ترافليس.. قطة تلهم الأطفال وتدفعهم لقبول أنفسهم
منذ ما يقرب من 4 أعوام، أنقذت دانييل كرول قطة مشردة من غابة بولاية بنسلفانيا، أطلقت عليها اسم ترافليس، وقررت الاستعانة بها لتغيير حياة مئات الأشخاص بتسخير القط لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل في العين ليشعروا بثقة أكبر بشأن ارتداء النظارات.
ومن ألوان البنفسجي المتلألأة إلى الأخضر المفضل، تشتهر الآن ترافليس بنظاراتها الفاتنة التي تعمل بها جنباً إلى جنب مع مالكتها طبيبة العيون.
تدير كرول عيادتها الخاصة في مدينة ميكانيكسبورج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وينصب تركيزها الأساسي على الرضع والأطفال في المدرسة الابتدائية، المهنة التي تساعدها فيها قطتها ترافليس.
عندما يعاني الأطفال من مشاكل خطيرة في العين يجبر العديد منهم على إجراء عمليات جراحية وتناول أدوية وعلاجات، وغالباً ما يشعرون بالرعب من أي شيء يقترب من أعينهم، هنا يأتي دور القطة ترافليس، لإنقاذ الموقف.
وتقول كرول لشبكة "سي إن إن" الأمريكية عن القطة: "إنها ساحرة للغاية مع الأطفال الصغار، يستغرق الأمر مني نصف ساعة على الأقل لمحاولة التعرف عليهم حتى يدركون أنني لست شيئاً يُخشى منه، ثم تخرج ترافليس من الخلف وكأنها تعرف بالضبط متى أحتاج إلى مساعدتها".
تقفز ترافليس بجانب الطفل وتميل رأسها لأعلى حتى تتمكن كرول من إلباسها النظارات، فتتغير الحالة المزاجية للأطفال على الفور، إذ تتحول الدموع إلى ابتسامات، وفجأة لا تبدو النظارات مخيفة مطلقاً.
وبمجرد رؤية الأطفال لترافليس وهي مرتدية النظارات، يتوقفون عن البكاء على الفور ويبدأ الضحك الذي ينتهي بوضع الطفل لنظارته الخاصة بنفسه.
ارتداء النظارات هو أحد الأشياء المفضلة للقطة ترافليس، فغالباً ما تنام وهي ترتديها وترفض السماح لمالكتها بخلعها.
ووفقاً لكرول، تختار ترافليس واحداً مما يقرب من 20 زوجاً من النظارات الفريدة والملونة الخاصة بها وتتجول بها بسعادة.
تلعب ترافليس دوراً كبيراً وحقيقياً مساعداً لمالكتها أخصائية البصريات، فهي تمثل كل شيء للأطفال والآباء الذين أثرت في حياتهم.
إحدى هؤلاء الأطفال هي جويلا ميجليوري، وهي طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام ولدت بـ3 تشوهات وراثية، بما في ذلك ضمور القزحية، أدى إلى خضوعها لـ 15 عملية جراحية قبل أن تبلغ من العمر 6 أشهر.
وعندما كانت ميجليوري تبلغ من العمر عاماً واحداً، زارت عيادة كرول والتقت بترافليس، التي أصبحت واحدة من أفضل أصدقائها وأكبر مؤيديها بعد تمكن القطة الفريدة من مساعدتها على تقبل ارتداء النظارات وعدم الخوف منها.