كندا وغرينلاند وقناة بنما.. خطة ترامب لبناء إمبراطورية أمريكية جديدة
أثار الرئيس دونالد ترامب الجدل بعد اقتراحاته بضم كندا كولاية أمريكية رقم 51، وشراء جزيرة غرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما.
وصف أحد خبراء التاريخ الأمريكي، في مقابلة مع مجلة نيوزويك، سياسات ترامب بأنها "عودة إلى القرن التاسع عشر"، حين توسعت الولايات المتحدة غربا في أمريكا الشمالية واحتلت كوبا والفلبين، فيما رأى أكاديمي متخصص في التاريخ العسكري الأمريكي أن ترامب يسعى إلى استعادة "شكل أقدم من عرض القوة" الذي "يستحضر أيام الرئيس ثيودور روزفلت الدموية".
ففي 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي دعا ترامب بشكل صريح كندا إلى الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي، وكتب في منشور على تروث سوشيال "لا أحد يمكنه الإجابة عن سبب دعمنا لكندا بمبلغ يزيد على 100 مليون دولار سنويا، هذا غير منطقي! الكثير من الكنديين يرغبون في أن تصبح كندا الولاية رقم 51، سيوفرون مبالغ ضخمة على الضرائب والحماية العسكرية، أعتقد أنها فكرة رائعة.. الولاية 51!".
لكن فكرة ترامب لم تلق دعما من أي حزب سياسي رئيسي في كندا أو سياسي بارز، وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة ليغر بين 6 و9 ديسمبر/كانون الأول الماضي أن 13% فقط من الكنديين يؤيدون هذه الخطوة، بينما يعارضها 82% بشدة.
وكرر ترامب أيضا اقتراحه الذي أعلن عنه في ولايته الأولى بأن تشتري الولايات المتحدة جزيرة غرينلاند، وهي منطقة ذاتية الحكم تابعة للدنمارك تمتد على مساحة تزيد على 835,000 ميل مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 60,000 نسمة فقط. وكتب ترامب في منشور على تروث سوشيال بتاريخ 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة بأن ملكية جزيرة غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة".
لكن السلطات الدنماركية أكدت سابقا أنها لا تهتم ببيع غرينلاند، وفي عام 2019 ألغى ترامب زيارة مخططة إلى الدنمارك بعد أن وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن اقتراحه السابق بشراء غرينلاند بأنه "سخيف".
وفي 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أشار ترامب إلى أنه قد يطالب باستعادة قناة بنما إلى السيادة الأمريكية.
وجرى تمويل القناة وإنشاؤها من قبل الولايات المتحدة، لكنها أُعيدت إلى بنما عام 1999 بموجب اتفاقية وقعها الرئيس الأسبق جيمي كارتر عام 1978.
وكتب ترامب في منشور على تروث سوشيال "الرسوم التي تفرضها بنما مبالغ فيها، خصوصا بالنظر إلى السخاء الاستثنائي الذي قدمته الولايات المتحدة لبنما، إذا لم يتم احترام المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذا الإجراء الكريم فسوف نطالب باستعادة قناة بنما بالكامل ودون مناقشة".
ويشبه البروفيسور شون آدامز من جامعة فلوريدا، خبير في التاريخ العسكري الأمريكي، مقترحات ترامب بالإمبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر.
وقال إن "خطة شراء غرينلاند تعيدنا إلى القرن التاسع عشر، حيث كان العديد من السياسيين الأمريكيين -خاصة الديمقراطيين- عدوانيين جدا فيما يتعلق بالتوسع الإقليمي".
وأضاف آدامز "من أربعينيات إلى ستينيات القرن التاسع عشر شهدنا استحواذ الولايات المتحدة على مساحات شاسعة من المكسيك، وألاسكا الروسية، ومحاولات فاشلة لضم سانتو دومينغو (جمهورية الدومينيكان حاليا) وشراء غرينلاند وأيسلندا من الدنمارك".
وأشار الأكاديمي دانيال إميروار، المتخصص في الإمبريالية الأمريكية وأستاذ في جامعة نورث وسترن، إلى أن خطط ترامب تعكس "رؤية أقدم للقوة"، تسعى إلى تحقيق الأمن من خلال توسيع المساحة الجغرافية بدلا من التحالفات والتجارة، لكنه أشار أيضا إلى أن "عصرنا الحالي ليس بعيدا عن الإمبريالية، بالنظر إلى القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة عالميا التي تشبه نوعا من الإمبراطوريات".
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjI1NCA=
جزيرة ام اند امز