شيء واحد يندم عليه جاستن ترودو بعد الاستقالة.. تعرف عليه
طوى جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، أوراقه، ويختفي شيئا فشيئا خلف ستار "الخارجين من السلطة"، مفسحا المجال أمام ترتيبات جديدة بحزبه.
لكن شيئا واحدا يبدو أن الرجل الذي يسيطر على الحكم في كندا منذ 9 سنوات، نادم عليه بشدة، إلى حد ذكره في خطاب التنحي بشكل واضح وجلي.
ترودو يستسلم للضغوط.. هذه الأسباب قادت رئيس وزراء كندا للرحيل
إذ قال ترودو إنه "نادم" على شيء واحد، وهو الفشل في إصلاح العملية الانتخابية في كندا، قبل الانتخابات العامة المتوقعة هذا الخريف.
وأضاف الزعيم المنتهية ولايته: "إذا كان لديّ ندم واحد، لا سيما ونحن نقترب من هذه الانتخابات".
وتابع قائلا إنه: "حسنًا، ربما هناك الكثير من الندم الذي سأفكر فيه، ولكنني أتمنى لو كنا قادرين على تغيير الطريقة التي ننتخب بها حكوماتنا في هذا البلد حتى يتمكن الناس ببساطة من اختيار خيار ثانٍ أو خيار ثالث في نفس بطاقة الاقتراع"، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وأمس الإثنين، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، استقالته، قائلاً إنه يعتزم التنحي عن المنصب الأعلى وعن زعامة الحزب الليبرالي الحاكم في كندا بمجرد اختيار زعيم جديد للحزب.
وقال الزعيم البالغ من العمر 53 عامًا للصحفيين في مؤتمر صحفي في أوتاوا: ”أعتزم الاستقالة من منصب زعيم الحزب، كرئيس للوزراء، بعد أن يختار الحزب زعيمه الجديد“.
وتابع "سيتم تعليق البرلمان الكندي حتى 24 مارس/آذار المقبل بينما يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي" الحاكم.
كيف وصل ترودو إلى هذه النهاية؟
كان ترودو، زعيم الحزب الليبرالي لمدة 11 عامًا ورئيس الوزراء لمدة 9 سنوات، يواجه مجموعة متصاعدة من الأزمات، بدءًا من تهديدات دونالد ترامب بالرسوم الجمركية إلى استقالة حلفائه الرئيسيين واستطلاعات الرأي الكارثية.
ويمكن أن يُنظر إلى استقالته على أنه اختار القفز قبل أن يتم دفعه خارج الحزب، قبل الانتخابات العامة التي ستُجرى في وقت لاحق من هذا العام والتي من المتوقع على نطاق واسع أن يخسرها، على حد قول "سي إن إن".
وصل ترودو بالليبراليين إلى السلطة في عام 2015، واعدًا بـ”طرق مشمسة“ لكندا. وقد دافع عن قضايا تقدمية مثل مكافحة التغير المناخي ومعالجة الانتهاكات التاريخية ضد السكان الأصليين، لكن السنوات الأخيرة من رئاسته للوزراء اتسمت بتزايد السخط الاقتصادي.
وجسدت مواجهة انتشرت على نطاق واسع مع أحد عمال الصلب، الذي انتقد ترودو لعدم معالجته ارتفاع تكاليف المعيشة، حالة الاستياء المتزايدة بين الكنديين.
وعلق العامل قائلاً: ”أنت لا تفعل أي شيء من أجلنا يا جاستن“، مسلطًا الضوء على شعور كان له صدى واسع النطاق.
كما اهتزت حكومة ترودو العام الماضي، بسبب الاستقالة المفاجئة لنائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية كريستيا فريلاند، قبل ساعات فقط من الموعد المقرر لتقديم تحديثها المالي السنوي.
وفي رسالة استقالة لاذعة، انتقدت فريلاند، ”الحيل السياسية“ التي قام بها ترودو، في إشارة على الأرجح إلى عطلة ضريبة المبيعات لمدة شهرين وخصومات بقيمة 250 دولارا كنديا (175 دولارًا أمريكيا) لمعظم العمال.
فريلاند أوضحت أن كندا لا يمكنها ”تحمل“ هذه السياسات، التي يُنظر إليها على أنها صدقة قبل الانتخابات لاسترداد بعض الناخبين، وتأتي في الوقت الذي تواجه فيه البلاد احتمالًا خطيرًا بفرض رسوم جمركية ضخمة.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، المقرر أن يعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، قال في وقت سابق، إنه سيوقع أمرًا تنفيذيًا يفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا.
كما لجأ ترامب أيضًا إلى التقليل من شأن ترودو ودولة كندا على وسائل التواصل الاجتماعي.