توكل كرمان .. عندما ذهبت نوبل لتنظيم القاعدة الإرهابي
في العام 2011 فازت الناشطة اليمنية توكل كرمان بجازة "نوبل" للسلام، وأوضحت لجنة "نوبل" أنها تمتلك دوافع خفية وراء منح مثل هذا التكريم.
في العام 2011 فازت الناشطة اليمنية توكل كرمان بجازة "نوبل" للسلام، وأوضحت لجنة "نوبل" أنها تمتلك دوافع خفية وراء منح مثل هذا التكريم للناشطة العضوة في حزب الإصلاح.
عند الإعلان عن منحها الجائزة، نقلت وكالة أنباء "أسوشيتدبرس"، عن ثوربيورن جاجلاند، رئيس لجنة "نوبل" النرويجية، المكونة من 5 أعضاء، القول إن منح كرمان الجائزة "إشارة إلى أن الربيع العربي لا يمكن أن يكون ناجحا بدون تضمين النساء فيه".
كما أوضح جاجلاند أيضا أن كرمان تنتمي لحزب سياسي يمثل جماعة الإخوان المسلمين، التي يُنظر إليها في الغرب على أنها تشكل تهديدا للديمقراطية، مضيفا "لا أصدق ذلك، فهناك إشارات عديدة على أن مثل هذا النوع من الحركات يمكن أن يكون جزءاً هاماً من الحل".
في ذلك الوقت، عارض بعض محللي السياسة الخارجية المخاوف التي تناولت انتماء كرمان للإصلاح، وبعد فوات الأوان يبدو أن تشجعيهم لاختيارها للجائزة مؤسف.
التزمت كرمان الصمت بعد ذلك، في البداية بشأن فظائع الإرهابيين التي تجاوزت حدود اليمن مثل محاولة طالبان قتل الطالبة ملالا يوسفزاي، 14 سنة، التي حصلت بعد ذلك على جائزة نوبل لدعوتها الصريحة التي تجاوزت أي وجهة نظر سياسية.
في السنوات، التي تلت فوز كرمان بالجائزة، تحولت الاحتجاجات السياسية في اليمن إلى حرب أهلية، وبشكل متزايد يظهر الإصلاح –وهو حزب الإخوان المسلمين باليمن في الأساس– أجندته الحقيقية، وذلك بالتشارك مع تنظيم القاعدة والسعي نحو إضفاء الشرعية عليه.
تعود علاقة الإصلاح بقيادة القاعدة في اليمن إلى تسعينيات القرن الماضي، ولكن ازدهرت العلاقات بالفعل مع ظهور تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بما في ذلك أنصار القاعدة المدرجين على قوائم أمريكا والأمم المتحدة للإرهابيين عبد المجيد الزنداني، وعبد الوهاب الحميقاني، والراحل أنور العولقي.
كان الزنداني عضو مؤسس للإصلاح ومؤسس الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية ومؤسس جامعة الإيمان في صنعاء حيث درس الأمريكي جون ووكر ليند وأصبح متطرفا.
منذ أطاحت ميليشيا الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران بالحكومة اليمنية في 2014، عمل عدد من مسئولي الإصلاح إلى جانب أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على المجلس الأهلي الحضرمي الذي أنشأه التنظيم في حضرموت ورأسه نيابة عن التنظيم الشيخ عمر صالح بن الشكل وهو مسؤول في الإصلاح منذ فترة طويلة.
دخلت الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية، التابعة للإصلاح، في شراكة مع المجلس الأهلي الحضرمي، وهي علاقة مريبة نظرا لمشاركتها في الإرهاب.
كما ألقت الحكومة اليمنية القبض على مجموعة من مسئولي الإصلاح لتقديمهم الدعم المباشر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
تتطور المجموعات، ولكن من الوضح أن مسئولي الإصلاح تحدثوا بنعومة مع الدبلوماسيين الغربيين والأكاديميين الزائرين والصحفيين، بينما أعربوا عن رسالة مختلفة للغاية لأتباعهم، فعلى أقل تقدير أصبح الإصلاح بوابة لشيء أسوأ بكثير.
ربما ظن السياسيون، الذين يقفون وراء جائزة "نوبل" للسلام، أنهم يسهلون وجود رؤية عالمية تقدمية، ولكن ما يُدرك بعد فوات الأوان أنه بسبب الفشل في فهم الأجندة الحقيقية لقيادة الإصلاح، فمن الواضح أنهم بدلًا من ذلك قدموا غطاءً دوليا لمجموعة لم تسع للسلام أبدا، وإنما نشر تفسير متطرف للإسلام، ونشر الإرهاب، وقهر المعارضين.
• مقال منشور في مجلة "كومينتاري" الأمريكية.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز