مهرجان كان السينمائي يوجه التحية للمخرج الراحل بيير ريسينيت ويتذكر أياديه البيضاء على المهرجان.
وجّه مهرجان كان السينمائي في بداية انطلاق دورته الـ71 التحية للمخرج والمؤرخ بيير ريسينت الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر 81 عاماً.
وعبرت إدارة المهرجان عن حزنها لرحيل المخرج والمؤرخ الكبير، لافتاً إلى أنه لأكثر من خمسين عاماً، كان بيير واحداً من أهم أعضاء مجتمع مهرجان كان، ووضع كل طاقته الإبداعية في مساعدته على عرض الأفلام من البلدان البعيدة، وأنها كانت تنتظره على السجادة الحمراء بمزيج من السعادة، ونفاد الصبر، بما لديه من وجهات نظر قوية وأصلية في السينما وفي مهرجان كان.
وأشار بيان للمهرجان في ليلة الافتتاح أن هناك الكثير ليقال عن أهمية هذا الرجل وراء الكواليس، وأن القلوب والمشاعر اليوم مع زوجته، يونغ هي، وأخته آن ماري وزوجها وأطفالها، وأصدقائه المقربين، وهم أيضاً أصدقاء مقربون لمهرجان كان:مثل برتراند تافيرنييه، زميله 50 عاماً، وجين كامبيون الذي اكتشفه بيير في واحدة من رحلاته الكثيرة إلى أستراليا وكذلك كلينت ايستوود.
بيان التحية استعرض أيضاً أسماء لامعة لها حكايات في حياة الراحل وذكريات مهرجان كان من عينة كلير دينيس، الذي كان يحب عمله الفني كثيراً؛ وكينتين تارنتينو، الذي كان يحب سماعه وهو يروي قصص هوليود التي لم يكن يعرفها ؛ وجيري شاتزبيرغ الذي يقول إنه حزين له مثل الأخ؛ ومارتن سكورسيزي الذي قام بإحضار "ميان ستريتس" إلى مدينة "كان"، وتوم لوددي الذي قدمه على أحد المسارح في مهرجان تيلورايد "ذا بيير" ؛ وكيم دونج الذي شارك في تأسيس مهرجان بوسان عملياً؛ وكذلك تود مكارثي وبينوا جاككوت وباسكال ميريغو الذين قاموا بإنتاج أفلام وثائقية له.
ومن هذه الأسماء أيضاً ميشيل سييمنت الذي كان له مبارزة لفظية لا تنسى مع الراحل، وصامويل بلومنفيلد الذي أرسل ذكرياته إلى الكتاب والأصدقاء الصحفيين الذين كان يجتمع معهم في حفلات العشاء الأسطورية التي كان يديرها قبل كان، بينما كان يتم تسريب الشائعات المجنونة التي خلالها سيخرج الفائزون بالجائزة في المستقبل، بروح من الفكاهة والتشويش.
وفي تحية المهرجان الأقرب للرثاء أشار إلى أنه كان من المفروض أن يعود بيير ريسينت هذه الدورة برفقة المخرج الكوري لي تشانغ دونغ، الذي ساعده كثيراً في التعرف على العالم، كما فعل مع كثيرين آخرين من قبل، كما كان قد أعرب عن سعادته بالترحيب بالفيلم الثاني للمخرج الصيني الشاب بي جان في قسم نظرة ما.
وأشار المهرجان إلى أنه سيعرض أحد أفلام قسم الكلاسيكيات وهو Five and the Skin الذي أخرجه الراحل في عام 1982 والذي سيجد طريقه إلى العرض في نسخة مرممة، في 14 مايو/ أيار، بحضور برتراند تافرنييه، واعتبر المهرجان أن هذا العرض يمثل التحية التي يوجهها المهرجان للراحل بطريقته الخاصة.
وأشار بيان المهرجان إلى أن بيير ريسينت اعتقد أن مقولة مارسيل بروست كانت ملائمة لمهرجان كان تماماً، وهي المقولة التي تقول "إلى أي غرض يجب أن أمشي بين هذه الأشجار إذا لم يتبق شيء الآن من التجمع الذي اعتاد أن يتجمع تحت هذه الزخرفة الرقيقة لأوراق الحمرة".
وأنهى موقعا البيان بأن لديهما رغبة قوية في أن نتبع مثال هؤلاء المغامرين في السينما، من روجر إيبرت إلى دان تالبوت، من جان هيرنانديز إلى بيير ريسينت، وتخليداً لذكرى من استغلوا هذه المتعة في مساعدة الأجيال الشابة، يتعين علينا جميعاً نحن الذين نؤمن بمستقبل السينما أن نضمن ألا يتلاشى دعم المهرجان، من أمثال هؤلاء المبدعين، والمستكشفين، والمسافرين.
وانتهي البيان بتوقيع فريق المهرجان، بيير ليسكيور، ووتيري فيرموكس.