هدوء نسبي في طرابلس رغم التحشيد.. والدبيبة يعلن الطوارئ
ساد الهدوء النسبي، العاصمة الليبية طرابلس، بعد يوم من اشتباكات دامية خلفت جرحى وقتلى، بالإضافة إلى أضرار مادية لحقت بممتلكات المدنيين.
وقالت مصادر ليبية لـ"العين الإخبارية"، إن هناك اتفاقًا مبدئيًا على وقف إطلاق النار بين المليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس، إلا أنها أكدت أن هناك تحشيدات من الطرفين تجرى حاليًا، رغم الاتفاق المزعوم.
ووجه رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، -الذي أنهى للتو زيارة لإيطاليا- بعقد جلسة مساءلة اليوم السبت، برئاسته بمقر ديوان مجلس الوزراء، للأحداث التي وقعت في منطقة صلاح الدين، جنوبي العاصمة طرابلس.
جلسة المساءلة التي سيعقدها الدبيبة اليوم، سيحرضها وزير الداخلية ورئيس الأركان العامة، وآمري ما يعرف بـ"المناطق العسكرية" لطرابلس والغربية، والوسطى، والساحل الغربي، وكذلك المدعي العام العسكري.
وكان المجلس الرئاسي الليبي (القائد الأعلى للجيش الليبي)، أعلن في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، عدة قرارات لـ"وضع الأمور في نصابها الصحيح".
وطالب "الرئاسي الليبي"، القوات التي اشتبكت أو في حالة اشتباك حاليًا فيما بينها، التوقف الفوري والعودة إلى مقراتها وثكناتها دون أي تأخير ومهما كانت الأسباب.
كما طالب رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، باتخاذ الإجراءات الفورية حيال آمري تلك القوات التي حدث بينها الاشتباك، وممارسة ما يخوله له القانون من صلاحيات تحقق السيطرة على الموقف، على أن يتم إبلاغ المجلس الرئاسي بأي إجراء يتخذ.
تحقيق عاجل
وأمر المجلس الرئاسي، المدعي العام العسكري بمباشرة التحقيق الفوري مع آمري تلك القوات، بما في ذلك المتسببين في الاشتباكات، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وفقًا للقوانين المعمول بها.
وأكد القائد الأعلى للجيش الليبي، على كافة الوحدات العسكرية والأمنية ضرورة الانضباط والتقيد بما يصدر من تعليمات وبلاغات حظر التحرك إلا بإذن مسبق وفقًا للسياق المعمول به.
وأشار إلى أنه لن يسمح بتكرار مثل هذه الأحداث وأن أي تصرف بالمخالفة لهذه البلاغات يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونًا نظرًا لما تمثله من خطورة أمنية لها تداعياتها على أمن وسلامة المواطن والدولة.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، وإطلاق النار العشوائي في منطقة صلاح الدين، المكتظة بالسكان في طرابلس.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى الوقف الفوري لـ"الأعمال العدائية"، مناشدة جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مذكرة جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية.
كما دعت السلطات الجميع إلى تحمل مسؤولياتها في ضمان حماية المدنيين وفي ممارسة السيطرة على الوحدات التابعة لها وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 2570.
واندلعت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة، ولا تزال مستمرة، بين مليشيا دعم الاستقرار ومليشيات 444، في العاصمة الليبية طرابلس.
وكشفت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات 444، التي قالت إنها صدت هجوماً فجر اليوم على معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين، أسرت عناصر من مليشيا دعم الاستقرار، التي كانت تحاول الهجوم على المعسكر.
وأكدت المصادر نزوح بعض العائلات إثر سقوط قذائف واشتعال النار بداخل إحدى الشقق في عمارة بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة صلاح الدين، بينما لا تزال عمليات التحشيد العسكري مستمرة.