معاهدة القوات المسلحة التقليدية.. محطات على طريق قرار روسيا
أشهر خلت على تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" النووية، لتبدأ موسكو في نفض يدها من اتفاقيات أخرى، ترى أنها لم تعد تحقق لها الغرض الذي من أجلها أبرمتها.
وكانت روسيا أعلنت في 21 فبراير/شباط الماضي، تعليق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية، التي تعد آخر اتفاقية مبرمة مع واشنطن للسيطرة على الأسلحة النووية.
ومع تصعيد التوترات مع واشنطن، منذ حرب أوكرانيا، أعلنت موسكو يوم الأربعاء، عن نيتها الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا الموقعة في 1990، والمحدثة في 1999.
وبحسب نص الوثيقة التي أصدرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء، فإنه تقرر "تعيين نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف ممثلا رسميا للرئيس عندما ينظر مجلسا الجمعية الفيدرالية قضية الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا".
فما هي هذه الاتفاقية؟
بداية قصة الاتفاقية، كانت في عام 1973، حينما قالت مبادرة التهديد النووي، وهي منظمة غير حزبية وغير ربحية معنية بمنع الهجمات والحوادث الكارثية بأسلحة الدمار الشامل، بدأت محادثات للحد من القوة المتبادلة والمتوازنة في فيينا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأعضاء آخرين بالناتو وحلف وارسو.
الهدف من تلك كان التوصل إلى اتفاق بشأن تقليص القوات والتسليح في وسط أوروبا، بما في ذلك دول البنلوكس، وألمانيا الشرقية، وألمانيا الغربية، وبولندا، وتشيكوسلوفاكيا.
وتوصلت الأطراف -آنذاك- إلى اتفاق مبدئي لتقليص عدد القوات البرية إلى 700 ألف لكل جانب، والقوات الجوية إلى 200 ألف، إلا أن المحادثات لم تؤت أكلها في النهاية.
محطات على الطريق
وفي أبريل/نيسان – يونيو/حزيران عام 1986، دعا الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو إلى تقليص القوات والتسليح على مستوى أوروبا، وفي ديسمبر/كانون الأول عام 1986، اقترح الناتو إنشاء منتدى تفاوضي جديد يحل محل محادثات الحد من القوة المتبادلة والمتوازنة، ومناقشة تقليصات جديدة على مستوى أوروبا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990، وقعت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا في باريس، بهدف الحد من إمكانية شن هجوم مسلح مفاجئ وبدء عمليات هجومية كبرى في أوروبا.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1999، تم التوقيع على اتفاقية التكيف بشأن معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وحددت الاتفاقية سقفا وطنيا وإقليميا بشأن القوات التقليدية والمعدات، بدلا من القيود الأصلية، وسمح للدول الأطراف بتجاوز القيود في حالة تدريبات عسكرية أو عمليات انتشار مؤقتة.
وفي 1991، وافقت روسيا، من بين أمور أخرى، على الانسحاب من مولدوفا، وتقليص مستويات المعدات والقوات في جورجيا، فيما أصبحت هذه الاتفاقيات تعرف بـ"التزامات إسطنبول"، تم تحديدها في 14 ملحقا للوثيقة النهائية.
وتدخل المعاهدة حيز التنفيذ عندما توقع جميع الدول الأطراف الثلاثين على الاتفاقية. لكن لم يوقع عليها سوى بيلاروسيا، وكازاخستان، وروسيا وأوكرانيا.
وفي عام 2007، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا "حتى تصدق بقية دول (الناتو) على اتفاقية التكيف وتبدأ في تنفيذ هذه الوثيقة بحسن نية".
وفي 10 مارس/آذار عام 2015، مستشهدة بانتهاك الناتو المزعوم للمعاهدة، أعلنت روسيا رسميا أنها ستوقف مشاركتها "تماما" فيها اعتبارا من اليوم التالي.
وجرى التفاوض على المعاهدة الأصلية بشأن القوات المسلحة التقليدية في أوروبا وإبرامها خلال السنوات الأخيرة من الحرب الباردة، فيما وضعت قيود شاملة بشأن فئات رئيسية للمعدات العسكرية التقليدية في أوروبا (من المحيط الأطلسي إلى الأورال) وألزمت بتدمير الأسلحة الفائضة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg
جزيرة ام اند امز