نتائج سريرية واعدة.. قرص ثوري لعلاج الديدان المعوية
أظهرت تجربة سريرية أجراها معهد برشلونة للصحة العالمية أن قرصا جديدا يجمع بين "الألبندازول" و"الإيفرمكتين" أكثر أمانا وفاعلية من الألبندازول وحده في علاج تريكوريس تريكيورا (الديدان الأسطوانية) والديدان المعوية المنقولة بالتربة الأخرى.
وتم نشر النتائج في مجلة "ذا لانسيت لأمراض العدوى"، مما يفتح آفاقا واعدة لتحسين مكافحة هذه الأمراض المدارية المهملة التي تؤثر على 1.5 مليار شخص حول العالم.
وتؤثر عدوى الديدان المعوية المنقولة بالتربة مثل "إسكارس لومبريكويدس" و" تريكوريس تريكيورا" والدودة الشصية، بشكل كبير على التغذية والصحة، خاصةً لدى الأطفال والنساء في سن الإنجاب في المناطق المتوطن فيها المرض في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
و يُستخدم "الألبندازول" حاليا للعلاج، ولكن فعاليته ضد "تريكوريس تريكيورا" تراجعت على الأرجح بسبب مقاومة الأدوية، بالإضافة إلى ذلك، لا يعد الألبندازول فعالًا ضد "سترونجيلويدس ستيركوراليس" أو ما يعرف بـ(الديدان الخيطية)، وهو طفيلي آخر يحتاج إلى إجراءات للسيطرة عليه.
ولمعالجة هذه التحديات، اختبر الباحثون تركيبة ثابتة من الألبندازول والإيفرمكتين، ومن المعروف أن الإيفرمكتين أكثر فاعلية ضد تريكوريس تريكيورا وهو الدواء المفضل لعلاج الديدان الخيطية.
يشرح قائد المشروع خوسيه مونييز من معهد برشلونة للصحة العالمية قائلا: "هذه التركيبة الثابتة من الأدوية سهل تناولها، حيث لا تتطلب تعديلات بناءً على وزن الطفل، ومن خلال دمج دواءين بآليات عمل مختلفة، نأمل أن نقلل من خطر مقاومة الأدوية".
وأجريت تجربة سريرية في إثيوبيا وكينيا وموزمبيق لاختبار سلامة وفعالية العلاج الجديد على الأطفال في سن المدرسة الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاما، والذين أصيبوا بـ"تريكوريس تريكيورا" و"الدودة الشصية" و"الديدان الخيطية" أو مزيج منها.
تم تقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تلقت جرعة واحدة من الألبندازول، ومجموعة تلقت جرعة واحدة من العلاج الجديد، وأخرى تلقت ثلاث جرعات على مدار ثلاثة أيام متتالية.
أكدت المرحلة الثانية من التجربة سلامة العلاج الجديد، حيث لم يتم ملاحظة أي آثار جانبية خطيرة.
وفي المرحلة الثالثة، التي شملت 1001 مشاركا، تم تقييم الفعالية، و أظهرت النتائج معدلات شفاء أعلى بشكل كبير ضد "تريكوريس تريكيورا" مع العلاج الجديد.
تشير نتائج التجربة إلى أن هذا العلاج الجديد قد يلعب دورًا محوريًا في مكافحة جميع أنواع الديدان المعوية المنقولة بالتربة، بما في ذلك الديدان الخيطية.
ويقول منسق التجربة السريرية أليخاندرو كرووليفكي: "تفتح هذه التجربة الباب لإعادة النظر في أهداف القضاء على هذه الأمراض، والتي كانت تعتبر بعيدة المنال باستخدام الألبندازول فقط".
وتشمل الخطوات التالية إجراء دراسات أكبر لتقييم سلامة العلاج في حملات علاج الديدان الجماعية، كما سيكون من الضروري تحديد استراتيجيات التنفيذ المثلى إذا تم تبني العلاج الجديد من قبل البرامج الوطنية.