الجرارات تعود إلى الطرقات.. مزارعو فرنسا يشعلون الغضب قبل «يوم الحسم»

في مشهد يعيد إلى الأذهان موجات الاحتجاج السابقة، عاد المزارعون في شمال فرنسا إلى شلّ الطرقات بالجرارات وبالات القش، رافعين صوتهم في وجه ما يعتبرونه "تفريغًا خطيرًا" للقوانين المنظمة لمهنتهم.
قبل أيام من يوم تعبئة وطني مرتقب في باريس، يلوّح الغضب الأخضر مجددًا في الأفق، وسط اتهامات للحكومة بالتراجع عن وعودها القديمة وتشديد الخناق على القطاع الزراعي.
فبعد عام ونصف من آخر تعبئة واسعة لهم، عاد المزارعون في شمال فرنسا إلى الطرقات. استجابةً لدعوة من نقابتي FNSEA والشباب المزارعين، قاموا يوم الإثنين بقطع عدة طرق سريعة احتجاجًا على ما وصفوه بتفريغ النص التشريعي المتعلق بشروط مزاولة المهنة من مضمونه.
- هل تنجح فرنسا في احتواء غضب المزارعين؟.. إجراءات جديدة لمنع الإضرابات
- باريس تحت الحصار.. تصعيد خطير في إضرابات المزارعين والشرطة تستعد
وقالت إذاعة "يورب١" الفرنسية: "إن موجة غضب للمزارعين الفرنسيين لم تهدأ، وتأتي قبل أيام قليلة من يوم تعبئة وطني جديد يوم ٢٦ من مايو/ أيار الجاري".
ضغط تصعيدي من مزارعي الشمال
وتحرك المزارعون الفرنسيون يوم الإثنين للتنديد بما وصفوه بتفكيك النص الأصلي للقانون الذي يحدد شروط مزاولة مهنتهم.
وقطع نحو ستين مزارعًا الطرق السريعة في الشمال الفرنسي وهم A1 وA2 وA25 طوال ظهر يوم الإثنين في الاتجاهين. وقد رفعوا الحواجز عن A1 وA2 عند منتصف الليل، بينما من المرتقب أن يغادروا طريق A25 في وقت متأخر من صباح الثلاثاء.
وهذه التعبئة جاءت بمبادرة من نقابتي FNSEA والشباب المزارعين، واللتين تنددان بمشروع قانون التبسيط الإداري الذي بات، بحسب وصفهم، "فارغًا من مضمونه".
المزارعون ينظمون أنفسهم
من جانبه، قال مزارع مشارك في التحرك: ويدعى إمبان:"بالات قش وجرارات على طريق A1 السريع، تعود موجة الغضب إلى الواجهة مجددًا، موضحاً أنه "قبل عام ونصف، قطعنا طريق A1 في سيكلين لمدة يومين".
وتابع:"بعدها، تلقينا وعودًا جميلة من حكومة جابريال أتال آنذاك، قالوا لنا: "لقد فهمناكم".. شعرنا وكأننا أمام الجنرال شارل ديغول، لكن في النهاية لم يتم فهمنا، بل على العكس، تم تشديد القوانين أكثر، بل يمكن القول إننا نسير إلى الوراء"، بحسب تعبيره.
بدوره، قال دافيد موريو, رئيس اتحاد FDSEA في شمال فرنسا:" هذه المرة، كانت التعبئة أقل حجمًا مقارنة بما كانت عليه قبل 18 شهرًا"، مضيفاً:
"المزارعون ينظمون أنفسهم، والوضع أكثر تعقيدًا الآن. هناك تناوب بين المشاركين، نحن في شهر مايو، وفي قلب موسم البذور والغرس في الحقول".