إلى زوال.. مستقبل "الإخوان" على مشرحة خبراء الإسلام السياسي
في مؤتمره السنوي الثاني، حول الإسلام السياسي وضع مركز "ترندز" مستقبل الإخوان المسلمين، على مجهر البحث، لسبر أغوار الجماعة الإرهابية.
وخلال المؤتمر الذي انطلق اليوم الثلاثاء بندوة عن مستقبل الإخوان المسلمين عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، ركز الباحثون المشاركون، على هيكلة الإخوان، وأسرار التنظيم السري، ونشأة الجماعة، وروافدها، وتمددها في أوروبا، وتجاربها السابقة في المنطقة العربية في مسيرتها الطويلة.
واستضاف المؤتمر، عن بعد عددا من الخبراء والباحثين، تحدثوا باستفاضة عن تنظيم الإخوان، خلال ندوة تحت عنوان: "الإخوان المسلمون بين التمدد والتراجع.. رؤية مستقبلية".
وبدأت الندوة بحديث لشريفة الرئيسي، نائب مدير إدارة المؤتمرات، بمركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، قائلة إن المركز أصبح مرجعاً في المسائل المتعلقة بالإسلام السياسي. وحضور المشاركين في المنتدى السنوي الثاني، عن بُعد يعزز تلك المكانة.
بعد ذلك تحدث زياد منسون؛ أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بجامعة ليهاي الأمريكية، قائلا إنه "من أجل فهم أكثر لاتجاهات العنف داخل الجماعة ينبغي التمييز بين النظرة الأيديولوجية للأهداف السياسية للجماعة، ووسائل تحقيق تلك الأهداف".
وأوضح منسون أن جماعة الإخوان تحاول أن توظف الهويات الإضافية، بالإضافة إلى الهوية الدينية، للتسويق لأيدولوجيتها، وهو جزء من تطورها المستمر، وفق قوله.
وعن تجربة الإخوان في مصر، قال منسون إن "نظام (محمد) مرسي لم يستطع أن يخلق حكومة لديها كفاءات، رغم نجاحهم قبل ذلك في العمل الاجتماعي في مصر".
أما الصحفي البريطاني، كريس هاميل ستيوارت الصحفي بموقع "عرب نيوز" الناطق بالإنجليزية، فقال إنه "لا يمكننا تجاهل تهديد التطرف الذي يشكله الإخوان"، معتبرا أن “هذا وقت مهم حقًا لإجراء هذه المناقشة"، مشيرا إلى أن "ذروة جماعة الإخوان بدأت في التراجع".
وشرح الدكتور نصر محمد عارف؛ الأكاديمي والصحفي المصري، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فبسط الحديث عن تاريخ وتجربة تنظيم الإخوان، وأسرار هيكلتهم، مشبها التنظيم بـ"بلوك تشين" في تشابكها، ككتلة اجتماعية مغلقة، تستخدم علاقات النسب والمصاهرة والصداقة، والروابط المهنية وغيرها في تعزيز الانتماء للجماعة، وتكثيف القدرة على التكيف.
نصر قال إن "الإخوان لديهم قدرة عالية على التكيف وتغيير الشكل حسب البيئة. في مصر ، حيث كانوا قريبين أيديولوجيًا من الصوفية، والسلفية، وأحيانا جماعة الدعوة والتبليغ"، فهم يأخذون أفرادهم من جميع تلك الجماعات.
واعتبر الأكاديمي المصري أن "وجود جماعة الإخوان يتوقف على ثلاثة عوامل أساسية؛ وهي علم اجتماع الجماعة الداخلي، والتلون، والتأمين الاقتصادي".
وخصّص الدكتور لورنزو فيدينو، مدير مركز مكافحة التطرف في جامعة جورج واشنطن، مداخلته لتمدد الحركة في أكثر من دولة، قائلا إنه "يبدو أن حركة الإخوان المسلمين، تسير بشكل أفضل في أوروبا، حيث سعى بعض قادتها إلى اللجوء، وحيث يترسخ جيل جديد من النشطاء المرتبطين بالإخوان بشكل متزايد في المناقشات الأوروبية".
وأضاف أن "الإخوان يستخدمون أوروبا كملاذ لإعادة تجميع نفسها، وهو نفس ما فعلته في حقبة الخمسينات والستينيات".
بيد أنه أشار إلى أن "بعض الحكومات الأوربية وعدد من الحركات السياسية من اليمين واليسار هناك، بدأوا يشعرون بقلق متزايد من تأثير الإخوان، وأنشطتهم على التماسك الاجتماعي والاندماج الوطني والتطرف العنيف".
لكنه أشار إلى تراجع الإخوان في المنطقة العربية، موضحا أنه "بعد عشر سنوات فقط من وصول الإخوان إلى السلطة مع موجة الربيع العربي، خرجت جميع فروعها من السلطة وفقدت الجماعة بشكل عام جزءاً كبيراً من داعميها من الدول والشعوب في المنطقة".
الدكتور باتريس برودور، الأستاذ بمعهد الدراسات الدينية بجامعة مونتريال، تحدث من جانبه عن مستقبل الإخوان، وحركات الإسلام السياسي، قائلا إنها إلى زوال في شكلها الحالي، معرفا "الإسلاموية"، بأنها "تحويل الإسلام من الجانب الروحاني إلى الجانب السياسي ، وكذلك تفعل مع الهوية الوطنية التي استبدلتها الإسلاموية بالهوية الدينية".
وخلص الباحث الكندي إلى أن "الإسلاموية وخصوصا الاخوان قد انتهى وضعهم ومسارهم، وتلك أحد التحديات التي نحاول معرفتها اليوم".
وشدد على أن مستقبل الاخوان والجماعات الإسلامية سيكون الزوال، وستختفي الإيديولوجيا الإسلاموية، وإن استمر الأسماء، في شكلها الحالي، لكن المضمون لن يبقى موجودا، وفق ما ذهب إليه برودور.
يذكر أن المركز عقد مؤتمره السنوي الأول حول الإسلام السياسي، تحت عنوان: "الطريق إلى الخلافة.. حقيقة المشروع الإخواني"، في العاشر من نوفمبر العام الماضي؛ ونظم عدة ندوات، ركزت على مناقشة الأبعاد المرتبطة بالمشروع الفكري والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين.
وشارك في تلك الندوات نخبة من الخبراء في حركات الإسلام السياسي، من مؤسسات بحثية، وجامعات دولية، من كافة أنحاء العالم.