تكهنات بشأن أول قمة أمريكية روسية إسرائيلية حول سوريا
أوساط سياسية إسرائيلية ترجح أن يفضي اللقاء الأمني الثلاثي الأمريكي-الإسرائيلي- الروسي، غدا الثلاثاء، إلى صفقة بشأن سوريا.
ترجح أوساط سياسية إسرائيلية أن يفضي اللقاء الأمني الثلاثي الأمريكي-الإسرائيلي- الروسي، غدا الثلاثاء، إلى صفقة بشأن سوريا.
واستنادا إلى هذه الصفقة ستوافق الولايات المتحدة على إجراء ترتيبات داخلية في سورية لا تستبعد الرئيس السوري بشار الأسد وبالمقابل توافق روسيا على الطلب الإسرائيلي–الأمريكي بإخراج القوات الإيرانية من سوريا في سياق أي ترتيبات سياسية مستقبلية، وتؤيد العقوبات الأمريكية ضد إيران.
- بمشاركة روسية.. بولتون في إسرائيل لبحث تهديدات إيران
- مشروع قطري إسرائيلي جديد يتجاوز السلطة الفلسطينية
وللمرة الأولى سيجتمع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وأمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي بيتروشيف ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات، غدا الثلاثاء، لبحث التطورات في سوريا والملف الإيراني.
وسبق لروسيا أن ناقشت ثنائيا مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الأوضاع في سوريا، كما ناقشت روسيا والولايات المتحدة الموضوع ذاته، ولكنها المرة الأولى التي تبحث فيها الأطراف الثلاثة في اجتماع واحد هذا الأمر.
ترى إسرائيل في هذا الأمر أهمية بالغة وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل اجتماع الحكومة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، بالقول: "سأترأس غدا قمة غير مسبوقة ستجمع بين الدولتين العظميين، الولايات المتحدة وروسيا، مع إسرائيل".
وأضاف "سنبحث بطبيعة الحال إيران وسوريا وقضايا أخرى تصعب على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا، ونعلم أنها تحتاج لذلك كثيرا, خاصة في الفترة الراهنة".
وفي اجتماعه اليوم مع أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي بيتروشيف، قال نتنياهو "إن روسيا تدرك الأهمية التي نعلقها على النظام الذي يدعو إلى تدميرنا، ويعمل يوميًا لتحقيق هذا الهدف، وبالتالي لن تسمح إسرائيل لإيران التي تدعو إلى تدميرنا، بالترسيخ على حدودنا ومن الواضح أننا سنبذل قصارى جهدنا لمنعها من الحصول على أسلحة نووية".
بدوره قال المسؤول الروسي: "سيركز الاجتماع على حل الأزمة في سوريا المجاورة لضمان سلامة إسرائيل".
وفيما تكتفي الأطراف بالإشارة إلى أن اللقاء الثلاثي سيبحث الملفين السوري والإيراني، فإن أوساطا إسرائيلية تتحدث عن صفقة محتملة.
ولفت معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب في دراسة، نشرت اليوم الاثنين، إلى أن "اللقاء غير العادي يهدف إلى مناقشة ترتيبات بشأن سوريا".
وقالت الدراسة "يبدو أن القصد من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، على الأقل هو مناقشة تطوير سياسة مشتركة بشأن سوريا وإيران، بالنسبة لسوريا على وجه التحديد، يمكن الافتراض أنهم سيحاولون الترويج لترتيب على أساس المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، على عكس المحادثات التي عقدت في أستانا التي شاركت فيها روسيا وإيران وتركيا وحدها، هنا سيكون الهدف هو دفع الإصلاح السياسي في سوريا من جانبها".
وأضافت: "ستطالب روسيا بالموافقة الأمريكية على الدور الرسمي للرئيس بشار الأسد وترشيحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، وبالنظر إلى الأزمة المتفاقمة بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الخليج، تتوقع الولايات المتحدة أن تدعم روسيا سياستها بشأن القضية الإيرانية، وخاصة لفرض عقوبات تهدف إلى إعادة إيران إلى مفاوضات تهدف إلى تحسين الصفقة النووية وتحقيق اتفاق، إضافة إلى انخفاض في التأثير الإيراني - في سوريا على وجه التحديد، وفي الشرق الأوسط بشكل عام".
ولاحظ المعهد الإسرائيلي التقارب المتزايد بين واشنطن وموسكو مؤخراً من خلال الاتصالات المنتظمة بين كبار المسؤولين من الجانبين، مشيرا إلى أنه من المقرر عقد اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في طوكيو.
ورجحت أن تكون إسرائيل لعبت دورًا حقيقيًا في تعزيز مصلحة روسيا في التواصل الوثيق مع الولايات المتحدة، وأن إسرائيل تتمتع بامتنان روسيا لذلك.
ولكن الدراسة استدركت بأنه "مع ذلك، ما زال الوقت مبكراً لتقييم نجاح هذه العملية، وذلك لأسباب من بينها الضغط المحلي الذي يمارس على كل رئيس لتجنب الإيماءات التي قد تحسن العلاقات".
واستنادا إلى المركز البحثي الإسرائيلي، فإن الرئيس الأمريكي ترامب قد يشعر بمزيد من الحرية في أعقاب نشر تقرير المستشار الخاص مولر على الأقل، عندما يتعلق الأمر بمتابعة الحوار مع روسيا.
وقال: "يبدو أيضًا أن إدارة ترامب مهتمة حاليًا بمحاولة البناء على استعداد روسيا لمناقشة إزالة القوات الإيرانية من سوريا، بالتعاون مع إسرائيل، وحتى التحرك تجاه إيران من أجل تخفيف حدة التوترات في الخليج وتشجيع إيران على الموافقة على مفاوضات جديدة بشأن الصفقة النووية".
وأضاف "يتمثل أحد العوامل المساهمة في اهتمام روسيا بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة في رغبتها في وضع نهاية سريعة للأزمة السورية، وكذلك تحسين العلاقات مع الغرب، وتحديداً أوروبا، فيما يتعلق بمجال ما بعد الاتحاد السوفيتي على أمل إزالة العقوبات التي فرضت عليها بعد الأزمة في أوكرانيا".
ولكنه لفت إلى عقبات بينها "إن روسيا وإيران شريكان في خوض الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد، على الرغم من أن الفجوات في مواقفهما بشأن تشكيل مستقبل سوريا قد ازدادت تدريجيا".
وخلص إلى أنه يبدو أن الاجتماع المقرر عقده بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل سيشكل مرحلة أخرى في تجديد الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا، الذي يتمثل هدفه الأساسي في معالجة المسائل ذات الأهمية الحاسمة لكلا الجانبين في المجالات الدولية".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg جزيرة ام اند امز