أكسجين، ووصلت إلى 7400 متر دون استخدامها، لكني عانيت بشدة، وبعد الوصول إلى ارتفاع 8 آلاف متر كان لزاماً على الجميع الاستعانة بأسطوانة الأكسجين".
وأضافت: "بقيت 3 أيام دون نوم قبل الوصول إلى قمة إيفرست، وقبل ذلك اضطررنا إلى التوقف لأكثر من ساعة نتيجة الازدحام في الممرات الضيقة، وهذه كانت أكثر صعوبة واجهتها بالرحلة، إذ كنا على ارتفاع 8700 متر، الوضع لم يكن مريحا أبداً، خاصة بوجود أشخاص ليس لديهم الخبرة الكافية ما يجعلهم يعرضون حياتهم وحياتنا للخطر".
علم الإمارات على إيفرست
وقالت تيما: "للوقوف على أعلى قمة جغرافية في العالم شعور لا يحسه إلا من يجربه"، مضيفة: "رغم ندرة الأكسجين والبرودة لكنها لحظات فريدة لا تتكرر، خاصة الإحساس بالفخر لتحقيق هذا الإنجاز، بقيت على قمة إيفرست 20 دقيقة، ثم بدأت النزول، واكتشفت أن تسلق الجبل أسهل من النزول منه".
وعندما وصلت دوريان إلى قمة جبل إيفرست على ارتفاع 8848 مترا رفعت علمي دولتي لبنان والإمارات، وقالت عن ذلك: "أنا أحمل جواز السفر اللبناني ومن الطبيعي أن أرفع علم بلادي، لكني أيضاً أعيش في الإمارات منذ 18 عاماً، تربيت وتعلمت هناك ولدي اليوم عملي الخاص في دبي، فليس غريباً أن أرفع علم الإمارات لأنها وطني أيضاً".
الخوف من الموت
لا تخلو مغامرات تسلق الجبال من الصعوبات التي قد تصل إلى خطر الموت، لكن تيما لديها وجهة نظر مختلفة، إذا تؤمن بأنّ موت الإنسان سيأتي في أي ظرف، وقالت: "رحلة التسلق مليئة بالمخاطر، والراغبون بالصعود يدركون إمكانية فقدان حياتهم، وبرغم ذلك هناك تدابير مهمة للسلامة يجب اتخاذها".
اثنان من زملاء تيما فقدا أصابع أيديهما خلال عملية التسلق، كما شاهدت بنفسها أحدهم وهو يموت نتيجة الإرهاق والبرودة على ارتفاع أكثر من 7 آلاف متر، ووصفت اللبنانية ذلك قائلة: "فجأة خارت قوى أحد الأشخاص وسقط أرضاً، سألته إن كان بخير، فرد: لا، ثم قضى بعد ذلك، فتابعت المسير، كما فعل غيري، لأنه لا مجال للعودة أو للمساعدة على ذلك الارتفاع، وفي ظل برودة تزيد عن 30 تحت الصفر".
التكاليف المادية
عن مصير جثث الأشخاص الذي يموتون أثناء تسلق جبل إيفرست، أوضحت تيما أن إنزال الجثث من ارتفاع شاهق مكلف جداً، لذلك إن لم تكن عائلة الشخص قادرة على التكفل بنفقة إنزاله تبقى جثته مكانها، حالها كحال غيرها.
أما عن تكاليف رحلة الصعود إلى قمة إيفرست، فقالت: "تكفلت بنفقاتي سفري وطيلة الشهرين الذين قضيتهم في نيبال وحتى الصعود إلى القمة ومن ثم العودة، حيث بلغت نحو 55 ألف دولار".
شغف تسلق الجبال
وأوضحت تيما: "لست مستعدة للموت لأني أحب عائلتي وهي تحبني، وأذكر مرة أني تراجعت عن تسلق أحد الجبال على ارتفاع 6962 متر لأني شعرت بالخطر وكان جسدي يبدأ بالانتفاخ، فنصحني زملائي بالعودة وهو ما فعلته، ثم عدت السنة التالية وتسلقت الجبل بنجاح".
وأضافت: "في كل مخاطرة أعيشها أكون متمسكة بالعودة، لكن بعد تحقيق هدفي، فهذه الرياضة بالنسبة لي، شغف وتحدي ومتعة".
إلى المرأة العربية
وأهدت تيما دريان إنجازها الذي حققته إلى المرأة العربية، قائلة: "المرأة العربية استطاعت تحقيق إنجازات في كافة المجالات، وهي حاضرة وناجحة في كل ميادين العمل".