شجرة الغاف.. رمز التعايش شعارا لـ"عام التسامح" في الإمارات
شجرة الغاف تعد من الأشجار الوطنية الأصيلة في الإمارات، فهي رمز للصمود والتعايش في الصحراء، وتمثل قيمة ثقافية كبيرة في الدولة.
"الغاف شجرتنا الوطنية الأصيلة، مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء"، هكذا وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شجرة الغاف بعد اختيارها شعارا رسميا لـ"عام التسامح" 2019.
والغاف من الأشجار الوطنية الأصيلة في الإمارات، إذ تعد رمزا للصمود والتعايش في الصحراء، وتمثل قيمة ثقافية كبيرة في الدولة؛ لاقترانها بهوية الإمارات وتراثها، وأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، شجرة الغاف أهمية بالغة، وأصدر قوانين وتعليمات بمنع قطعها في جميع أنحاء البلاد.
- محمد بن راشد يعتمد الشعار الرسمي لعام التسامح
- أبناء الجاليات يزرعون 70 شجرة في الفجيرة ضمن عام التسامح بالإمارات
التاريخ
شجرة الغاف جنس من النباتات يتبع الفصيلة البقولية من رتبة الفوليات، يوجد منها الكثير في الإمارات، بالأخص بإمارة دبي، ولأهمية هذه الشجرة من الناحية البيئية أقيمت لها محمية "غاف نزوى" في منطقة لهباب بدبي، أصغر المحميات في الإمارة؛ للحفاظ على النظام البيئي والتنوع البيولوجي فيها.
وتمتاز أشجار الغاف بسهولة تكاثرها وسرعة نموها والتكيف مع الأجواء البيئية المحيطة بها، إذ تتعمق جذورها في التربة لمسافات بعيدة يقدرها العلماء بما بـ50 متراً.
الفوائد
تعد هذه الأشجار ثروة عظيمة متعددة الفوائد، وفي مقدمتها مكافحه التصحر، كما تدخل مكوناتها في صناعة الأدوية والمنتجات التجميلية، إضافة إلى استعمالاتها الغذائية.
ومن فوائد الغاف قرونها الثمرية والخشب الذي توفره للوقود وللصناعات المتعددة، وفي بعض بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية يطحن المواطنون ثمار الغاف ويحولون طحينه إلى خبز حلو الطعم، يأكلونه كغداء مفيد وفير المواد البروتينية والسكرية.
أما عن فوائدها البيئية، فتعمل شجرة الغاف على تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال امتصاصها، بذلك تساعد على تقليل آثار التغير المناخي، وتتميز بقدرتها على البقاء في الظروف البيئية الصعبة، إذ يمكنها تحمل الجفاف وامتصاص المياه من 20 متراً تحت سطح الأرض.
معلومات عن الشجرة
تعد الغاف واحدة من أكثر الأشجار البرية التي تتحمّل درجات الحرارة والجفاف الشديد والملوحة العالية، ولا تستهلك الكثير من المياه، كما تتحمّل تقلبات الجو والرياح أيضا، وهي ملائمة للزراعة في التربة الملحية الرملية، إذ تتعمّق جذورها في التربة لمسافات بعيدة وقد يصل ارتفاعها إلى 12 متراً.
ولأهميتها أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان توجيهاته بمنع قطعها في جميع إمارات الدولة، وأمر باستزراع غابات جديدة واسعة منها حتى وصل عددها في أبوظبي إلى أكثر من 6 ملايين شجرة تقريبا.
شعار عام التسامح
وكشفت اللجنة الوطنية العليا لـ"عام التسامح" عن سبب اختيار شجرة الغاف شعارا رسميا للعام، قائلة: "مارس أجدادنا سلوكهم المجتمعي تحت أشجار الغاف، وكانت ظلالها الوارفة مركزا للتجمع والتنوع، وحرصت القبائل على الاجتماع تحت ظلالها للتشاور في أمور حياتهم، كما أن عددا من حكام الإمارات اتخذوا من أشجار الغاف مجلسا لاستقبال مواطنيهم والاستماع إلى مطالبهم بشكل مباشر".
وأكدت اللجنة أن شجرة الغاف عنوان الاستقرار والسلام في الصحراء باعتبارها أحد مصادر الغذاء الأساسية، وتمتلك القدرة على التعايش والتأقلم مع البيئة الصحراوية، ونستهدف خلال هذا العام ترسيخها شعارا عالميا للتسامح، مضيفة أن الغاف تجمعنا مع العديد من دول العالم التي تزرعها خصوصا في بعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط آسيا والأمريكتين مع اختلاف المسميات.
وأشارت اللجنة إلى أن زخم التفاعل المجتمعي مع إطلاق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عام التسامح يُسهم في تحقيق محاور عام التسامح السبعة الرامية لإرساء قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب، متمنية أن يشهد عام التسامح مبادرات نوعية ونجاحا استثنائيا.
وأضافت: "تعمل اللجنة الوطنية العليا للتسامح على وضع السياسات والتشريعات التي تضمن استدامة التسامح قيمة مجتمعية ومنهاج عمل في الإمارات، مستلهمين إرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أرسى دعائم وطن الخير والتسامح والعطاء الإنساني".
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg
جزيرة ام اند امز