سينتفيت لـ «العين الرياضية»: أحلم بتدريب تونس أو الجزائر وهذا سر تراجع العرب
يعد البلجيكي توم سينتفيت أحد أبرز المدربين في أفريقيا، حيث قاد 6 منتخبات في القارة السمراء، كما شغل منصب المشرف على منتخبات الشباب في نيجيريا خلال وقت سابق.
وبعد مسيرة قصيرة كلاعب محترف بين 1991 و1997 اقتحم المدرب صاحب الـ50 عاما عالم التدريب من بوابة فرق الصف الثاني في بلده بلجيكا، قبل أن يخوض أول مغامرة تدريبية في أفريقيا من بوابة كوت ديفوار مع فريق ساتيلايت أبيدجان سنة 2000.
وفي عام 2005 قاد توم سينتفيت منتخب قطر تحت 17 عاما لبلوغ نهائيات كأس العالم للناشئين، قبل أن يخوض بعدها تجارب بلجيكية وألمانية وهولندية وفنلندية.
وأشرف بعدها المدرب البلجيكي على عدة منتخبات أفريقية، من بينها ناميبيا وزيمبابوي وإثيوبيا ومالاوي وتوغو، وأخيرا غامبيا منذ عام 2018.
كما درب منتخبات بنغلاديش واليمن وترينيداد وتوباغو ومالطا، بجانب فرق فري ستايت ستارز الجنوب أفريقي ويانغ أفريكانز التنزاني، وإيمين الهولندي.
وارتفعت أسهم توم سينتفيت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد قيادته منتخب غامبيا لبلوغ ربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2022 التي أقيمت في الكاميرون.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية" تحدث المدرب البلجيكي عن مدى صحة الاتصالات التي تلقاها من الاتحادين التونسي والجزائري لكرة القدم من أجل الإشراف على "نسور قرطاج" و"محاربي الصحراء"، خلفا لجلال القادري وجمال بلماضي على الترتيب، كما فسر الأسباب التي منعت المنتخبات العربية من الذهاب بعيدا في كأس أمم أفريقيا 2023.
وفي نفس السياق كشف توم سينتفيت عن سر تألق عدد كبير من المنتخبات المغمورة في النسخة الحالية من البطولة الأبرز بالقارة الأفريقية، مقابل تراجع بعض الأسماء العريقة، فضلا عن مرشحه للفوز باللقب.
وفي ختام حواره تطرق المدرب البلجيكي للعوامل التي تقف وراء خفوت بريق محمد صلاح مع منتخب مصر، وتأثير غيابه أمام الكونغو الديمقراطية في مغادرة "الفراعنة" للبطولة من الدور ثمن النهائي.
تونس والجزائر
تم ربط اسم توم سينتفيت بعدة منتخبات أفريقية تسعى للتعاقد مع مدربين جدد، بعد الخيبة التي عاشتها في نهائيات كأس أمم أفريقيا.
وقال المدرب البلجيكي في هذا الصدد: "بعد استقالتي من تدريب منتخب غامبيا تلقيت اتصالات من الاتحادين التونسي والجزائري، كما أبدت بعض الأطراف من الكاميرون وكوت ديفوار وغانا رغبتها أيضا في التعاقد معي".
وتابع بقوله: "تلقيت أيضا اتصالات من منتخبين وطنيين في آسيا وأمريكا الشمالية، غير أنني أفضل في الفترة الحالية العمل في شمال أفريقيا".
وواصل قائلا: "الجميع يعلم أنني أطمح لتدريب أحد منتخبات عرب أفريقيا، خاصة أنني واثق من كونها تملك حظوظا وافرة للغاية للفوز بلقب النسخة المقبلة من كأس امم أفريقيا (في المغرب 2025)".
وأتم: "أعتقد أيضا أن منتخبي تونس والجزائر لديهما إمكانيات كبيرة للغاية، وبإمكانهما تكرار ملحمة المغرب في حال تأهلهما للنسخة المقبلة من بطولة كأس العالم 2026".
لماذا فشل العرب في أمم أفريقيا 2023؟
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص الأسباب الكامنة وراء فشل منتخبات شمال أفريقيا خلال كأس أمم أفريقيا الحالية، قال توم سينتفيت "هناك العديد من العوامل الكامنة وراء ذلك من بينها الرطوبة، فالظروف المناخية في منطقة غرب أفريقيا صعبة للغاية، وليس من السهل التأقلم معها".
وغادر منتخبا تونس والجزائر المسابقة مبكرا من دور المجموعات، في حين فشل منتخب المغرب في تجاوز عقبة جنوب أفريقيا في ثمن النهائي.
وواصل سينتفيت حديثه بالقول: "الأسباب تختلف من منتخب لآخر، فالمغرب لعب بطريقة دفاعية خلال نهائيات كأس العالم ولم يكن من السهل عليه اعتماد مقاربة تكتيكية جديدة خلال البطولة القارية، كما أن ترشيحه للفوز باللقب جعله يلعب تحت ضغط نفسي كبير وهو ما انعكس بشكل سلبي على مستواه".
وأضاف قائلا: "بالنسبة لمنتخب الجزائر فهو يعيش فترة انتقالية بعد تراجع أداء معظم لاعبيه بشكل لافت مقارنة بما قدموه خلال نسخة عام 2019".
وختم حديثه بالقول: "منتخب تونس من جانبه لم يقم بتحضيرات جيدة للبطولة، وأعتقد أن مكانه الطبيعي التأهل لنصف النهائي في الظروف العادية، خاصة أنه يضم بين صفوفه عددا كبيرا من اللاعبين المميزين".
تطور المنتخبات المغمورة في أفريقيا
في معرض تعليقه عن التطور المذهل الذي شهده مستوى بعض المنتخبات المغمورة في قارة أفريقيا، قال توم سينتفيت: "بالنسبة لي الأمر لا يعد مفاجأة، فهذه المنتخبات أصبحت تشتغل بطريقة احترافية وتتعاقد مع مدربين أكفاء من أوروبا أو من أصحاب الجنسية المزدوجة، فضلا عن استعانتها بعدد كبير من اللاعبين الناشطين في مختلف دوريات أوروبا".
وتابع بقوله: "هذا التطور الكبير في أداء بعض المنتخبات المغمورة ليس وليد النسخة الحالية، نسخة عام 2019 شهدت تألق منتخبي مدغشقر وبوروندي، كما شهدت النسخة الماضية من المسابقة بروز غامبيا وجزر القمر، قبل أن تخطف منتخبات ناميبيا والرأس الأخضر وموريتانيا وأنغولا الأضواء خلال النسخة الحالية".
وأتم: "كرة القدم الأفريقية بصدد التطور بشكل مثير للإعجاب، وأعتقد أن المنافسة على لقب كأس أمم أفريقيا ستصبح أكثر قوة وشراسة خلال النسخ المقبلة".
نيجيريا وكوت ديفوار
في إجابة عن سؤال وجه له بخصوص مرشحه للفوز بلقب كأس أمم أفريقيا 2023، قال توم سينتفيت: "قبل ضربة انطلاق المسابقة، كنت صرحت بأن المباراة النهائية ستجمع بين كوت ديفوار ونيجيريا وهو ما حدث بالفعل، في ظل المستويات الكبيرة التي قدماها في الأدوار الإقصائية تحديدا".
وأتم قائلا: "في الوقت ذاته لا أخفي تعاطفي الكبير مع منتخب مالي لأنه قدم بطولة قوية، وكان يستحق المنافسة على لقب البطولة".
محمد صلاح ومنتخب مصر
في خاتمة حواره رفض توم سينتفيت ربط خيبة منتخب مصر في نهائيات كأس أمم أفريقيا والخسارة في ثمن النهائي أمام الكونغو الديمقراطية بركلات الترجيح، بغياب نجمه محمد صلاح بسبب الإصابة.وقال في هذا الصدد: "صلاح لاعب مهم للغاية في حسابات منتخب مصر، غير أن غيابه لا يفسر لوحده مغادرته المسابقة في دور مبكر للغاية".
وأضاف قائلا: "منتخب مصر يملك عدة لاعبين مميزين ومكانه الطبيعي هو الوجود في المربع الذهبي للمسابقة على الأقل".
وختم بالقول: "صلاح لاعب رائع ولكن التركيز على مسألة غيابه من شأنه أن يقلل من قيمة منتخب مصر، الذي يضم في صفوفه عددا كبيرا من اللاعبين المميزين في جميع الخطوط".