وزير خارجية سوريا يكشف لـ«العين الإخبارية» مطالب الأسد للقاء أردوغان
ملفات عدة في جعبة الدبلوماسية السورية، يحملها على عاتقه وزير الخارجية فيصل المقداد في ظل أزمات تتفاقم بالمنطقة والعالم.
يتصدر قائمة هذه الملفات، مستقبل العلاقات السورية- التركية، وحقيقة وساطة دول بالمنطقة لـ «حلحلة» الملفات العالقة، وباقي إجراءات استكمال دمشق عودتها إلى الحاضنة العربية، بالإضافة إلى التطورات التي تشهدها الحرب في غزة.
وقال وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد في تصريحات لــ"العين الإخبارية"، إنه يجب على الدول العربية، تحمل مسؤولياتها بالدفع بعدم توسع الحرب الإسرائيلية، سواء على الأراضي الفلسطينية، أو خارجها، لافتا إلى أن هذا الأمر بدا واضحاً خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، لمواجهة التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية، واللبنانية والسورية.
- محمد بن زايد يبحث مع بشار الأسد العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة (صور)
- أردوغان: لقائي مع بشار الأسد ليس مستحيلا
الانسحاب من الشمال السوري
المقداد أوضح أن الرئيس السوري بشار الأسد حدد مطالبات رئيسية، لابد من توافرها قبل الحديث عن عودة العلاقات السورية- التركية، يتصدرها انسحاب أنقرة بشكل واضح من الشمال السوري.
مشددا على أنه بعد هذه الخطوة، يمكن أن يتفق البلدان على جدول أعمال، يتناول مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك. مستطردا" أنقرة يهمها القضاء على الإرهاب، وعودة اللاجئين السوريين، ونحن نضيف عليهما الانسحاب من الأراضي السورية، والقضاء على التنظيمات المسلحة".
وساطة دول الجوار
وفي موقف حمل رسائل، وإشارات عدة، غادر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اجتماع وزراء الخارجية العرب، الثلاثاء الماضي، قبل كلمة نظيره التركي هاكان فيدان، ما عده سياسيون عرب "إشارة للجانب التركي بأنه لم يتم الوفاء بعد بشروط دمشق للتطبيع الكامل، وأهمها انسحاب تركيا من الأراضي السورية".
فيما قلل آخرون من تأثير مغادرة وزير الخارجية السوري قاعة الاجتماع، على مسار تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أن الخطوة "مجرد تسجيل موقف سياسي فقط، ولن يكون لها تأثير على عملية التفاوض مع تركيا".
وكشف المقداد في تصريحاته الخاصة، عن وجود جهود ثلاثية تبذل من روسيا، وإيران، والعراق، للجمع بين الرئيس السوري، ونظيره التركي، غير أن الوسطاء حملوا رسالة بضرورة الانسحاب من الشمال السوري، قبل الحديث عن الجلوس على طاولة واحدة.
في الأثناء، وضمن حشد الدعم للقضية الفلسطينية، فضل المشاركون في أعمال الدورة الـ 162 لمجلس جامعة الدول العربية، إرجاء مختلف القرارات السياسية المتعلقة بأوضاع المنطقة. وخلال الاجتماع الذي انعقد بحضور تركي أوروبي، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، أن «وزراء الخارجية العرب قرروا في اجتماعهم التشاوري تأجيل جميع المسائل السياسية الخاصة بعمليات الجامعة العربية، استثنائياً لمرة واحدة حتى مارس/آذار المقبل، لإعطاء فرصة للتركيز على نقاش مكثف بشأن فلسطين».
تنسيق إماراتي - سوري
وحول التنسيق السوري الإماراتي، والذي بدا واضحا في الاجتماع العربي الأخير، أوضح المقداد أن العلاقات بين البلدين تتطور بصورة مستمرة، ودلل على ذلك، بالتنسيق الأخير بين الوفدين السوري، والإماراتي على هامش الوزاري العربي الأخير، لبحث القرارات المطروحة على المجلس، والتي شهدت توافق وجهات نظر البلدين في الملفات كافة.
وشدد على ارتباط دمشق بعلاقات جيدة مع معظم الدول العربية، معربا عن تفاؤله بأن تكون العلاقات السورية العربية في أحسن أحوالها.
خطورة توسع الحرب
وحول الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية، أوضح المقداد أن الاجتماعات التي تشارك فيها سوريا، تشدد دوما على الحاجة نحو توحيد المواقف لمواجهة التحديات، والتهديدات، خاصة بعد الكشف عن النوايا الغربية، والأمريكية، والإسرائيلية، نحو المنطقة- بحسب وصفه.