هل تخلص توتنهام من نحس هاري كين؟
بات توتنهام مرشحا قويا للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" خلال الموسم الحالي، بعد الانطلاقة المميزة التي قدمها عقب مرور 9 جولات
وفاز توتنهام بـ7 مباريات مقابل تعادلين في أول 9 مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ليجمع 23 نقطة من أصل 27 ممكنة، ويتصدر جدول الترتيب بفارق نقطتين أمام أرسنال ومانشستر سيتي.
ويعد مشهد بقاء توتنهام على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي لعدة جولات أمرا غير مألوف، في ظل عدم شراسة الفريق اللندني في المنافسة على اللقب خلال السنوات الأخيرة، مما جعل من احتمالية تتويجه أمرا غير وارد لدى كثير من المتابعين.
وكان توتنهام توج بلقبين فقط على مر تاريخه في الدوري الإنجليزي، عامي 1950-1951 و1960-1961، بما يعني أن آخر لقب له في المسابقة مر عليه نحو 62 عاما.
وبخلاف ذلك فإن أفضل نتيجة له في المسابقة كانت تحقيق المركز الثاني مرتين في موسمي 1962-1963، و2016-2017، والأخير كان أفضل نتيجة له في حقبة البريميرليغ التي انطلقت موسم 1992-1993.
بطولات توتنهام ونحس هاري كين
يأتي الموسم المذهل الذي يقدمه توتنهام في ظل حقيقة أن الفريق فقد هدافه التاريخي، الإنجليزي هاري كين، قبل انطلاق الموسم الحالي بعد 12 عاما قضاها بين صفوفه.
ورحل هاري كين عن صفوف توتنهام متجها إلى بايرن ميونخ الألماني في الميركاتو الصيفي الأخير، بحثا عن خوض تجربة جديدة يتمكن خلالها من حصد البطولات التي لم ينجح في التتويج بها مع الفريق اللندني.
وكانت آخر بطولة توج بها توتنهام في تاريخه هي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية موسم 2007-2008، حيث حصد اللقب يوم 24 فبراير/ شباط 2008 بعد الفوز على جاره تشيلسي في النهائي بنتيجة 2-1.
بينما انضم هاري كين إلى توتنهام في يوليو 2009 بعمر 16 عاما، حيث تم توقيع عقد هواة معه ليلعب ضمن فرق الفئات السنية في النادي، قبل أن تتم إعارته إلى عدة فرق أبرزها نورويتش سيتي وليستر سيتي، ثم يعود مجددا إلى الفريق اللندني ليحجز مكانا دائما في تشكيلته الأساسية، ويصبح الهداف التاريخي له على مر العصور.
كما أصبح كين ثاني الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" برصيد 213 هدفا، بفارق 37 هدفا خلف مواطنه الأسطوري آلان شيرار صاحب الـ260 هدفا.
لكن على الرغم من ذلك فإن هاري كين لم يتمكن من تحقيق أي بطولة مع توتنهام خلال تلك الفترة التي قضاها بين صفوفه، حيث واجه النحس الشديد تلك الثنائية الفريدة، خاصة في المرات القليلة التي وصل فيها الفريق إلى نهائي إحدى البطولات.
وخسر توتنهام بقيادة هاري كين نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2019 أمام مواطنه ليفربول، بنتيجة 0-2، ليفشل في تسجيل اسمه بقائمة عظماء البطولة القارية.
بينما على الصعيد المحلي، خسر السبيرز نهائي كأس الرابطة الإنجليزية موسم 2020-2021 أمام مانشستر سيتي بنتيجة 0-1، ليفقد فرصة جديدة من أجل العودة إلى منصات التتويج.
هاري كين ونحس البطولات
وبعيدا عن توتنهام، واجه هاري كين شخصيا نحسا شديدا في التتويج بالبطولات، خاصة مع منتخب إنجلترا، الذي توقفت مسيرته معه في كأس العالم 2018 في نصف النهائي بعد الخسارة القاتلة من كرواتيا في نصف النهائي بنتيجة 1-2 بعد وقت إضافي، رغم التقدم بهدف بعد مرور أول 5 دقائق من اللقاء.
كما خسر كين مع الأسود الثلاثة نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2019 أمام هولندا 1-3، في مباراة ملحمية امتدت لوقت إضافي أيضا.
وضاعت على منتخب إنجلترا بمشاركة هاري كين فرصة التتويج بـ"يورو 2020"، بعد خسارة المباراة النهائية أمام إيطاليا بركلات الترجيح عقب التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
بينما ودع الأسود الثلاثة كأس العالم 2022 مع ربع النهائي، بالخسارة أمام فرنسا حامل اللقب حينها بنتيجة 1-2، حيث أهدر هاري كين بنفسه فرصة التعادل في اللقاء بعدما فشل في تسجيل ركلة جزاء احتسبت لإنجلترا قبل 6 دقائق من النهاية، ليمنح الديوك فرصة التأهل لنصف النهائي.
بايرن ميونخ يؤكد الظاهرة
ظاهرة نحس هاري كين تجاه البطولات تأكدت منذ اليوم الأول لانتقاله إلى بايرن ميونخ، حيث شارك مع الفريق في مباراة كأس السوبر الألماني أمام لايبزيغ، سعيا للتتويج بأول لقب في تاريخه، وفي يومه الأول ضمن قلعة البافاري.
لكن النحس الذي واجهه هاري كين على مدار مسيرته كان أقوى من أي شيء، حيث تلقى بايرن ميونخ هزيمة قاسية وغريبة في عقر داره وبين جماهيره بنتيجة 0-3، ليخسر اللقب الذي حصده في آخر 3 مواسم، وتوج به 6 مرات في آخر 7 نسخ قبل النسخة الأخيرة، متلقيا الهزيمة الأكبر في تاريخ لقاءاته أمام لايبزيغ.
وعلى صعيد الدوري الألماني، يقدم الفريق موسما متذبذبا، ويبتعد عن الصدارة بفارق نقطتين بعد مرور 8 جولات، حيث إنه حصد 20 نقطة يحتل بها المركز الثالث، بعدما 6 انتصارات وتعادلين في الجولات الماضية.
بينما في المقابل، يقدم توتنهام واحدا من أفضل مواسمه، بعد أشهر قليلة من رحيل هاري كين، الذي توقع الكثيرون أن يكون مؤثرا على مستوى الفريق، ويتعرض لهزة كبرى بسببه، لكن ما حدث كان على العكس من ذلك، لتزداد طموحات جماهير السبيرز في الفوز باللقب الغائب عن الفريق منذ 62 عاما.