الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو رئيس أهم دولة في العالم، ورجل العالم القوي، الذي يتحكم في قرار أقوى قوة عسكرية عبر التاريخ.
العنوان أعلاه هو أكثر سؤال يُطرح عليّ، بحكم أنني أكتب كثيرا عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دخل البيت الأبيض بما يشبه المعجزة؛ إذ لم يكن أحد يتوقع أن يتجاوز منتصف الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، ولكنه استطاع أن يجندل مرشحي الحزب الجمهوري واحدا بعد الآخر، ثم يلحق بهم صاحبة الحظ الأقوى وربيبة الدولة العميقة، هيلاري كلينتون، وأود هنا أن أوضح نقطتين بخصوص انتصار ترامب التاريخي؛ أولاهما تتعلق بالإعلام الأمريكي الذي وجد ضالته في مرشح مثير وروج له بكثافة، ثم لما أدرك أن ترامب يكتسح الجميع، قلب له ظهر المجن، ولكن الوقت حينها كان قد فات وقضي الأمر، والأمر الآخر يتعلق بالرجل الذي كان له الفضل الأكبر في فوز ترامب، أي مستشاره الداهية، ستيف بانون، الذي قلب قواعد لعبة الانتخابات الرئاسية التقليدية، ونجح بذلك نجاحا باهرا!
ترامب له أخطاؤه، وبعضها فادح، مثله مثل أي سياسي آخر، ولكنه أيضا سياسي مثير بطبعه ويعشق الخصومات، كما أنه صريح وواضح ولا يجيد نفاق الساسة التقليديين ولا كذبهم، والإعلام لم يتعود على مثل هذا النموذج من الساسة، ويكفي أن الحرب الإعلامية الشرسة عليه لم تستطع إثبات أي تهمة عليه
أعود الآن إلى السؤال الذي يرد إليّ باستمرار، وما يظنه البعض انحيازا لترامب، وأقول إن هذا غير دقيق؛ فمهمتي هي متابعة الأحداث وتحليلها، ومن ثم الاستنتاج والتعليق عليها بأمانة، وموقفي الشخصي من ترامب، سواء بتأييده أو معارضته لا يهم؛ فهو رئيس أهم دولة في العالم، ورجل العالم القوي، الذي يتحكم في قرار أقوى قوة عسكرية عبر التاريخ، ويستطيع هز العالم بتغريدة أو تصريح، ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تزعم أنها ندّ للقوة الأمريكية الجبارة، سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، وبالتالي فعندما أكتب عن انحياز الإعلام الأمريكي الواضح والفاضح ضد ترامب، على سبيل المثال، فإن هذا وصف وتعليق على حالة قائمة وليس انحيازا له، ولا يمكن لأي معلق أن يزعم أن الإعلام الأمريكي يتعامل مع ترامب كما تعامل مع أوباما، الذي لم يكتفِ الإعلام بتبجيله، بل تبرع بترقيع أخطائه التي تسببت في كوارث كبرى، مثل الأزمة السورية!
وأضيف هنا أن ترامب له أخطاؤه، وبعضها فادح، مثله مثل أي سياسي آخر، ولكنه أيضا سياسي مثير بطبعه، ويعشق الخصومات، كما أنه صريح وواضح لا يجيد نفاق الساسة التقليديين ولا كذبهم، والإعلام لم يتعود على مثل هذا النموذج من الساسة، ويكفي أن الحرب الإعلامية الشرسة عليه لم تستطع إثبات أي تهمة عليه، ناهيك عن إسقاطه، كما يحلم اليسار الغربي، وعلاوة على ذلك، فإن ترامب استطاع مؤخرا أن ينتصر انتصارا ساحقا على خصومه، بعدما تمكن من التوقيع على قانون الضرائب الجديد، بعد أن وعد الناخبين بأنه سيفعل ذلك قبل نهاية عامه الأول في الرئاسة، والخلاصة هي أن المحلل أو المعلق يتابع الأحداث ويربط بينها، ثم يحلل ويستنتج عطفا على ذلك، وليس للعاطفة أي دور في ذلك، سواء تعلق الأمر بترامب، أو بأي شأن سياسي آخر!
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة