"المعركة الحاسمة".. الجيش الليبي يتقدم بالعاصمة والمليشيات تتراجع
القوات المسلحة الليبية عثرت على مخزن أسلحة تركية الصنع وصادرت عددا من الآليات والذخائر أثناء تقدمها في العاصمة طرابلس.
أكدت مصادر عسكرية ليبية، الجمعة، سيطرة الوحدات القتالية على منطقة التوغار غربي العاصمة طرابلس، مع استمرار التقدم باتجاه منطقة الكريمية.
- حفتر يعطي إشارة بدء المعركة الحاسمة لتحرير طرابلس
- حفتر: نستطيع تحرير طرابلس خلال 48 ساعة لكن نخشى دمارها
وأشارت المصادر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى استرداد القوات المسلحة لآلية مسلحة وذخائر وصواريخ وأسلحة تركها عناصر المليشيات وراءهم في معارك منطقتي الساعدية والتوغار.
وأوضحت أن منطقة الكريمية تشهد اشتباكات عنيفة مع مليشيات حكومة السراج، كما تمكنت القوات من السيطرة على عدة مواقع أمنية لمجموعات مسلحة تابعة لوزارة داخلية السراج.
وكشف المصدر عن رصد انسحاب المسلحين داخل العاصمة طرابلس من أمام مقر رئاسة حكومة السراج بمنطقة طريق السكة، إلى مناطق غير معلومة.
وأكدت الكتيبة 192 مشاة أجدابيا، أن القوات المسلحة الليبية عثرت على مخزن أسلحة تركية الصنع وصادرت عددا من الآليات والذخائر أثناء تقدمها في العاصمة طرابلس.
استجابة لإرادة الليبيين
قال العميد خليفة مراجع المغربي، إن أوامر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر بإعلان ساعة الصفر لتطهير العاصمة طرابلس من المجموعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية تأتي تنفيذا لإرادة أهالي العاصمة طرابلس.
وأوضح المغربي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن أهالي طرابلس ذاقوا الأمرين من المجموعات المسلحة وبطشها من ذل وإهانة.
وتابع: أن الـ8 أشهر الماضية من معركة "طوفان الكرامة" التي انطلقت 4 إبريل/نيسان الماضي كانت حرب استنزاف لهذه المليشيات على تخوم العاصمة طرابلس، حفاظا على أرواح المدنيين والممتلكات العامة بالعاصمة طرابلس.
وأشار إلى أن تحرك الجيش إلى عمق العاصمة جاء بعد القضاء على القوة القتالية لهذه المليشيات التي تتلقى الدعم من الدولة الراعية للإرهاب مثل تركيا بكل أنواع الأسلحة والعتاد العسكري من مدرعات وذخائر وطائرات مسيرة وشراء الذمم والمرتزقة.
وأضاف، أن "طوفان الكرامة" لن تبقي على هذه المليشيات، وأن مشروع القوات المسلحة العربية الليبية الذي ستؤكده الأيام القادمة هو مشروع وطني أصيل للحفاظ على ما تبقى من الوطن الليبي الذي ذاق الويلات من هذه المليشيات.
ردًا على التهديدات التركية
من جانبه، قال المحلل العسكري الليبي العقيد سعد بشير، إن القوات المسلحة أطلقت أكبر عملية عسكرية في تاريخ البلاد المعاصر.
وتابع العسكري السابق بالجيش الليبي، أن انطلاق العملية العسكرية لدخول قلب طرابلس في هذا التوقيت يأتي ردًا على التهديدات التركية بالتدخل العسكري في البلاد التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأضاف العميد السابق أن الغرض من هذه العملية العسكرية أولا استعادة السيادة الليبية الضائعة في زمن سيطرة المليشيات والإرهابيين المتمثلة في حكومة الوفاق -غير الدستورية- والتي وقعت المعاهدات وأدخلت ليبيا في نزاعات مع دول البحر المتوسط إرضاء لما وصفه بـ"جشع" أردوغان.
وأشار إلى أن العملية ستنهي عصر الفوضى الخلاقة التي أدخلت البلاد في نفق مظلم تسبب في ركود اقتصادي وفراغ سياسي جعل ثروات البلاد في أيادٍ غير مسؤولة.
وأنهى العقيد، أن ليبيا الجديدة بعد هزيمة الإرهابيين ستكون عزيزة لها مكانتها في وسطها القاري والإقليمي عونًا لجيرانها يعيش فيها المواطن حرا شريفا في ظل قوات عسكرية تحمي سماءه وحدوده وقوات أمنية تسهر على أمنه وراحته.
دعوة للسفراء
طالبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المؤقتة كافة السفارات والقنصليات والبعثات والمندوبات الليبية بالخارج لإعلان انشقاقها عن حكومة فايز السراج غير الشرعية التي تدعم الإرهابيين.
وناشدت خارجية الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب الشرعي في بيان بها الدبلوماسيين الليبيين في الخارج الانحياز إلى الشرعية وإلى الحكومة الليبية المؤقتة وإلى القوات المسلحة.
وأكدت أن القوات المسلحة تسطر ملاحم البطولة والتضحية بالعاصمة طرابلس لتحريرها من الإرهاب والمليشيات نحو استعادة الدولة، آمنة مستقرة، ليبيا الجديدة دولة القانون والمؤسسات.
وأشارت إلى أن الجيش الليبي في هذه اللحظات التاريخية يزحف نحو قلب العاصمة طرابلس لنهاية الفوضى واستعادة الكرامة وتخليص ليبيا من المليشيات الإجرامية والعصابات الإرهابية إلى غير رجعة.
واختتمت قائله "لا حياد في معركة الوطن ومحاربة الإرهاب ونهاية المليشيات فإما الدولة المدنية الديمقراطية وإما الفوضى والمليشيات والإرهاب".
ومساء أمس الخميس، أعلن القائد العام للقوات المُسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر، بدء الهجوم نحو قلب العاصمة طرابلس، لتحريرها من المليشيات الإرهابية المسلحة.
ووجه المشير خليفة حفتر، في كلمة متلفزة، بتحرك أفراد الوحدات العسكرية بالجيش الوطني الليبي في محاور العاصمة، لتحرير طرابلس.
وأشار إلى أن "هذه الساعة ينتظرها كل ليبي حر شريف ويترقبها أهالي طرابلس، منذ أن غزاها واستوطن فيها الإرهابيون، وأصبحت وكرا للمجرمين يستضعفون فيها الأهالي بقوة السلاح، ومنذ صارت مؤسسات الدولة فيها أداتهم لنهب ثروات الليبيين".
وتابع القائد العام للجيش الليبي أنه "ومنذ تنصيب العملاء من الخونة الجبناء الخانعين لينفذوا أوامر أسيادهم ويبيعوا الوطن ويتنازلوا عن السيادة والشرف وهم أذلاء صاغرون".