صلاح ورشوان وكلوزه وإيفرا.. أمثلة مذهلة على التسامح الرياضي
تقرير لـ"العين الرياضية" يلقي الضوء على أهم أمثلة التسامح في الرياضة عربيا وعالميا في السنوات الأخيرة بمناسبة يوم التسامح.
"إن أعلى درجات التعليم هي التسامح" هكذا وصفت الأديبة الأمريكية هيلين كيلر، التسامح، بينما يقول مثل إنجليزي "أشرف الثأر هو العفو"، وعلى مدار التاريخ الرياضي كانت هناك أمثلة عديدة على التسامح.
ويمثل 16 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام "يوم التسامح العالمي"، بحسب ما دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 23 عاماً.
"العين الرياضية" تلقي الضوء عبر التقرير التالي على مجموعة من أهم أمثلة التسامح في الرياضة بصور مختلفة:
محمد صلاح وعصبية ليفربول
يمثل محمد صلاح، جناح ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر، أحد أهم قصص التسامح في الرياضة العالمية، وهي قصة تسامح من قبل مجموعات من جماهير "الريدز"، مع ما يسمى بالإسلاموفوبيا.
وتقول منظمة "جلوبال سيتيسنز" البريطانية، نقلاً عن ورقة بحثية لجيمس هيشتنجز هولز، في 3 يونيو/حزيران الماضي، إنه منذ انتقال "الملك المصري" إلى ليفربول في صيف 2017، قلت التغريدات المعادية للإسلام من 7.2% إلى 3.4%.
فضلا عن ذلك، فقد قلت الجرائم المتعلقة بالهوس ضد المسلمين بنسبة بلغت 19% في محيط مقاطعة الميرسيسايد.
التسامح مع الألم
تقول مجلة "بين" البريطانية في تقرير لها إن الدراسات أظهرت أن الرياضيين يكونوا أكثر قابلية للتسامح مع الألم عن غير الرياضيين، حيث إن الرياضيين يتحملون ما لا يقدر غيرهم على تحمله.
ويرتبط التسامح مع الألم بالتدريبات النفسية التي تعمل على تقليل الضغط العصبي والنفسي بطرق مختلفة ما يمنح الرياضي أثناء ممارسة اللعبة على تحمل الألم بشكل أكبر.
لا تسامح مع العنصرية
إذ كنا في يوم التسامح نتحدث عما يسمح بالتسامح معه فيجب أيضاً إلقاء الضوء على أمور وقضايا، هناك اتفاق عالمي وأخلاقي ومؤسسي وفردي على عدم التسامح معها وهي العنصرية.
دشن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" حملة لمناهضة العنصرية بعنوان "لا للعنصرية".
وتؤكد الحملة أن نقطة التسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية هي "صفر"، وذلك تشجيعاً على احترام الاختلاف ومحاربة التفرقة القائمة على اللون وغيرها من الأزمات المتعلقة بالبيض والسود.
تسامح باتريس إيفرا
كان حديث الفرنسي باتريس إيفرا، ظهير مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق، عن الأوروجواياني لويس سواريز، لاعب برشلونة الحالي وليفربول السابق، بشأن العبارات العنصرية التي وجهها له الأخير، مثالاً نموذجياً على التسامح والرقي.
يقول إيفرا: "سواريز لا يعد عنصرياً من الأصل، ولكنه فقط استخدم عبارات عنصرية، الأمر كان لا يصدق، طوال أيام الأسبوع يسألني الناس، هل ستقوم بمصافحته، كنت مستاء، كنت أريد أن يتحدث الناس عن اللقاء، سألتني أمي، قلت لها أنا سأسامح، وسأصافحه، هو فقط ارتكب خطأ وأنا لن أذهب للأجازة معه، حين لم يصافحني، كنت حزين من أجله".
تسامح إيفرتون مع سون
أظهر نادي إيفرتون الإنجليزي مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تسامحا كبيرا مع الكوري الجنوبي سون هيونج مين، لاعب توتنهام الذي كان قد تسبب في إصابة البرتغالي أندريه جوميز لاعب التوفيز.
وتعرض جوميز لإصابة قوية بكسر وخلع في الكاحل الأيمن، إثر تداخل عنيف من قبل سون، الذي تعرض للطرد في تلك اللقطة.
وهتفت بعض جماهير "التوفيز" ضد سون بسبب تورطه في الإصابة التي تعرض لها أندريه جوميز، لكن النادي الإنجليزي أظهر تسامحاً كبيراً مع اللاعب الآسيوي، من خلال بيان رسمي استنكر فيه تصرفات جماهيره.
محمد رشوان
نال أسطورة الجودو المصري محمد رشوان تكريما جديدا من اليابان اعتزازا بالأخلاق الرياضية واللفتة الرائعة التي قام بها قبل 35 عاما في دور الألعاب الأولمبية "لوس أنجلوس 1984".
وحصل رشوان على وسام "الشمس" المشرقة وهو وسام وطني ياباني من أعلى الأوسمة في الإمبراطورية.
يعود سر الاحتفاء البالغ بالأسطورة المصرية إلى أنه تعمد الخسارة وإحراز الميدالية الفضية في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 أمام الياباني ياسوهيرو ياماشيتا بطل العالم الذي كان مصابا في المباراة النهائية لهذه البطولة، ورفض أن يستغل إصابته وفضل أن يخسر الذهبية بشرف على أن يفوز بالمركز الأول لينال احترام وتقدير العالم ويحصل على العديد من الأوسمة والجوائز، وهو أحد مشاهد الرقي والتسامح مع النفس قبل الآخرين.
التسامح مع النفس "كلوزه"
يعد ما قام به ميروسلاف كلوزه مهاجم ألمانيا السابق وقتما كان لاعباً في لاتسيو الإيطالي هو مثال على التسامح مع النفس.
الأمر كله أن كلوزه سجل هدفا بيده في مرمى نابولي، احتسبه الحكم ولكن كلوزه رفض الاحتفال بالهدف واتجه نحو الحكم يطالبه بإلغاء الهدف وسط تحيات تقدير من جمهور ولاعبي الخصم.