«ديدان النار» السامة تغزو سواحل أمريكية وتدفع لتحذيرات مشددة

تشهد شواطئ خليج الولايات المتحدة، وخاصة في ولاية تكساس، انتشار كائنات بحرية سامة تعرف باسم "ديدان النار"، ما دفع السلطات المحلية إلى إصدار تحذيرات عاجلة تدعو الزوار لتجنب لمسها أو الاقتراب منها.
وقد رُصدت هذه الكائنات، التي تنتمي إلى النوع Amphinome rostrata، خلال مسح ميداني على شواطئ مدينة كوربوس كريستي. وتتميز بمظهرها اللافت ذي الألوان الزاهية والشعيرات الدقيقة المغطاة بالسم، والتي تجعلها خطرة حتى عند ملامستها عرضًا.
وقال جايس تونيل، المسؤول عن المشاركة المجتمعية في معهد هارت للأبحاث البحرية، إن لسعات هذه الديدان تشبه التعرض لحرارة مرتفعة تدوم نحو ثلاث ساعات. وأضاف أن الشعيرات الشفافة التي تغطي جسمها قادرة على اختراق الجلد بسهولة، مسببة إحساسًا حارقًا قد يترافق مع الغثيان والدوار والتهيج الموضعي لعدة ساعات أو حتى أيام.
ويزيد من خطورة هذه الكائنات قدرتها على تجديد أجسامها بعد انقسامها، ما يجعل القضاء عليها صعبًا، إذ يمكنها النمو مجددًا حتى بعد قطعها إلى نصفين. وتنتمي ديدان النار إلى فصيلة تضم نحو 28 نوعًا تختلف في شدة السم وتأثيره، حيث قد تتراوح الأعراض بين وخز بسيط وآلام حادة طويلة الأمد.
بسبب تزايد البلاغات عن وجودها على الشواطئ، سارعت السلطات إلى نصب لافتات تحذيرية، داعية المتنزهين إلى الاكتفاء بالمشاهدة من مسافة آمنة.
من جانبه، أوصى الدكتور جيسون سيفالد من المركز الطبي في بالم بيتش غاردنز، بغسل المنطقة المصابة فورًا بماء ساخن يتحمله الجلد، مع استخدام الخل للتقليل من تأثير السم.
ويرجح العلماء أن هذه الديدان تصل إلى الشاطئ محمولة على كتل من الحطام العائم المغطى بالقشريات البحرية التي تمثل غذاءها الرئيسي. ورغم أن تونيل نفسه لم يعانِ سوى أعراض طفيفة نتيجة تكرار تعامله مع الكائنات البحرية، فإنه أقر مازحًا بأن تحمله للسعات ربما لا يعكس شدة الألم التي قد يعانيها الآخرون، قائلاً: "أنا معتاد على لسعات قناديل البحر وأفاعي ’مان أو وار‘، لذا قد لا أكون المعيار الأفضل لقياس شدة الألم".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز