مأساة أسرة من غزة.. هربوا من الجوع إلى النوم فماتوا قصفا

هل تتخيل أن تهرب من الجوع إلى النوم أملا بأن يطفئ لهيب الأمعاء الخاوية، لكن حتى «هذا الترف» تدكه الصواريخ في فراشك؟
لا طعام ولا أمان، هذه قصة أسرة فلسطينية لاذت بالنوم هربا من الجوع فقتلتها غارة إسرائيلية، في مأساة باتت تتكرر في غزة، هناك حيث أصبح الجوع والقصف وجهان لنهاية واحدة.
إنها أسرة الصحفية المستقلة ولاء الجعبري التي لاقت حتفها مع زوجها وأطفالهما الخمسة.
وأوى أفراد الأسرة إلى الفراش بعدما لم يجدوا ما يأكلونه وناموا جائعين في منزلهم بمدينة غزة، لتقتلهم غارة إسرائيلية.
ووفقا لمسؤولي الصحة، فإن أسرة الجعبري كانت من بين أكثر من 100 شخص قتلوا في الغارات أو بإطلاق النار من جانب قوات إسرائيلية خلال 24 ساعة ماضية.
وسُجيت جثامينهم ملفوفة في أكفان بيضاء تسربت منها الدماء وعليها أسماؤهم أمام منزلهم الذي تعرض للقصف اليوم الأربعاء.
وقال عمرو الشاعر، وهو يحمل إحدى الجثث بعد انتشالها، لوكالة رويترز: "هذا ابن عمي. 10 سنين. يعني زي ما أنت شايف، طلعناه من تحت الأنقاض".
وقال إيمان الشاعر، وهو قريب آخر للأسرة المنكوبة يعيش في مكان قريب، إن الأسرة لم تجد طعاما تأكله قبل سقوط القنابل عليهم.
وأضاف "الأطفال ناموا بدون أكل الليلة".
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الغارة التي استهدفت منزل هذه الأسرة.
لكنه قال إن قواته الجوية قصفت 120 هدفا في جميع أنحاء غزة أمس، بما في ذلك "خلايا إرهابية ومبان عسكرية وأنفاق ومبان مفخخة ومواقع بنية تحتية إرهابية إضافية".
وقال أقارب القتلى إن جيرانا آخرين طالهم القصف لكنهم كانوا في الخارج يبحثون عن الطعام وقت الغارة.
يموتون جوعا
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 10 فلسطينيين آخرين لاقوا حتفهم خلال الليل بسبب الجوع، ليرتفع بذلك إجمالي عدد من ماتوا جوعا إلى 111 شخصا، معظمهم في الأسابيع الماضية مع اجتياح موجة الجوع للقطاع الفلسطيني.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء أن 21 طفلا دون سن الخامسة كانوا من بين من لاقوا حتفهم بسبب سوء التغذية حتى الآن هذا العام.
وأضافت أنها لم تتمكن من توصيل أي طعام لما يقرب من 80 يوما بين مارس/ آذار ومايو/ أيار الماضيين، وأن استئناف توصيل الطعام لا يزال أقل بكثير من المطلوب.
وقالت 111 منظمة، من بينها ميرسي كور والمجلس النرويجي للاجئين ورفيوجيز إنترناشونال، في بيان لها اليوم الأربعاء إن الجوع الجماعي يتفشى حتى مع وجود أطنان من الطعام والمياه النظيفة والإمدادات الطبية خارج غزة لأنه لم يتسن لمنظمات الإغاثة الوصول إليها.
وتقول إسرائيل إنها ملتزمة بالسماح بدخول المساعدات لكن يجب أن تتحكم فيها لمنع سيطرة المسلحين عليها.
وتقول إنها سمحت بإدخال ما يكفي من الغذاء إلى غزة خلال الحرب وتحمل حركة حماس مسؤولية معاناة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.