في عيد ميلاده الـ80.. المترجم المصري محمد عنان يدعو للنظر إلى المستقبل
المترجم المصري الكبير محمد عناني يعرب عن قلقه من المستقبل، بسبب التراجع في الاهتمام بالمترجمين
دعا المترجم المصري الكبير محمد عناني، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، إلى النظر للمستقبل، وعبّر في حفل أقيم بمناسبة عيد ميلاده الـ80، بالمركز القومي للترجمة، الأحد، عن تقديره وسعادته بالتكريم من بيت المترجمين.
وقال "عناني": "العمر ليس بالسنوات، إنما يحسب بالنظر إلى المستقبل"، معرباً عن قلقه من المستقبل، بسبب تراجع الاهتمام بالمترجمين.
واحتفل المركز القومي للترجمة في مصر بشيخ المترجمين الدكتور محمد عناني، بمناسبة عيد ميلاده الـ80، بحضور جابر عصفور، وزير الثقافة المصري الأسبق ومؤسس المركز القومي للترجمة، والمترجم الدكتور خالد توفيق، أحد تلاميذ "عناني"، والإذاعي محمد الخولي، والسيناريست مصطفى محرم، وعدد كبير من تلاميذ المترجم الكبير، وأدار اللقاء أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة.
وقال "مغيث" إن "عناني قامة فكرية كبيرة"، مشيراً إلى أن الاحتفالية جاءت بناء على توصية من مؤسس المركز، الدكتور جابر عصفور، تقديراً لجهود "عناني" في مجال الترجمة، والذي تنوعت أعماله ما بين الترجمات الأدبية والكتب العلمية والفكرية.
بدأ اللقاء بكلمة محمد الخولي، المذيع بإذاعة صوت العرب، الذي كشف خلالها عن علاقته بـ"عناني" منذ دراستهما في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، مشيراً إلى مساهمة "عناني" في تشيكل وعيه وفكره بترجماته الرائعة، قائلاً: "دور محمد عناني في تشكيل وعيي الثقافي لا يقل عن أهمية عن دور فاطمة موسى ورشاد رشدي ومجدي وهبة، وغيرهم من الأساتذة الذين كانوا يُدّرسون لنا بكلية الآداب".
وأضاف: "عناني أصر على أن يسلك مسلك هؤلاء العظماء في النهج الأكاديمي، عندما أصر على استكمال دراسته".
واعتبر "الخولي" تكريم "عناني" تكريماً للمصريين كافة وللكلمة الطيبة وللغة العربية.
وأوضح: "مهنة الترجمة لا تعني نقل النص من لغة لأخرى، بل هناك ما يتعارف عليه بشرف الديباجة؛ بمعنى أن المترجم يمزج ما بين الإبداع والأمانة، وكأنك تقرأ نصا في لغتك الأصلية".
وضرب "الخولي" مثالاً بترجمة "عناني" لأعمال شكسبير، التي ورغم ترجمتها عشرات المرات من قبل عظماء، مثل خليل مطران، لكن ترجمة "عناني" كانت مختلفة، فقد أعاد تقديمها بشكل آخر، جعلت القارئ يغوص في جنبات النص، ويلمس روح هذا الشاعر الإنجليزي الرائع.
وكشف وزير الثقافة المصري السابق، الدكتور جابر عصفور، خلال كلمته، أنه تعرف على "عناني" لأول مرة عندما كان طالباً في قسم اللغة العربية بكلية الآداب عام 1961، وكان "عناني" مُعيداً للغة الإنجليزية في هذا الوقت، ودرّس لدفعته لمدة شهرين، حيث سافر بعدها "عناني" إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراة في الصورة الشعرية في الآداب الإنجليزية، وهو نفس الموضوع الذي حصل به "عصفور" على درجة الدكتوراة، ولكن في اللغة العربية.
ومن جهته، قال الدكتور خالد توفيق، الذي تتلمذ على يد "عناني" عام 1981 بكلية الآداب جامعة القاهرة، إنه إذا كانت هناك جائزة نوبل في الترجمة فستذهب بلا شك إلى محمد عناني، الذي تصدى لترجمات أعمال شكسبير بطريقة جعلت القارئ يعتقد أن الشاعر الإنجليزي عاد للحياة ليكتب بالعربية.
وأشار "توفيق" إلى أن أهم ما يميز "عناني" حفظه للقرآن الكريم، الذي يسيطر على لغته، وكذلك اعتزازه بالتراث العربي واللغة العربية، فدائما ما يقول: "دراستك للغة الإنجليزية والفرنسية لا تعني إطلاقا أن تحل محل اللغة العربية والثقافة العربية".
وأضاف أن "عناني" يمثل قيمة كبرى أيضاً في الدول العربية، إلى درجة جعلته ضمن الفريق الذي شارك في ترجمة القرآن الكريم عندما كان أستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم، بالمملكة العربية السعودية.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز