رئيس مهرجان تورنتو لـ«العين الإخبارية»: السينما تستمر في كسر الحدود
يُعد مهرجان تورنتو السينمائي الدولي واحدًا من أبرز المحافل السينمائية في العالم، حيث يمتد تأثيره ليس فقط إلى كندا وأمريكا الشمالية، بل يتردد صداه في جميع أرجاء الكرة الأرضية.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي واجهها العام الماضي بسبب إضراب الممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود، عاد المهرجان هذا العام بنجاح ساحق، مقدّمًا توليفة سينمائية غنية تنوعت بين الأفلام الفنية، الوثائقية، والأعمال الجماهيرية التي يُنتظر أن تخطف الأضواء في الجوائز الكبرى مثل الأوسكار.
لحظات الاحتجاج في حفل الافتتاح
افتتح مهرجان هذا العام بلمحات سياسية بارزة، حيث شهدت الكلمة الافتتاحية للرئيس التنفيذي للمهرجان كاميرون بيلي مقاطعة من أربعة متظاهرين.
ردد المتظاهرون شعارات ضد بنك رويال كندا، الراعي الرسمي للمهرجان. رغم هذا الاحتجاج، الذي قوبل ببعض الاستهجانات من الجمهور، نجح بيلي في إدارة الموقف بهدوء، حيث تولى أفراد الأمن إخراج المتظاهرين ليواصل المهرجان برنامجه كما هو مقرر.
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أعرب كاميرون بيلي عن تفهمه لمثل هذه الاحتجاجات، قائلًا: "نحن في مهرجان مفتوح على كافة الثقافات والآراء، ونتوقع دائمًا تفاعلًا مع الأحداث السياسية والاجتماعية الجارية".
وأضاف بيلي: "رغم هذا الحادث، أؤمن أن السينما هي الفضاء الذي يمكن من خلاله الحديث عن كل شيء بحرية وبأسلوب يلامس جميع القضايا".
عودة قوية للمهرجان بأجواء مبهرة
على الصعيد الفني، شهد المهرجان هذا العام حضورًا لافتًا من نجوم هوليوود الذين غابوا عن السجادة الحمراء في النسخة الماضية.
من بين هؤلاء النجوم، تألقت جنيفر لوبيز، أنجلينا جولي، إلتون جون، بروس سبرينغستين، وسلمى حايك وكايت بلانشيت.
وأعرب بيلي عن سعادته بعودة المهرجان هذا العام بكامل وهجه، مشيرًا إلى أن العام الماضي كان مليئًا بالتحديات بفعل القيود التي فرضتها الإضرابات.
وقال بيلي: "كنا في موقف صعب للغاية العام الماضي، إذ تأثرت معظم الأحداث العالمية بتلك الإضرابات. لكننا تمكنا من تنظيم مهرجان لائق رغم كل تلك التحديات. واليوم، نشعر بسعادة بالغة لأننا نعود بلا قيود، والجمهور يشعر بالحماس عندما يكون لديه فرصة لمقابلة نجومه المفضلين هنا في تورنتو".
عرض فيلم "كسارات البندق"
افتتح المهرجان بعرض فيلم "كسارات البندق" للمخرج بن ستيلر، الذي يُعد العمل السينمائي الأول له منذ سبع سنوات.
يروي الفيلم قصة مطور عقارات من شيكاغو يتعين عليه الاعتناء بأبناء أخيه الأربعة الأيتام بعد وفاة والدتهم.
الفيلم يمزج بين الكوميديا والدراما وحظى بإقبال حار من الجمهور بعد انتهاء الاحتجاجات.
وعلى السجادة الحمراء، أعرب بن ستيلر عن إعجابه الشديد بالسيناريو، قائلاً: "عندما قرأت السيناريو شعرت بتعاطف كبير مع الشخصية الرئيسية. كان النص صادقًا جدًا وغير ساخر، وهذا ما دفعني للموافقة على العمل. أعتقد أن الفيلم يحمل رسالة قوية حول الأسرة والتواصل في أوقات الصعاب".
للموسيقى صوت آخر
إلى جانب السينما، كان للموسيقى حضور قوي في نسخة هذا العام من المهرجان، حيث شهد المهرجان عروضاً لأفلام وثائقية تناولت سير حياة بعض من أعظم نجوم الموسيقى في العالم.
من بين هؤلاء النجوم إلتون جون وبروس سبرينغستين، اللذان حضرا المهرجان لمشاهدة الأفلام الوثائقية التي تناولت حياتهما المهنية الملحمية.
كما حضر أيضًا أندريا بوتشيلي، روبي ويليامز، بول أنكا وفاريل ويليامز، الذين كانوا جزءاً من العروض التي تناولت حياتهم الفنية والشخصية.
وأوضح بيلي أن هذا الطابع الموسيقي لم يكن مقصودًا في البداية، لكن بعد تجميع البرنامج، وجدوا عددًا كبيرًا من الأفلام التي تتناول الموسيقى وأهمية حياتها في حياة هؤلاء النجوم، فقرروا الاحتفاء بهذه الأعمال جنبًا إلى جنب مع الأفلام الدرامية والوثائقية الأخرى.