طلب شهادة مساعدي ترامب وسط رفض غالبية الأمريكيين عزله
أقل من نصف الأمريكيين يقولون إنه ينبغي عزل ترامب من منصبه بعدما وجه مجلس النواب اتهامات له، وهو ما يمثل تحديا للديمقراطيين
طالب المشرعون الديمقراطيون في الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون باستدعاء مساعدين كبار للرئيس دونالد ترامب للشهادة في محاكمته.
فيما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "رويترز" أن أقل من نصف الأمريكيين يقولون إنه ينبغي عزل ترامب من منصبه بعدما وجه مجلس النواب اتهامات له، وهو ما يمثل تحديا للديمقراطيين الذين سيسعون لتركيز الأضواء على المحاكمة قبل انتخابات الرئاسة المقررة في عام 2020.
وبعد يوم من توجيه مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الاتهام إلى ترامب، قالت رئيسة المجلس نانسي بيلوسي إنها لن تسلم الاتهامات رسميا إلى مجلس الشيوخ قبل أن تعرف كيف سيدير زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل المحاكمة.
وأضافت بيلوسي في مؤتمر صحفي: "سنكون مستعدين عندما نرى ما لديهم".
وقال مساعدون في الكونجرس إن من غير المتوقع أن تتخذ بيلوسي إجراء قبل عودة النواب من عطلة نهاية العام البرلمانية في أوائل يناير/كانون الثاني.
ولم يزعج ذلك مكونيل على ما يبدو، حيث قال إن الجانبين وصلا إلى طريق مسدود.
وقال في مجلس الشيوخ: "لا أعلم ما الفائدة من الامتناع عن إرسال شيء نحن لا نريده".
وزادت مساعي المساءلة حدة الانقسام الحزبي في واشنطن كما تظهر الاستطلاعات أن الرأي العام منقسم بشدة على أسس أيديولوجية أيضا.
وجاءت إحدى المفاجآت عندما وصفت مجلة "كريستيانيتي توداي" وهي إصدار بارز للإنجيليين سلوك ترامب بأنه "غير أخلاقي بالمرة"، وقالت إنه ينبغي عزله.
وينفي ترامب ارتكاب أي مخالفات، ووصف التحقيق الرامي إلى مساءلته والذي فتحته بيلوسي في سبتمبر/أيلول بأنه حملة اضطهاد.
وقال مساعد ديمقراطي بارز في الكونجرس إن الديمقراطيين يريدون أن يسمح مكونيل لمساعدين كبار لترامب مثل ميك مولفاني القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض، وجون بولتون مستشار ترامب السابق للأمن القومي، بالإدلاء بشهاداتهم في المحاكمة.
وتساءل الزعيم الديمقراطي بمجلس الشيوخ تشاك تشومر قائلا: "هل موقف الرئيس ضعيف لدرجة أنه لا يمكن لأي من رجاله أن يدافع عنه تحت القسم؟".
وحث تشومر مكونيل خلال اجتماع في وقت لاحق على استغلال العطلة التي تبلغ أسبوعين لدراسة السماح بوجود الشهود.
وفي مقابلة مع محطة "إم.إس.إن.بي.سي" الأمريكية، قال تشومر إنه يشك في أن يوافق مكونيل على السماح للشهود بالحديث.
لكن تشومر قال إنه يعتقد أن عددا كافيا من الجمهوريين سينضمون إلى كل الديمقراطيين في إقرار قواعد المحاكمة التي ستشمل إدلاء شهود بإفاداتهم.
من ناحية أخرى، أجرت رويترز استطلاعا على مستوى البلاد عبر الإنترنت في الساعات التي تلت تصويت مجلس النواب على أساس حزبي لصالح توجيه الاتهام إلى ترامب بإساءة استخدام سلطته وعرقلة الكونجرس.
وخلص الاستطلاع إلى أن هذا التصرف النادر والمثير للجدل للغاية من جانب المشرعين لم يغير التوجهات بدرجة تذكر في بلد منقسم.
فعندما سُئل المشاركون في الاستطلاع عن التهم المحددة، اتفق 53%على أن ترامب أساء استغلال سلطته بينما اتفق 51% على أنه عرقل الكونجرس.
وقال حوالي 42% -معظمهم من الديمقراطيين- إنه يتعين على الكونجرس إقالة الرئيس من منصبه، حيث يملك مجلس الشيوخ الصلاحية لفعل ذلك.
وبشكل إجمالي، قال 44% فقط من الجمهور الأمريكي إنهم يوافقون على تعامل مجلس النواب مع مساءلة ترامب بينما عارض 41% ذلك.
وعندما سئلوا عن شعورهم تجاه الرئيس بعد الإجراء الخاص بالمساءلة، قال 26% إنهم أصبحوا أكثر تأييدا لترامب الآن، بينما قال 20% إنهم أقل تأييدا، في حين قال 48% إن ذلك لم يغير من وجهة نظرهم بطريقة أو بأخرى.
وتم اجراء استطلاع رويترز/إبسوس عبر الإنترنت باللغة الانجليزية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وشمل الاستطلاع ردودا من 1108 أشخاص.
وفي تصويت تاريخي مساء يوم الأربعاء، وجه مجلس النواب رسميا الاتهام إلى ترامب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس، وذلك فيما يتعلق بمحاولات للضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن منافسه السياسي الديمقراطي جو بايدن، وأصبح ترامب ثالث رئيس أمريكي يخضع للمساءلة.
ومن المتوقع أن يجري مجلس الشيوخ المحاكمة في أوائل يناير/كانون الثاني.