ترامب.. ثلث العام الرئاسي بين ملاعب الجولف والمنتجعات
على عكس أسلافه سافر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كثيرا إلى الأماكن التي يملكها ولكن حيث يدفع الآخرون للإقامة
قضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يقرب من ثلث العام الأول الذي شغله في منصبه في أحد ممتلكات شركته، وفقا لدراسة أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية لرحلات الرئيس.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إنه من بين أكثر من 100 يوم زار فيها ترامب أحد ممتلكاته، قضى ما يقرب من 40 يوما في ملعب بدمينستر للجولف في نيوجيرسي الذي تردد عليه معظم وقت عطلته التي استمرت أسبوعين في أغسطس/آب الماضي.
وأشارت إلى أنه قضى 40 يوما في منتجع "مار إيه لاجو" الفاخر بولاية فلوريدا الذي وصل إليه، الجمعة الماضي، لقضاء عطلة عيد الميلاد لمدة 10 أيام، معتبرة أنه يمثل حالة استثنائية من السفر الرئاسي؛ لأنه يقضي الكثير من وقته بعيدا عن البيت الأبيض في الأماكن التي يملكها، ولكن حيث يدفع الضيوف الآخرين مقابل الإقامة.
ولفتت إلى أن أسلافه من الرؤساء الآخرين كانوا يسافرون بشكل متكرر لقضاء الوقت في منازلهم، مثل الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي كان يسافر إلى مزرعته في ولاية تكساس، أو مزرعة والده في مدينة كينيبونك، بولاية ماين، أما الآخرون فكانوا يقضون عطلاتهم في كامب ديفيد، منتجع البيت الأبيض بولاية ميريلاند، أو يستأجرون أماكن للإقامة، كما فعل الرئيس السابق باراك أوباما في هاواي.
وأوضحت أنه بالنظر إلى كونه كرجل أعمال صنع ثروته من العقارات السكنية والتجارية، فإن اعتبارات ودوافع ترامب أكثر تعقيدا؛ لأن زياراته يمكن أن تضفي طابعا من تضارب المصالح في تسليط الضوء على ممتلكاته -التي يجمع منها الإيرادات- في زيارات تمول بأموال دافعي الضرائب، وفقا لخبراء الأخلاق.
والشهر الماضي، توقف ترامب في محطة للتزود بالوقود في هاواي في طريقه إلى رحلة مدتها 12 يوما في آسيا، لزيارة فندق ترامب إنترناشيونال هوتل وايكيك، كما أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز بيانا للصحفيين حول الرحلة وصفت فيه الفندق بأنه "مشروع ناجح للغاية".
من جانبه، قال ليبوفيتز، المتحدث باسم "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق في واشنطن"، وهي مجموعة مناصرة للشفافية "ذهب جورج بوش إلى مزرعته في کروفورد بتكساس، ولكن هذا لا يعني أنك ستستأجر غرفة النوم المجاورة لغرفته".
وكانت المجموعة قد رفعت دعوى قضائية في يناير/كانون الثاني الماضي، زعمت أن ترامب ينتهك الدستور عندما تتلقى شركاته مدفوعات من حكومات أجنبية وحكومات دول، وانضم إليها في وقت لاحق مركز "ريستورانت أوبورتونيتيز يونيتيد"، الذي يضم أعضاؤه مطاعم تتنافس ترامب.
غير أن قاضيا اتحاديا في مانهاتن رفض الدعوى، الخميس، قائلا إن الدعوى لم تثبت أن الانتهاكات المزعومة تسببت فى ضرر أو أن تضررهم المزعوم يقع ضمن "منطقة المصالح" التي يحميها الدستور، ولم يقدم البيت الابيض طلبا للتعليق عليه.
وذكرت الصحيفة أن الرحلات الجوية التي قام بها ترامب إلى منتجع "مار إيه لاجو" الفاخر، كلفت الحكومة نحو 6 ملايين دولار هذا العام حتى الآن، وفقا لدراسة أجرتها مجموعة "جوديشال ووتش" لمستندات إدارة القوات الجوية، ولا يشمل هذا المبلغ تكاليف فترة إقامة الرئيس، مثل حماية عناصر الخدمة السرية وخفر السواحل.
على مدار السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض، تكلف سفر أوباما وأسرته 96.9 مليون دولار، أو بمتوسط مليون دولار شهريا، وفقا لتحليل المجموعة للوثائق السرية للقوات الجوية وجهاز الخدمة المدنية.
وقبل أن يبدأ ترامب السفر إلى بدمينستر في يونيو/حزيران -لم يكشف تكاليف ذلك السفر- بلغت تكاليف سفره الجوي إلى منتجع "مار إيه لاجو" نحو 1.5 مليون دولار شهريا.
وقبل انتخابه رئيسا، كان ترامب ناقدا متكررا لإجازات سلفه أوباما؛ لا سيما هوايته في ممارسة الجولف، وكتب في تغريدة عام 2011: "باراك أوباما لعب الجولف أمس، الآن يتوجه لقضاء عطلة لمدة 10 أيام في مارثا فينيارد. عمل رائع مكتب الأخلاقيات"، يقصد مكتب الأخلاقيات الحكومية الأمريكي.
كما سخر من الوقت الذي أمضاه أوباما في واشنطن، وكتب تغريدة في نفس العام: "يوم أمس، باراك أوباما قضى يوما كاملا في واشنطن، ولم يشارك في حملات، أو يجمع الأموال أو يلعب الغولف. مذهل".
وأثناء إقامته في منتجع "مار إيه لاجو"، أمضى ترامب نحو 20 يوما في ممارسة رياضة الجولف في الملاعب القريبة منه في ويست بالم بيتش وجوبيتر بولاية فلوريدا، وفي عطلات نهاية الأسبوع، التي قضاها ترامب في واشنطن، لعب الجولف نحو 20 يوما، في ملعب ترامب للجولف في منطقة الشلالات على نهر بوتوماك بولاية فرجينيا.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA==
جزيرة ام اند امز