الإنذار المستقل.. ناخبون بلا ولاء يضعون ترامب في الزاوية

بينما يواصل دونالد ترامب الحفاظ على قاعدته الجمهورية الصلبة، تُطلق شريحة الناخبين المستقلين – تلك الكتلة المتأرجحة التي رجحت كفته في انتخابات 2024 – إشارات إنذار متصاعدة.
فوفقًا لأحدث استطلاعات الرأي، بلغت نسبة الرفض لأدائه في أوساطهم مستوى غير مسبوق، مما يعكس حالة تآكل صامتة لكنها مقلقة في جدار الدعم الذي شيده خارج الحزبين.
ورغم أن قادة الجمهوريين يحاولون التقليل من شأن هذه التحولات، إلا أن أرقام يونيو/حزيران قد تحمل ما هو أكثر من تقلب مزاجي مؤقت. فالمخاوف الاقتصادية التي جذبت المستقلين لترامب باتت اليوم تُستخدم ضده، في ظل شعور متنامٍ بأن الإدارة لا تلامس أولويات الناس.
علامات تحذيرية
وفقًا لاستطلاع صادر عن مكتب اتخاذ القرار (DDHQ).، فقد وصلت نسبة التأييد الصافية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الناخبين المستقلين غير المنتمين إلى أحزاب إلى أدنى مستوى لها في ولايته الثانية.
وللمرة الأولى منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي، تجاوزت نسبة عدم تأييد ترامب 60% وهو ما يترافق مع انخفاض أوسع في نسبة تأييده الإجمالية طوال شهر يونيو/حزيران الجاري، وفقا لما ذكره موقع "ذا هيل" الأمريكي.
ويرى المراقبون أن التحولات في صفوف المستقلين قد ترتبط بشكل خاص بعدم تأييدهم لطريقة تعامل ترامب مع الاقتصاد الأمر الذي قد يُمثل فرصة للديمقراطيين في سعيهم لإعادة بناء ائتلافهم قبل انتخابات التجديد النصفي 2026 وما بعدها.
وقال سكوت ترانتر، مدير علوم البيانات في مكتب اتخاذ القرار: "حاليا، المستقلون هم العامل الحاسم.. إنه يحافظ على قاعدته الشعبية، ويحافظ على ثباته رغم عدم استحسان الديمقراطيين له، وهذا ما نراه بوضوح".
وكان التحسن الملحوظ في شعبية ترامب بين المستقلين، مقارنةً بسباق 2020، عاملاً رئيسياً في فوزه في الانتخابات الرئاسية، العام الماضي.
في المقابل، كشف الاستطلاع أن نسبة تأييد ترامب ظلت مستقرة نسبياً بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث تراوحت ما بين 20% و25% بين الديمقراطيين وبلغت 80% بين الجمهوريين.
ورغم التحولات في تأييده ترامب بين المستقلين، أشار ترانتر إلى أنها لا تزال صغيراً نسبياً حيث لا يمثل المستقلون سوى نسبة ضئيلة من الناخبين.
وقال "لقد فاز بأصوات المستقلين، أو كان له أفضلية عليهم في الولايات المتأرجحة عام 2024" وأضاف "لا أعلم إن كان هذا الأمر يهمه حقًا.. بل يهم الحزب، وأعضاء الكونغرس، أكثر بكثير، مع اقتراب عام 2026".
ولا ترسم بعض الأرقام الأخيرة التي نشرتها استطلاعات الرأي، صورة مشرقة لترامب لدى الناخبين الذين لا ينتمون إلى حزب فتُظهر استطلاعات رأي أجرتها "يوجوف/ذا إيكونوميست" وجامعة "كوينيبياك" تراجعًا في شعبيته بأكثر من 30 نقطة، بينما أظهرتها كلية إيمرسون بفارق 12 نقطة.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة استطلاعات رأي تابعة للمركز المستقل، أن 37% فقط من الناخبين المستقلين المسجلين يُوافقون على أدائه الوظيفي كما وجد الاستطلاع تراجعًا في دعمه للقضايا التي اعتبروها الأكثر أهمية قبل تنصيبه مثل خفض الدين، وخفض التضخم، وخفض الإنفاق، وتخفيف حدة الانقسامات السياسية.
وقالت لورا فوركوم، رئيسة المركز، إن المستقلين الذين دعموا ترامب فعلوا ذلك إلى حد كبير بسبب المخاوف الاقتصادية، لكنهم غير راضين عن التقدم الحالي.
واستشهدت فوركوم بنتيجة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لانتخابات عمدة مدينة نيويورك، والتي فاز فيها الاشتراكي زهران ممداني، كدليل على أن الناخبين يريدون مرشحًا سيبذل قصارى جهده لتحسين وضعهم المالي بغض النظر عن أيديولوجيته.
وقالت: "يريد الناخبون اتخاذ إجراء بشأن الاقتصاد، وفي هذه المرحلة، ليسوا مهتمين بالتفاصيل حقًا". وأضافت "إنهم يشعرون بعدم الارتياح المالي، ويتوقعون من المرشحين أو المسؤولين المنتخبين اتخاذ إجراء حيال ذلك.. وإذا لم يتمكنوا من فعل ذلك، فربما لن يتمكنوا من كسب ودهم في النهاية".
وأشارت إلى أن انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 لا تزال على بُعد أكثر من عام، ولا يزال هناك متسع من الوقت لاستعادة أصوات المستقلين، لكن على ترامب أن يحقق إنجازات في القضايا التي يرونها الأكثر أهمية.
وأقر الجمهوريون بتأثير المستقلين في تحديد نجاح المرشح أو فشله، وقالوا إن ترامب لديه وقتًا لتحسين شعبيته، لكنهم اختلفوا حول مدى كون هذه الأرقام بمثابة علامة تحذير.
وقال كريستوفر نيكولاس المسؤول عن نشرة " PA Political Digest" الإخبارية إن تراجع نسب تأييد الرئيس يُثقل كاهل المرشحين الجمهوريين الساعين للصعود وأضاف أنه كلما طال الوقت الذي لا يوافق فيه المستقلون على أداء ترامب، زادت صعوبة إقناعهم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز