جزيرة وايت آيلاند في نيوزيلندا.. مناظر خلابة أسفلها قنبلة موقوتة
كل بركان يختلف عن الآخر، فالبعض يظل خامدا لعقود، انتظارا للحظة الثوران، وبراكين أخرى تمضي أسابيع تقذف رمادها
على الرغم من أن المناظر الطبيعية بجزيرة وايت آيلاند في نيوزيلندا هي ما تجذب الزوار إليها، فإنها نفسها ما تدفع علماء البراكين للقول إن أولئك الزوار ربما يجب ألا يتواجدوا هناك على الإطلاق.
صحيفة "التايمز" البريطانية أعدت تقريرا حول ثوران بركان هذه الجزيرة الصغيرة، التي رغم تميزها بمناظرها الطبيعية الخلابة وبلوراتها المعدنية الملونة، يوجد أسفلها قنبلة موقوتة، مع الدخان المتصاعد والحمم الساخنة الموجودة أسفلها.
يختلف كل بركان عن الآخر، فالبعض يظل خامدا لعقود، انتظارا للحظة الثوران، وبراكين أخرى تمضي أسابيع تقذف رمادها، في إشارة على نواياها، قبل انفجارها الكارثي.
وبالنسبة لجزيرة وايت آيلاند أو واكاري، فإن البلورات المعدنية لا تتشكل فقط على السطح، بل أيضا بالأسفل، متسببة في انسدادات ومع تزايد الضغط يصبح الأمر كما البالون المنتفخ ببطء حتى ينفجر.
وقال ديف ماكجارفي، عالم براكين من جامعة لانكستر البريطانية، إن هذا ما يجعل منه أخطر البراكين على الكوكب فيما يتعلق بزيارته، فمعظم أجزاء البركان موجودة أسفل المياه، ما يجعل من مهمة العلماء لوضع المعدات التي تساعد في تحسين توقعاتهم بشأنه مستحيلة.
وربما ما فاقم من الوضع هو المياه التي كانت موجودة بقمة البركان. فبينما زار السياح البحيرات التي تشكلت بالفوهة وحولها، من الممكن أنهم كانوا يشاهدون الوقود الذي سيحول ثوران متوسط إلى آخر كارثي.
رحلات تتحول لمأساة
بالنسبة للسائح البرازيلي أليساندرو كوفمان وزوجته ألينا، فقد كانا يسجلان ذكريات عن رحلتهما إلى وايت آيلاند، الجزيرة البركانية الصغيرة التي تقع قبالة الساحل الشرقي لنيوزيلندا. وفي الصباح، أبحرا إلى الجزيرة، وشاهدا الفوهة البركانية، واستمتعا بالمحمية الطبيعية ونشرا صورا لهما معا عبر أنستقرام.
لكن بينما غادر قاربهم الشاطئ، انفجر بركان واكاري، وتبعها قذف صخور وخروج غازات ورماد مشتغل لمسافة 12 ألف قدم بالهواء.
كان الصوت يصم الآذان، وأظلمت السماء، وبدأ الناس على متن القارب في الصراخ، ثم استخدموا القارب كوسيلة يحتموا بها، خوفا من أن تطالهم المقذوفات المشتعلة.
وبعدما انتظر القارب ربع ساعة حتى يهدأ الانفجار قبل العودة إلى الشاطئ لإنقاذ السياح العالقين على الجزيرة، وصف كوفمان الأهوال التي وجدوها عندما وصلوا للشاطئ، قائلا: "إن البعض كانوا مصابين بحروق بجسدهم، والبعض الآخر كان يغطيهم الرماد".
كان قارب كوفمان واحدا من بين اثنين غادرا الجزيرة، إذ تمكن قاربه من المغادرة، أما الآخر كان متأخرا للغاية و"لم يتمكن من المغادرة في الموعد".
جيمس دريسكول، جيولوجي بريطاني يعمل في أستراليا، كان من المقرر أن يزور البركان ي اليوم الذي ثار فيه، لكنه تأخر بسبب العمل. وأعرب عن شعوره بأنه محظوظ لذلك، على الرغم من حزنه على أولئك ممن لقوا حتفهم على الجزيرة.
وايمارلا ريتشاردز "42 عاما"، لا تعلم أين تذهب أو ما تفعل، لذا تجلس على أحد المقاعد وتحدق بالبحر. يعتقد أن أحد أقاربها لقي حتفه على الجزيرة، والآن فقدت العائلة أملها في عودة الصبي إلى المنزل سالما، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت إنهم اعتقدوا أنها مجرد انفجار "لم نكن نعلم أنه سيسبب أضرارا وسيزهق أرواحا. الأمر مروع. ليس لديّ أي أمل".
وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أيضا نقلت روايات عن الناجين من ثوران البركان، إذ ركضوا باتجاه البحر للهرب من الأبخرة الحارقة والرماد، وكان يغطيهم الرماد. ظهرت تلك الروايات، الثلاثاء، بينما اضطر أقارب الضحايا مواصلتهم انتظار الأخبار عن أحبائهم، واستمرار قرار السلطات بشأن خطورة الوضع على الذهاب إلى الجزيرة وحمل الجثامين.
وقال خبراء إنه كان هناك احتمال 50% لوقوع ثوران آخر صغيرة خلال يوم، وإن فرق الإنقاذ لم ترغب في المجازفة. وأوضحت الشرطة أنهم خططوا لإرسال طائرات دون طيار لتقدير معدلات الغازات وما إن كانت آمنة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز