كم مرة تراجعت كوريا الشمالية عن مفاوضات السلام؟
تاريخ بيونج يانج الطويل في الانسحاب من مفاوضات نزع السلاح النووي يجلب الشؤم إلى الانفراجة الأخيرة بين الكوريتين.
بعد أقل من 3 أسابيع من اللقاء التاريخي بين زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، يبدو أن "شهر العسل" في شبه الجزيرة الكورية قد ينتهي في أي وقت نظرا للتهديد الأخير التي أطلقته بيونج يانج.
وقامت كوريا الشمالية، الأربعاء، بتأجيل محادثات مع نظيرتها الجنوبية، كما هددت بإلغاء قمة مرتقبة ومتفق عليها بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 12 يونيو/حزيران المقبل، مرجعة أسبابها إلى المناورات العسكرية المشتركة بين أمريكا وكوريا الجنوبية وإصرار واشنطن المستمر على تخلي بيونج يانج عن البرنامج النووي.
لكن تغير لهجة كوريا الشمالية فجأة بعد إقبالها على تهدئة الأوضاع وقبول خوض مفاوضات السلام ونزع السلاح النووي يطرح سؤالا ملحا بالأسباب وراء ذلك، إلا أن إحدى أبرز الإجابات المتاحة حاليا هو أنها دائما ما فعلت ذلك.
ولم يتفاجأ مراقبو الشأن الكوري بتهديدات بيونج يانج، بعد سنوات من موافقة كوريا الشمالية على خوض المحادثات ثم الانسحاب منها والتراجع عن وعودها>
ورغم أن التهديدات الأخيرة من غير المرجح أن تفضي إلى انسحاب فوري من المفاوضات إلا أنها تتسق مع النمط الشائع لكوريا الشمالية خلال العقود الماضية.
1994-2002
في 1994، وافقت كوريا الشمالية على وقف عمليات بناء مفاعلين نويين اعتقدت الولايات المتحدة أنه يمكن استخدامهما في تطوير البرنامج النووي، على أن تستبدل مفاعلات البلوتونيوم بمفاعلين للماء الخفيف بعد أن وافقت الولايات المتحدة لإمدادها بـ500 ألف طن من الوقود الثقيل كل عام خلال أعوام بناء المفاعلات.
لكن عندما تولى جورج بوش الابن رئاسة أمريكا في 2001 وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية التي شاركت فيها اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي على خلفية مخاوف حول تشغيل بيونج يانج برنامجا نوويا سريا، أعلنت كوريا الشمالية في عام 2002 أنها بالفعل تجري برنامجها النووي رافضة خوض أي مفاوضات أخرى كما طردت المفتشين وضاعفت جهود تطوير النووي.
2005
في أغسطس/آب 2003، قررت الولايات المتحدة المشاركة في مفاوضات جديدة سداسية الأطراف مع كوريا الشمالية والصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا، لكن بعدها بعامين وفي فبراير/شباط 2005 علقت بيونج يانج مشاركتها في المفاوضات مرجعة ذلك لشروط الولايات المتحدة وإصرارها.
وفي صيف 2005، أعيد إحياء المحادثات مرة أخرى لكن بعد 13 يوما فقط من بدايتها انتهت بالفشل.
2006
رغم تعليق كوريا الشمالية مشاركتها في المفاوضات عدة مرات تلك العام، وافقت على إنهاء برنامجها النووي بعد نحو نصف السنة في سبتمبر/أيلول 2005، لكن مرة أخرى علقت بيونج يانج مشاركتها في المحادثات بسبب العقوبات الأمريكية، وبعدها بقليل في أكتوبر/تشرين الأول 2006 أطلقت أول اختبار نووي لها.
2007-2008
في 2007، عادت المفاوضات سداسية الأطراف ووافقت كوريا الشمالية لاحقا على تقديم تنازلات كبيرة، وبينما يتم اتخاذ عدة خطوات للوفاء بوعودها رفضت كوريا الشمالية الوسائل التي اقترحتها الولايات المتحدة للتحقق من تنفيذ تلك الوعود ما أدى لانهيار المحادثات مرة أخرى.
2009-2010
رفضت كوريا الشمالية وعود الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية خلال المفاوضات، بل وصعّدت التوترات مع كوريا الجنوبية بعد أن اتهمت بيونج يانج بإغراق إحدى سفنها في 2010 باستخدام غواصة، ما أسفر عن مقتل عشرات من الكوريين الجنوبيين.
2012
بعد أسابيع من توصل كيم يونج أون لاتفاق مع الولايات المتحدة على تعليق برنامجه النووي، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى أدى لانهيار الاتفاقية، وفي 2013 ألغت كوريا الشمالية مواعيد لم شمل عائلات كورية قبيل مناورات عسكرية مشتركة بين أمريكا وكوريا الجنوبية.
2015
رفضت كوريا الشمالية خوض أي محادثات مستقبلية حول تعطيل برنامجها النووي، وبعد وصول التوترات بين الكوريتين إلى أعلى مستوى عند اقترابهما من دخول نزاع عسكري مفتوح، انخرطت الكوريتان في محادثات انهارت سريعا هذا العام.
2016
في يوليو/تموز ألمحت كوريا الشمالية إلى نيتها للتفاوض لكنها أطلقت بعد ذلك عددا من التجارب الصاروخية ما صعد التوترات أكثر في 2017.
والشهر الماضي، عُقدت القمة التاريخية بين قائدي الكوريتين ما أظهر استعدادهما غير المسبوق لخوض المفاوضات بشكل جدي، لكن سجل كوريا الشمالية يظهر مدى سرعة تغير طباعها فيما يخص التخلص من برنامجها النووي.