اليوم الـ41.. نسمات الهدنة تلامس غزة ومداهمات «الشفاء» مستمرة
صباح جديد يطل على غزة؛ يكمل 41 يوما من الحرب والقصف، لكنه يلامس رياحا تحمل "هدنة إنسانية" محتملة، مع اقتحامين لأكبر مجمع طبي بالقطاع.
ومع نسمات الصباح، ظهرت بوادر اتفاق تبادل أسرى في الأفق بين إسرائيل وحركة حماس، لكن "الاتفاقات العريضة" على مضمون الهدنة، تنتظر الكلمة الأخيرة من تل أبيب.
هذا ما كشفت عنه صحيفة "واشنطن" بوست" الأمريكية، مشيرة إلى أن حماس توافق على اتفاق مبدئي لإطلاق سراح عشرات الرهائن بانتظار موافقة إسرائيل.
الصحيفة الأمريكية قالت إن حماس "تريد وقف القتال لعدة أيام، وزيادة المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح عدد غير معروف من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 امرأة وطفل محتجزين في غزة"، منذ الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من الشهر الماضي.
وأسفر ذلك الهجوم الذي استهدف بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، عن مقتل نحو 12٠٠ شخص، وأسر 245 آخرين، أفرجت حماس عن أربعة نساء فيما أعلنت تل أبيب تحرير أخرى.
ونقلت "واشنطن بوست"، عن مصدر عربي مطلع على المفاوضات، قوله إن حماس "وافقت من حيث المبدأ"، "فيما تدرس إسرائيل في الوقت الحالي، اقتراحا لإطلاق سراح ما لا يقل عن 50 امرأة وطفلا من بين نحو 240 رهينة أجنبيا وإسرائيليا تحتجزهم الحركة في غزة".
وفي مقابل إطلاق سراح الرهائن، توافق إسرائيل على وقف القتال لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، والإفراج عن عدد غير محدد من النساء والأطفال الأسرى في السجون الإسرائيلية.
اتفاقٌ تشير المصادر إلى أنه قد يكون قريبا، حيث أمضى المسؤولون الأمريكيون والأطراف المهتمة الأخرى معظم يوم الأربعاء في انتظار كلمة من إسرائيل، وسط استمرار المناقشات الداخلية.
غارات وقصف مدفعي
ميدانيا، نقلت وكالة رويترز عن الجيش الإسرائيلي، إنه نفذ ضربة جوية على منزل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية.
ويقول الجيش الإسرائيلي، إن منزل هنية في غزة يٌستخدم لتوجيه هجمات ضد الإسرائيليين، منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين شنت حماس هجوما مزدوجا بالصواريخ والقوات البرية على مستوطنات وبلدات قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، ألقت طائرات الجيش الإسرائيلي قنابل دخانية على مناطق في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
فيما نفذت المدفعية الإسرائيلية قصفا استهدف منازل في حي الزيتون غرب مدينة غزة، ومنزلا في حي الصبرة جنوبي القطاع.
وفي الساعات الأولى لليوم، اقتحم الجيش الإسرائيلي، أقسام مجمع الشفاء الطبي بغزة، للمرة الثانية، في إطار عمليته المستمرة بالقطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفق تقارير محلية فإن "قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحمت جميع أقسام مستشفى الشفاء في قطاع غزة واعتقلت عددًا من العاملين به".
وكان الجيش الإسرائيلي نشر فجر الخميس، جرافات في المدخل الجنوبي مستشفى الشفاء بعدما نفّذ، الأربعاء، عملية عسكرية في جزء من هذا المجمّع الطبّي.
تناقض هرتسوغ وبايدن
بالتزامن مع القصف والغارات، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مقابلة مع فايننشال تايمز نشرت صباح الخميس، إن بلاده لا يمكنها ترك فراغ في غزة، وأنه سيتعين عليها الحفاظ على “قوة قوية للغاية” في الجيب الساحلي في المستقبل القريب لمنع عودة حماس.
وفي هذا الصدد، لفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تناقش العديد من الأفكار حول كيفية إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتساءل: "إذا انسحبنا فمن سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغا. علينا أن نفكر فيما ستكون عليه الآلية".
وأضاف "هناك العديد من الأفكار المطروحة، ولكن لا أحد يرغب في تحويل هذا المكان (غزة) إلى قاعدة إرهابية مرة أخرى”.
بيد أن هذه التصريحات تتناقض بشكل كبير مع موقف الإدارة الأمريكية، إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، للإسرائيليين «سيكون من الخطأ احتلال غزة»، مشددا على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع.
وتابع بايدن، في تصريحات صحفية: "لا أعرف إلى متى سيستمر الصراع في غزة، لكن العملية الإسرائيلية ستتوقف عندما لا تعود حماس قادرة على القيام بأشياء مروعة للإسرائيليين".
مضيفا "أوضحت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه سيكون من الخطأ احتلال غزة".
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg
جزيرة ام اند امز