أمريكا تسحب من احتياطيات النفط وروسيا تتحفظ.. حرب أم تهدئة للسوق؟
هبطت أسعار النفط اليوم نتيجة الحديث عن أن الولايات المتحدة واليابان والهند ستفرج عن احتياطيات من النفط الخام.
وقال البيت الأبيض، إنه سيفرج عن كميات من الاحتياطي النفطي بالتزامن مع إفراجات من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا.
وكان للأمر صدى بالغ على أسعار النفط، حيث تراجع سعر البرميل (خام غرب تكساس الأمريكي) بشكل فوري وفقد نحو 1.38 دولار قابل للزيادة خلال الساعات المقبلة.
وأضاف البيت الأبيض، في بيان له، اليوم الثلاثاء، أنه سيتيح ما يصل إلى 50 مليون برميل يوميا من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي.
وقال البيت الأبيض في بيان له إن الرئيس الأمريكي جو بايدن مستعد لاتخاذ خطوات أخرى فيما يتعلق بأسعار النفط إن لزم الأمر.
حرب احتياطيات أم تهدئة للسوق؟
ونهاية يوليو الماضي عرضت الصين ملايين البراميل من النفط من احتياطياتها الاستراتيجية الشهر الجاري في خطوة غير مسبوقة لمحاولة تهدئة التضخم الناتج عن ارتفاع تكاليف كل شيء بدءاً من الغذاء إلى الوقود.
وقد يؤثر الإفراج عن الاحتياطيات على استهلاك الصين من الخام المستورد، ومع ذلك لا تزال تفاصيل التوقيت غير واضحة.
ويعتمد الطلب الإجمالي للدولة على النفط الأجنبي على المصافي الكبرى بعد أن تلقت المعالجات الخاصة صفعة من التدقيق الحكومي المتزايد الذي شمل تطبيق تعريفات ما أدى إلى تآكل الربحية.
وفي الهند قال بيان حكومي الثلاثاء 23 نوفمبر إن الهند ستفرج عن 5 ملايين برميل من احتياطياتها الاستراتيجية بالتنسيق مع مشترين آخرين من بينهم الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية.
أما اليابان فبحسب تقارير إعلامية فإن الحكومة اليابانية تدرس تحرير احتياطياتها من النفط، للحد من ارتفاع الأسعار.
وحسب وسائل إعلام يابانية، فإن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قال، السبت الماضي، إن حكومته تدرس سحب النفط من احتياطياتها استجابة لارتفاع أسعار النفط الخام.
وانخفض خام غرب تكساس الأمريكي 1.38 دولار أو بنسبة 1.8% إلى 75.37 دولار للبرميل بعد إعلان البيت الأبيض السحب من الاحتياطي النفطي.
وفي السياق نفسه، قال بيان حكومي اليوم الثلاثاء إن الهند ستفرج عن خمسة ملايين برميل من احتياطياتها الاستراتيجية بالتنسيق مع مشترين آخرين من بينهم الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وجاء قرار واشنطن بعدما عجزت الحكومة الأمريكية من اقناع تحالف "أوبك+"، بضخ المزيد من النفط، إذ يجادل كبار المنتجين بأنه لا يوجد نقص في المعروض العالمي من الخام.
الكرملين يتمسك بـ"أوبك+"
قال الكرملين اليوم الثلاثاء إن روسيا لا تزال ملتزمة بالوفاء بتعهداتها في أوبك+ وإن الرئيس فلاديمير بوتين ليس لديه خطط للاتصال بشركاء بلاده في هذه المجموعة على الرغم من الحديث عن لجوء دول مستهلكة رئيسية إلى احتياطياتها النفطية الاستراتيجية.
وقال مصدر مطلع في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن الإفراج عن نفط خام من مخزونها للطوارئ اليوم الثلاثاء كجزء من خطة توصلت إليها مع مستهلكي الطاقة الآسيويين الرئيسيين لخفض أسعار الطاقة.
ضبط الأسواق
وحافظ تحالف "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وروسيا ومنتجين آخرين، على ما يقول المحللون إنها قيود لم يسبق على مثيل على الإنتاج، حتى مع انتعاش الأسعار من تراجعها الشديد خلال المراحل الأولى لجائحة فيروس كورونا.
ومن ناحية أخرى، ساعدت البيانات التي تظهر أن صادرات النفط السعودية بلغت أعلى مستوى لها في 8 أشهر في سبتمبر/أيلول، في خامس شهر على التوالي من الارتفاع، في إبقاء الأسعار تحت السيطرة.
ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات الشهر الماضي، مع تركيز السوق على الارتفاع السريع في الطلب الذي تزامن مع رفع الإغلاق، وتعافى الاقتصادات في مواجهة زيادة بطيئة في الإمدادات من أعضاء تجمع "أوبك+".