أي أشجار دعا زعيم طالبان إلى زراعتها؟
تسيطر طالبان على مزارع شاسعة من الأفيون في المناطق التي لاتزال تحت سيطرتها.
في بيان يحوطه الغموض دعا الملا هيبة الله أخونزاده، زعيم حركة طالبان في أفغانستان، إلى زراعة المزيد من الأشجار.
ولم يتضح نوعية الأشجار التي يقصدها البيان، خاصة وأن حركة طالبان معروفة بزراعة النباتات المستخدمة في تصنيع المخدرات، وتستخدمها في تمويل شراء السلاح وعملياتها الإرهابية.
ونشرت وسائل إعلام تتبع طالبان ما وصفها بـ"رسالة خاصة" من أخونزاده، تتضمن هذه الدعوة الغامضة، وذلك بالرغم من ندرة صدور بيانات ورسائل باسمه منذ توليه زعامة الحركة، بالرغم من صدور بيانات باسم الحركة عموما تتعلق بعمليات إرهابية.
ويعتقد أن أخونزاده مختبئ منذ تولى قيادة طالبان في مايو/ أيار 2016 بعد مقتل الزعيم السابق في ضربة أمريكية بطائرة بدون طيار في باكستان.
وفي البيان حث زعيم الحركة التي تنفذ عمليات قتل منذ سنوات تطال مدنيين ودمرت الكثير من المنشآت والاقتصاد في أفغانستان إلى "زراعة شجرة أو أكثر من الأشجار المثمرة وغير المثمرة لتجميل الأرض ولنفع مخلوقات الله."
ومنذ انسحاب أغلب القوات القتالية الأجنبية في 2014 أحرزت طالبان مكاسب بطيئة في قتالها ضد الحكومة، لكن مطردة، وتسيطر حاليا أو تقاتل على مساحة تصل إلى 40 % من أفغانستان.
واستعان أخونزاده -الذي قيل إنه قضى 15 عاما وهو يعظ في مسجد في باكستان- في بيانه بتفسير آيات من القرآن في دعوته لزراعة المزيد من الأشجار في البلاد القاحلة.
وتنتج أفغانستان 90% من إجمالي حجم الأفيون في العالم، ولكن لم يكن إدمانه منتشرا، بل كان يستخدم كمادة لصنع العقاقير الطبية ويصدر للعالم، غير أنه بعد توالي الحروب على أفغانستان وضعف القبضة الأمنية انتشر إدمانه.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن إنتاج الأفيون في أفغانستان خلال عام 2016 ارتفع بنسبة 43% مقارنة بمستويات عام 2015 ليصل إلى 4800 طن متري للعام الحالي.
وينخرط ما يزيد عن 2.9 مليون أفغاني -أي أكثر من 12% من إجمالي السكان- في إنتاج الأفيون بطريقة أو بأخرى.
ولدى حركة طالبان مزارع شاسعة من الأفيون في المناطق التي لاتزال تحت سيطرتها، وتستغلها لجني مكاسب مالية ضخمة تتمكن من خلالها الإنفاق على تسليح عناصر الحركة وتأمين مقارها وتخطيط عمليات انتحارية وهجمات مسلحة في البلاد.
وتجني طالبان ما يصل إلى 400 مليون دولار أمريكي سنويا من إنتاج وبيع مخدر الأفيون، خاصة من أقاليم هلماند وقندهار ونيمروز، وهو ما عكفت الحركة على فعله منذ أكثر من عقد ولا يزال مستمرا حتى الآن.
وفي 2015 كشف تقرير تسلمه مجلس الأمن الدولي من لجنة العقوبات على طالبان أن الحركة تزيد من مواردها المالية الناتجة من زراعة المخدرات وصناعة الهيرويين وتهريبه.
كما أشار التقرير إلى أن الحركة تنشئ شركات لغسل الأموال، وإجراء تحويلات مستترة للأموال بين أفغانستان والخارج.
وتحصل طالبان على عائدات ضخمة من إنتاج المخدرات عبر فرض ضرائب على شبكات زراعة الخشخاش والأفيون وإنتاجهما وتهريبهما من خلال تأمين الخدمات الأمنية لها.
وأشار التقرير إلى أحد أباطرة تجارة المخدرات الأفغاني، حاجي باغشو، من مقاطعة نانجارهار باعتباره أحد ممولي طالبان، إلى أن حكم عليه عام ٢٠١٢ بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لتوزيع الهيروين.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA==
جزيرة ام اند امز