أطول عملية لصيد الأفعى.. حرب التجسس بين أمريكا وروسيا تشتعل
إشادات كبيرة بأمريكا وحلفائها عقب الإعلان عن تفكيك نظام تجسس سيبراني كبير يقال إن جهاز الاستخبارات الروسي استخدمه على مدار سنوات للتجسس على الحواسيب حول العالم.
وفي تقرير منفصل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وصفت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية بأمريكا النظام، الذي يعرف باسم شبكة "الأفعى" للبرمجيات الخبيثة، بأنه "أداة التجسس السيبراني الأكثر تعقيدا" في ترسانة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الذي استخدمه لمراقبة الأهداف الحساسة، بما في ذلك الشبكات الحكومية، والمنشآت البحثية، والصحفيون.
وزعمت الصحيفة الأمريكية، نقلا عن وكالة الأمن السيبراني، أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) استخدم "الأفعى" للوصول إلى وثائق للعلاقات الدولية وسرقتها بالإضافة إلى مراسلات دبلوماسية أخرى من أحد بلدان حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفة أن الوكالة الروسية استخدمت تلك الأداة لإصابة الحواسيب في أكثر من 50 بلدا داخل مجموعة من المؤسسات الأمريكية.
وكان من بينها: "مؤسسات تعليمية، وإعلامية، وشركات صغيرة، بالإضافة إلى قطاعات البنية التحتية الحساسة وبينها المنشآت الحكومية، والخدمات المالية، والاتصالات".
وأشاد كبار المسؤولين في وزارة العدل الأمريكية بتفكيك الشبكة الخبيثة. وقالت ليزا موناكو نائبة وزير العدل: "من خلال عملية متقدمة قلبت البرمجيات الروسية الخبيثة ضد نفسها، حيدت سلطات إنفاذ القانون الأمريكية إحدى أدوات التجسس السيبراني الروسية الأكثر تعقيدا وتطورا، والتي استخدمت على مدار عقدين لتحقيق الأهداف الاستبدادية الروسية".
وقالت وثائق المحكمة إن نظام "الأفعى" يعمل كشبكة "نظير بنظير" التي تربط الحواسيب المصابة معا حول العالم. وبالاستفادة من ذلك، خطط مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) للتسلل إلى النظام باستخدام أحد الحواسيب المصابة في الولايات المتحدة، متجاوزا الشفرة على كل حاسوب مصاب "لتعطيل الشبكة بشكل دائم".
وكانت الحكومة الأمريكية تدقق في البرمجيات الخبيثة المرتبطة بـ"الأفعى" منذ حوالي عقدين، بحسب ملفات المحكمة، التي قالت إن وحدة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي تُعرف باسم "تورلا" أدارت الشبكة من مدينة ريازان في روسيا.
وبالرغم من تحديد خبراء الأمن السيبراني لشبكة "الأفعى" على مدار السنوات، واصلت "تورلا" تشغيلها من خلال التحديثات. وكان من الصعب إزالة البرمجيات الخبيثة من أنظمة الحواسيب المصابة، بحسب مسؤولين.
وقالت وكالة الأمن السيبراني إن نظام "الأفعى" كان مصمما بطريقة مكنت مشغليه من دمج عناصر جديدة أو تحديثها، وعمل على الحواسيب التي تستخدم أنظمة التشغيل ويندوز وماكنتوش ولينكس.