إصابات الصليبي.. وحش يلتهم المواهب
إصابة محمد محمود لاعب الأهلي المصري الواعد بقطع في الرباط الصليبي تفتح باب النقاش حول طبيعة وأسباب هذه الإصابة.. طالع التقرير
عاشت جماهير الأهلي المصري ساعات حزينة بعد تعرض لاعبها الشاب الموهوب محمد محمود لإصابة ثانية في الرباط الصليبي بعد أيام قليلة من عودته للمشاركة في التدريبات الجماعية.
وتعد هذه المرة الثانية التي يتعرض فيها محمد محمود لإصابة في الرباط الصليبي منذ انضمامه إلى الأهلي خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية قادماً من وادي دجلة.
وتشير التقارير إلى أن الإصابة ستُبقي على اللاعب بعيداً عن الملاعب لمدة 9 أشهر، وهو ما يعني غيابه حتى نهاية الموسم الحالي.
وشهد الموسم الحالي على صعيد الدوريات العربية تعرض لاعبين عدة للإصابة بالرباط الصليبي، منهم عبدالرحمن علي لاعب الوصل الإماراتي وعلي حسين لاعب خورفكان الإماراتي، فضلاً عن محمود عبدالعزيز لاعب الزمالك المصري.
ولم يتوقف الأمر على الصعيد العربي، إذ إن الدوريات الأوروبية شهدت أيضاً إصابة لاعبين عدة بالرباط الصليبي، أشهرهم ثنائي مانشستر سيتي الإنجليزي الفرنسي إيمريك لابورت والألماني ليروي ساني، بالإضافة إلى ماركو أسينسيو جناح ريال مدريد الإسباني.
وبالنظر إلى أصعب ما في إصابة الرباط الصليبي، فهو أنها تُبعد اللاعب عن الملاعب لفترة تصل من 6 إلى 9 أشهر، أي أنها تقتص موسماً كاملاً من حياة اللاعبين، بيد أنها تؤثر على حالته البدنية وأدائه بعد عودته بنسبة ما، كما أنها تُصيبه بحالة من الارتياب دائماً والتفكير كثيراً قبل الاحتكاك مع المنافسين في أرض الملعب.
وهنا السؤال المهم، هل من حل لمحاربة ذلك الوحش الذي يلتهم المواهب ويُسكت أهازيج المُدرجات ويحول الابتسامات وأضواء الاحتفالات إلى وجوم وقتامة؟
أحمد ماجد طبيب المنتخب المصري السابق أوضح في تصريحات خاصة لـ"العين الرياضية" أن تقوية عضلات الفخذ والحرص في الطريقة الميكانيكية للقفز والعودة إلى الأرض والحفاظ على الحالة الجيدة لأرض الملعب، كلها عوامل تساعد على الوقاية من زيارة شبح الملاعب المُفزعة.
الأحذية أيضاً لها عامل مهم في حدوث الإصابة أو الوقاية منها، وعن هذا يقول أحمد ماجد: "إذا كان الحذاء غير جيد بالدرجة التي تجعله يتشبث بالعشب الأخضر بعد العودة إلى الأرض عقب الارتقاء الهوائي، فإنه قد يتسبب في قطع الرباط الصليبي".
طبيب "الفراعنة" السابق يؤكد أن الإصابة قد تحدث أيضاً بسبب انزلاق عادي في أرض الملعب، خاصة لو كانت أرضية الملعب سيئة وغير ممهدة بالشكل الأمثل.
ويشير ماجد إلى أن نزول قدم على الأرض قبل الأخرى عقب قفزة هوائية قد يتسبب فوراً في قطع الرباط الصليبي الأمامي أو الخلفي أو الاثنين معاً.
وينصح أحمد ماجد اللاعبين بالعمل على تقوية عضلات الفخذ والحرص عند الاحتكاك مع المنافس والانزلاق داخل أرضية الملعب، وتعلم كيفية النزول على الأرض بعد الارتقاء الهوائي.
وعلى الرغم من تقدم الطب المُذهل، فإن فترة العلاج بعد قطع الرباط الصليبي والتأهيل قبل العودة للملاعب باتت تصل من 6 إلى 9 أشهر، لكن ماجد يرى أن الأمر لا يستدعي الغياب لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 أشهر، مشيراً إلى أن زيادة الفترة لأكثر من ذلك تعود إلى خوف اللاعب من الإصابة مجدداً أو ضعف عضلات الفخذ عنده أو مشكلات صحية أخرى.
وفي النهاية تظل إصابة الرباط الصليبي هي الكابوس الذي يخشى الجمهور واللاعبون مُجرد التفكير فيه، نظراً لنتائجه السلبية السيئة.
aXA6IDMuMTQ1Ljk1LjIzMyA= جزيرة ام اند امز