ترامب يطلق حزمة دعم زراعي بقيمة 12 مليار دولار لاحتواء تداعيات حرب التجارة
يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق حزمة مساعدات زراعية بقيمة 12 مليار دولار، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض.
الخطوة تمثل دفعة قوية للمزارعين الذين واجهوا صعوبات في تسويق محاصيلهم، خاصة في ظل تضررهم من ارتفاع التكاليف بعد أن فرض ترامب رسوما جمركية مرتفعة على الصين ضمن حرب تجارية أوسع نطاقا.
وبحسب المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحين الإعلان الرسمي، من المقرر أن يكشف ترامب عن تفاصيل الخطة بعد ظهر الإثنين، خلال اجتماع مائدة مستديرة في البيت الأبيض، بحضور وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزيرة الزراعة بروك رولينز، إلى جانب عدد من المشرعين ومزارعين يزرعون الذرة والقطن والذرة الرفيعة وفول الصويا والأرز، فضلا عن مربي الماشية ومنتجي القمح والبطاطس.
وقدم المزارعون دعما سياسيا لترامب، إلا أن سياساته التجارية الهجومية وتغير معدلات الرسوم الجمركية بصورة متكررة باتت موضع تدقيق متزايد، بسبب تأثيرها المباشر على القطاع الزراعي، وكذلك بسبب المخاوف الأوسع لدى المستهلكين بشأن ارتفاع الأسعار.
وتعد هذه المساعدات أحدث مساعي الإدارة للدفاع عن الأداء الاقتصادي لحكومة ترامب والاستجابة لقلق الناخبين حيال ارتفاع تكاليف المعيشة، وذلك على الرغم من أن الرئيس رفض مرارًا المخاوف المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف، ووصفها بأنها «خدعة» من قبل الديمقراطيين.
وتم تخصيص أكثر من 11 مليار دولار لبرنامج «جسر مساعدة المزارعين» التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، والذي يقول البيت الأبيض إنه سيقدم مدفوعات لمرة واحدة للمزارعين مقابل محاصيل الصفوف.
وكانت محاصيل فول الصويا والذرة الرفيعة الأكثر تضررا من النزاع التجاري مع الصين، نظرا إلى أن أكثر من نصف إنتاج هذه المحاصيل يُصدَّر سنويًا، ويذهب معظم الحصاد إلى السوق الصينية.
ويؤكد البيت الأبيض أن هذه المساعدات تهدف إلى دعم المزارعين الذين تضرروا من الحروب التجارية مع الدول الأخرى، ومن التضخم، فضلًا عن أشكال أخرى من «اضطرابات السوق».
أما الجزء المتبقي من الأموال، فسيُخصص للمزارعين الذين يزرعون محاصيل غير مشمولة ببرنامج المساعدة المؤقتة، وفقًا لمسؤول البيت الأبيض. وتهدف هذه المخصصات إلى توفير قدر من الاستقرار للمزارعين أثناء تسويق محاصيلهم الحالية، وكذلك أثناء التخطيط لموسم الحصاد المقبل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلن البيت الأبيض، عقب لقاء ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، أن بكين تعهدت بشراء ما لا يقل عن 12 مليون طن متري من فول الصويا الأمريكي بحلول نهاية العام، إضافة إلى 25 مليون طن متري سنويًا خلال السنوات الثلاث التالية. وكان مزارعو فول الصويا من بين الأكثر تضررًا من الحرب التجارية التي قادها ترامب مع الصين، أكبر مشترٍ لفول الصويا في العالم.

ووفقًا للبيت الأبيض، اشترت الصين أكثر من 2.8 مليون طن متري من فول الصويا منذ إعلان الاتفاق في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يمثل نحو ربع الكمية التي قال مسؤولو الإدارة إن الصين تعهدت بشرائها. إلا أن وزير الخزانة سكوت بيسنت أكد أن الصين تسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق هدفها بحلول نهاية فبراير/شباط.
وقال بيسنت، في تصريحات لبرنامج «واجه الأمة» على شبكة «سي بي إس»: «لم تُفرض هذه الرسوم لأن الصينيين استخدموا مزارعي فول الصويا لدينا كبيادق في مفاوضات التجارة»، مشددًا على الحاجة إلى «دفعة مؤقتة» لدعم المزارعين.
وخلال ولايته الرئاسية الأولى، قدّم ترامب أيضًا حزم دعم كبيرة للمزارعين في ذروة الحروب التجارية، إذ ضخ أكثر من 22 مليار دولار في عام 2019، ونحو 46 مليار دولار في عام 2020، مع الإشارة إلى أن هذا العام الأخير شمل كذلك مساعدات مرتبطة بجائحة كوفيد-19.
وتعرّض ترامب في الآونة الأخيرة لضغوط متزايدة لمعالجة الارتفاع القياسي في أسعار لحوم البقر، والذي يعود إلى عدة عوامل، من بينها قوة الطلب، وتراجع أعداد قطعان الماشية في الولايات المتحدة بسبب الجفاف، إضافة إلى انخفاض الواردات من المكسيك نتيجة عودة ظهور أحد الطفيليات. وفي هذا السياق، أعلن ترامب عزمه السماح باستيراد كميات إضافية من لحوم البقر الأرجنتينية.
كما طلب الرئيس من وزارة العدل فتح تحقيق في شركات تعبئة اللحوم المملوكة لأجانب، متهمًا إياها برفع أسعار لحوم البقر، رغم عدم تقديمه أدلة علنية تدعم هذه الادعاءات.
وفي يوم السبت، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يوجه وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية إلى النظر في «السلوكيات المناهضة للمنافسة» داخل سلاسل توريد الأغذية، بما يشمل البذور والأسمدة والمعدات الزراعية، ودراسة اتخاذ إجراءات إنفاذ أو إصدار لوائح تنظيمية جديدة عند الاقتضاء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg جزيرة ام اند امز