"قسوة أم".. تكوي ابنتها بالنار عقابا على "طفولتها"
فيديو متداول هز مواقع التواصل في المغرب، والشرطة تفاعلت بسرعة وفتحت تحقيقاً في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة.
بدت الطفلة باكية ومُتوسلة في الفيديو، لكن والدتها لم تكن ذات رحمة، قالت لها: "دعيني والدتي أتنفس.. هل تحبين أن يحرق أحدهم أنفك بالنار؟"، لكنها شلت حركتها بقوة وشرعت في تعذيبها بالنار والسبب: "الطفلة الصغيرة، غير الواعية، أكلت مخاط أنفها".
سادية
ويُظهر الشريط الصادم، الذي عاينته "العين الإخبارية"، مُحاولة الأم "تأديب" ابنتها التي بالكاد تبلغ 9 سنوات من عمرها، بطريقة سادية، وذلك في مُحاولة منها لثنيها عن تناول "مُخاط أنفها"، إذ عمدت إلى شل حركة ابنتها بواسطة يديها، مُستغلة صغر جسدها وضعف قوتها، قبل أن تعمد إلى حرقها ببرودة دم.
توسلات البنت الصغيرة لم تجد لها صدى لدى الأم، ولا حتى الحاضرين في المنزل ممن شاهدوا العملية، ووثقها أحدهم بواسطة هاتفه النقال، دون أن يتدخل لإنقاذ الطفلة من سادية أمها.
ولم تكتف الأم بتعذيب ابنتها بواسطة الكي والحرق، إذ تجاوزت ذلك بسبها بكلام غير مقبول، ناهيك عن ضربها وجرها من شعرها، قبل أن تقودها نحو فرن مُتقدة ناره، وتشرع في عملية كيها.
وبعد إمعانها في تعذيب ابنتها، انتقلت نحو طفلين آخرين، مُتوعدة إياهم بنفس المصير، إذا ما ارتكبوا نفس "الجرم".
جلست الأم، وبمساعدة المُصور، وأمام مُتابعة من أطفال قاصرين مصدومين، وأفراد أسرة لم يُحركوا ساكناً، شلت حركة الطفلة، وأمسكت بشوكة حديدية أدخلتها الفرن المتقد إلى أن تغير لونها، ثم وضعته على أنف الصغيرة، غير مُبالية بتوسلاتها واختناقها بسبب الإمعان في تعذيبها.
تفاعل أمني
الفيديو انتشر كالنار في الهشيم، وتزايدت معه حرارة الانتقادات والتنديد بهذا الفعل غير الإنساني، مُنددين بهذه التصرفات السادية، لشخص يُفترض فيه أن يُوفر الحماية لتلك القاصر.
التفاعل الأمني لم يتأخر، إذ تفاعلت الشرطة المغربية بسرعة كبيرة، كعادتها، مع الفيديو، موضحة أن الجريمة وقعت في مدينة مكناس شمال البلاد، وأن الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء هذا الشريط، كشفت أن الأمر يتعلق بقضية زجرية تعالجها مصالح المنطقة الإقليمية للأمن بمدينة العرائش، حيث تم تشخيص هوية المتورطة في هذا الاعتداء على ابنتها القاصر، وتحديد زمان ومكان ارتكاب هذه الجريمة بمدينة العرائش منذ حوالي ستة أشهر تقريباً.
وكشف بيان لولاية الأمن، وصل "العين الإخبارية" نُسخة منه، أنه قد تم إخضاع المشتبه فيها للبحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، في انتظار إحالة المعنية بالأمر على العدالة بمجرد استكمال إجراءات البحث التمهيدي.