إطلاق اسم عميد ترجمة الأدب الروسي على شارع بالفيوم
مدير المركز القومي المصري للترجمة يقول إن الاحتفالية تعتبر اعترافا بتأثير وفضل المترجم الراحل وتذكير بجهود أحد المترجمين العظماء
أعلن المهندس حسن صفوت، السكرتير العام المساعد لمحافظة الفيوم، جنوب مصر، إطلاق اسم المترجم المصري الراحل أبوبكر يوسف على أحد شوارع المحافظة التي ولد بها، اعترافا بفضله في نشر الثقافة والتعريف بالأدب الروسي، في حين أهدى أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة درع المركز إلى عائلة الراحل، في ذكرى مرور 40 يوما على وفاته.
جاء ذلك خلال احتفالية تأبين المترجم الراحل أبوبكر يوسف (1940- 2019)، والذي رحل عن عالمنا مارس/آذار الماضي، عن عمر ناهز الـ79 عاما، أقامها المركز القومي للترجمة بحضور عدد من زملاء وأصدقاء وتلاميذ وعائلة الراحل.
وأكد السفير الروسي في مصر سيرجي كيربيتشينكو، خلال الحفل، إن المترجم الدكتور أبوبكر يوسف، الذي رحل قبل 40 يوما أسهم من خلال ترجماته في دعم الثقافتين العربية والروسية وفي تحقيق التقارب بينهما، معتبرا أن هذا المترجم والمثقف الموسوعي استطاع أن يخلد اسمه بما تركه من ترجمات ومؤلفات.
وتابع كيربتشينكو "الأجيال القادمة في مصر والعالم العربي ستتعرف على الثقافة الروسية من خلال ترجمات الراحل الذي ترجم لأعلام الأدب الروسي وأبرزهم تشيكوف".
وأشار إلى حصول الراحل على وسام بوشكين، الذي يعد أرفع وسام في روسيا، ويعتبر اعترافا بجهوده وتميزه وريادته في مجال الترجمة، حتى أن البعض يعتبره "عميد ترجمة الأدب الروسي".
ومن جانبه، قال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة، إن هذه الاحتفالية تعتبر اعترافا بتأثير وفضل المترجم الراحل وتذكير بجهود أحد المترجمين العظماء ممن امتد تأثيرهم داخل مصر وخارجها، معتبرا أن حرص السفير الروسي على حضور الاحتفالية اعتراف من روسيا بأهمية أبوبكر يوسف.
وأشار مغيث إلى أنه التقي الراحل مرة واحدة عندما زار موسكو قبل عام لتوقيع عدد من برتوكولات التعاون مع المؤسسات الثقافية هناك، ويضيف "وجدت نفسي أمام مثقف مطلع عليم بما يحدث حوله، ويوسف لم ينقطع عن الترجمة حتى قبل وفاته".
وركز محمد نصر الجبالي رئيس قسم اللغة الروسية بكلية الألسن بجامعة عين شمس بالقاهرة، في مداخلته، على علاقته بالراحل منذ أن تزاملا بكلية الألسن فور عودته من البعثة الدراسية في موسكو في الستينيات، وظل أستاذا للغة الروسية لمدة 3 سنوات حتى عاد إلى روسيا مرة أخرى واستقر بها حتى وفاته.
وأشار إلى أن محبي ودارسي اللغة الروسية يدركون أهمية ما قام به أبوبكر يوسف، حيث كانت النصوص الروسية المنقولة عن لغات أخرى ومنها الفرنسية كانت بها أخطاء كثيرة، كما أن تمكنه من اللغة العربية بسبب حفظه القرآن الكريم مكنه من إبداع نص جميل لا يقل في جماله في اللغة التي كتب بها.
واعتبر الدكتور شريف جاد، رئيس الاتحاد العربي لخريجي الجامعات الروسية، أن المترجم الراحل كان بمثابة الأب الروحي لشباب المترجمين ودارسي اللغة الروسية، مشيرا إلى أن المترجم الراحل لم يبخل عليهم بالتوجيه والمساعدة طوال حياته.
ويعد أبوبكر يوسف أحد أبرز مترجمي الأدب الروسي للعربية، إذ حصل على ميدالية بوشكين عام 2012، لإسهاماته العميقة في تعريف القراء العرب بالأدب الروسي، خاصة أعمال أنطون تشيخوف، التي عرفها القراء عبر ترجماته".
وأقام الراحل منذ ستينيات القرن الماضي بموسكو، وحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الروسي، وقضى أغلب سنوات حياته متفرغا للعمل مترجما في دار التقدم السوفيتية للنشر، ثم انتقل إلى دار نشر "رادوغا" التي قدمت لقراء العربية في السبعينيات أغلب الأعمال الروسية".
كما ترجم عشرات الكتب الأدبية الروسية إلى اللغة العربية، منها مؤلفات مختارة لبوشكين وليرمنتوف وغوغول ومكسيم غوركي وكوبرين وشولوخوف.
وأشرف على إعادة طبع ترجمات المترجم الرائد الكبير سامي الدروبي لروايات دستويفسكي الشهيرة، وغيرها من المؤلفات الكلاسيكية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من مؤلفات الأدباء السوفيت، منهم جنكيز آيتماتوف وبيكوف وماركوف وغيرهم.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OSA= جزيرة ام اند امز