خبراء لـ"العين الإخبارية": تفجير خارجية طرابلس يؤكد فشل السراج أمنيا
باحثون سياسيون في الشأن الليبي يطالبون بضرورة دخول الجيش الوطني للعاصمة طرابلس؛ لضبط الوضع الأمني.
أكد عدد من الخبراء والباحثين السياسيين في الشأن الليبي، أن حادث تفجير مقر وزارة الخارجية الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، يؤكد الفشل الذريع للترتيبات الأمنية التي وضعها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.
وقال الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس تعتمد على مليشيات مسلحة، في ملف الأمن ما ترتب عليه أن أصبح الوضع الأمني هشا للغاية، وأعطى الفرصة للجماعات الإرهابية باستباحة دماء أبناء الشعب الليبي ومقدراته.
وقال الدكتور محمد عامر العباني، أستاذ القانون الدولي والنائب المتنحي بالبرلمان الليبي، إن الأعمال الإرهابية والقتل والعنف في ليبيا سببه الهشاشة الأمنية وغياب سلطة الدولة، خاصة تلك السلطة المرتبطة بالمليشيات وفشلها في تنفيذ المخططات الأمنية.
وأوضح العباني أن الترتيبات الأمنية المستندة على إعادة طلاء آليات المليشيات وتغيير ملابسها، أحد أهم أسباب هشاشة الوضع الأمني أيضا، مشددا بأن الأمن لا يتأتى ولا ينضج إلا مع الاستقرار، والاستقرار يحتاج إلى جيش وطني موحد وفعال، لا إلى مليشيات مسلحة غير شرعية.
وأشارت وسائل إعلام ليبية إلى أن عددا من المقرات الحكومية في العاصمة الليبية تم إخلاؤها، بعد الهجوم مباشرة، بسبب تهديدات أمنية.
وشدد العباني على ضرورة السماح للعسكريين بالالتحاق بجيشهم ودعم الجيش الوطني الليبي، ومطالبة مجلس الأمن والمجتمع الدولي برفع الحظر عن تسليحه.
وتخضع العاصمة الليبية لسيطرة عدد من المليشيات المسلحة، التي تتلقى رواتبها من حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.
وأكد السياسي الليبي أن التفجير في العاصمة الليبية وغيرها من المدن، سيستمر طالما استمر عمل المليشيات والعصابات المسلحة.
فشل أمني ذريع للسراج
وفي الوقت الذي يزعم السراج والمبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، في أكثر من مناسبة، أن الترتيبات الأمنية تسير بشكل جيد، أقر فتحي باشاغا، وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، الثلاثاء، بعدم قدرة حكومته على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، عقب الهجوم الذي استهدف "الخارجية" في طرابلس.
وعلق الباحث السياسي الليبي، جبريل العبيدى، لـ"العين الإخبارية"، على تصريحات الوزير، قائلا، إن "وزير الداخلية الحالي متهم هو الآخر بمجزرة "غرغور"، في طرابلس، التي راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب الليبي".
وأعرب العبيدي عن دهشته "من أن المسؤول عن تحقيق الأمن والأمان هدد في تسجيل مرئي موثق أهالي طرابلس بأن العاصمة لم تشهد الحرب بعد".
طرابلس ليست آمنة
وأكد العبيدي أن الهجوم على مقر الخارجية الليبية اليوم، هو إثبات آخر أن العاصمة طرابلس ليست آمنة في أشد الأماكن حراسة، ومنها مقر الخارجية، الذي سبقه هجوم انتحاري على مقر المؤسسة الوطنية للنفط.
وأشار الباحث السياسي الليبي إلى أن الهجوم تكرر، وأنه بالسهولة التي حدثت اليوم سيجعل من تكراره ممكنا وليس مستبعدا في ظل اعتماد حكومة السراج، ومعها غسان سلامة، على المليشيات كرادف أساسي لتأمين العاصمة.
وأدى دعم حكومة الوفاق للمليشيات في العاصمة طرابلس إلى تدهور الأوضاع الأمنية والخدمات الأساسية ونقص السيولة والغلاء الفاحش في الأسعار والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي وضعف شبكة الاتصالات.
وقال العبيدي: "لا يمكن للص حراسة المال، وهذا يؤكد أن ما يجريه السراج من إصلاحات وترتيبات أمنية ويصفق له سلامة ما هو إلا جراحات تجميلية لجراح فاشل".
وأضاف الباحث الليبي أنه لا مخرج لليبيا إلا باستكمال الجيش الليبي تحرير باقي مدن ليبيا من الإرهاب، وطرابلس هي إحداها، وغير ذلك هو إهدار للوقت في التفاوض مع جماعات إرهابية لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا جغرافيا الوطن، وتبيح دماء ورقاب أبنائه.
تركيا وقطر
من جانبه، قال الخبير في الشؤون السياسية الليبية، عثمان بركة، لـ"العين الإخبارية"، إن ضحايا التفجير الإرهابي بمقر الخارجية الليبية، لن يكونوا آخر الضحايا ولن تنتهي سلسلة الدماء مادام المجتمع الدولي يغض الطرف عما يحدث في ليبيا.
وأوضح بركة أن كل ما يحدث من جرائم حرب، وراءها تركيا وقطر، وأن الدم الليبي يسفك بمباركة تنظيم الإخوان الإرهابي، وعناصر "الجماعة المقاتلة" الإرهابيين.
وكانت مصادر مطلعة، أكدت في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية، أن الهجوم الإرهابي نفذه 4 مسلحين؛ حيث فجّر اثنان من الإرهابيين نفسيهما، فيما قتل الثالث في تبادل لإطلاق النار مع حراس المبنى.
مليشيات طرابلس
بدوره، قال الباحث السياسي الليبي العربي الورفلي: إن العاصمة طرابلس تئنّ تحت وقع تهديد عمليات إرهابية باستمرار، ويرجع هذا لهزيمة الإرهاب في بنغازي ونزوح عدد كبير من "مجلس شوري ثوار بنغازي" الإرهابي إلى طرابلس، هربا من الجيش الليبي.
وأضاف الورفلي، لـ"العين الإخبارية"، أن تصريحات وزير الخارجية الليبي تؤكد أن التفجير يحمل بصمات تنظيم "داعش" الإرهابي، لافتاً إلى أن التنظيم الإرهابي سبق واستهداف مؤسسات سيادية مثل المؤسسة الوطنية للنفط، والمفوضية العليا للانتخابات، وليس مستغرباً أن ينفذ هذا التفجير.
وكانت مؤسسات دولية وعربية أدانت الهجوم الإرهابي الذي طال مقر وزارة الخارجية التابعة لحكومة الوفاق الليبية في العاصمة طرابلس، مؤكدة أن الإرهاب لن ينال من القرار الليبي.
وأكدت مصر أهمية حشد الدعم الدولي للجهود الأممية في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، خاصة في تنفيذ الترتيبات الأمنية الخاصة بالعاصمة الليبية طرابلس.
كما أعربت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا عن استنكارها وإدانتها للهجوم الإرهابي.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن هناك من يسعى لعرقلة الجهود المبذولة لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا وإطالة أمد الأزمة.