كيف اتخذ ترامب قرار ضرب النظام السوري خلال 63 ساعة؟
63 ساعة فصلت بين هجوم الغاز الكيماوي للنظام السوري على خان شيخون في إدلب، وحتى الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية.
شهد الأسبوع الماضي حدثين هيمنا على الرأي العام العالمي، وغيّرا كثيرا في السياسة الدولية تجاه الأزمة السورية، بداية من الغارات الكيماوية التي شنتها قوات النظام السوري على 3 بلدات أبرزها "خان شيخون" في محافظة إدلب الثلاثاء الماضي، وحتى القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات العسكرية التابعة للنظام السوري في حمص فجر الخميس.
لكن ما الذي حدث في المدة التي فصلت هذين الحدثين عن بعضهما، وهي بالتحديد 63 ساعة تشكل فيها القرار الأمريكي وتم اتخاذه بقصف الشعيرات، في تحرك هو الأول من نوعه من بداية الحرب السورية منذ 6 سنوات.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عما جرى داخل البيت الأبيض وبين كبار المسؤولين الأمريكيين والرئيس دونالد ترامب، الذي كان وقتها يتلقى زيارة رسمية أولى للرئيس الصيني شي جينبنج.
واتخذ قرار قصف الشعيرات، عصر الخميس، على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" أثناء اتجاهها إلى فلوريدا، عندما استدعى ترامب فريق الأمن القومي على طائرته، بعضهم عن طريق الفيديو، ليؤكدوا للرئيس الأمريكي أن الأسد ينبغي عليه أن يتعلم أن هناك ثمنا يدفعه.
- بالفيديو.. أمريكا تقصف مطار الشعيرات السوري بـ59 صاروخا
- هل تفتح الضربة الأمريكية لسوريا باب الحل السياسي؟
ورغم أن مساعدي ترامب أعطوه يوما قبل إصدار أوامره، استغرق ترامب ساعتين من اتخاذ القرار وحتى أمره بتنفيذ القصف باستخدام 59 صاروخا من طراز توماهوك، لاستهداف القاعدة السورية التي انطلق منها الهجوم الكيماوي على خان شيخون.
وفيما يلي تفاصيل الـ63 ساعة كما نقلتها "نيويورك تايمز"، منذ وقوع الهجوم الكيماوي السوري على خان شيخون، ومقتل أكثر 80 شخصا وإصابة مئات آخرين، وحتى القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات.
صباح الثلاثاء 4 إبريل/نيسان
طيران النظام السوري السوري يشن غارات بغازات كيماوية على بلدة "خان شيخون" في محافظة إدلب، قبل أن تظهر لقطات فيديو وصور للضحايا من الأطفال والنساء، حيث تسبب غاز السارين في أزمة إنسانية كبيرة.
الثلاثاء 10:30 صباحا (بتوقيت واشنطن)
بعد تأثره الشديد بصور ضحايا هجوم خان شيخون، وخاصة الأطفال منهم، ترامب يجتمع في البيت الأبيض مع كبار مستشاريه العسكريين ومستشاري الأمن القومي، مبديا اهتماما كبيرا في فهم الظروف التي وقع بها الهجوم الكيماوي، ومن المسؤول عنه.
ظهر الثلاثاء
إصدار أول بيان عن البيت الأبيض عن الهجوم الكيماوي، على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض سين سبايسر، مدينا فيه النظام السوري، وملقيا باللوم على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لعدم قصفها النظام السوري في 2013 بعد هجوم كيماوي كبير في الغوطة الشرقية خلف أكثر من 1400 قتيل.
الثلاثاء 8:00 مساء
في البيت الأبيض، اجتمع مساعدو ترامب للأمن القومي بحضوره لبحث الخيارات المطروحة، ومن ثم بدأ التدقيق في تلك الخيارات مع الوكالات الأمريكية المختصة التي سيتعين عليها تنفيذ تلك الخيارات لبحث مدى إمكانيتها.
صباح الأربعاء 5 إبريل/نيسان
أعضاء مجلس الأمن القومي يصلون البيت الأبيض لمراجعة العمل الذي تم في الليلة السابقة، بينما استمر مسؤولو المخابرات والجيش التحقيق في الهجوم الكيماوي، حتى تأكدوا أن نظام الأسد وراء الهجوم، والدليل تم استقاؤه من المصابين الذين يتم علاجهم، ونوع الغاز وهو "غاز أعصاب".
ظهر الأربعاء
ترامب يدلي بأول تصريحاته حول سوريا قائلا لصحفيين من داخل المكتب البيضاوي، إن "الهجوم لا يوصف"، وبينما كان مستشاروه يعملون على تفاصيل ضربة عسكرية ضد نظام الأسد، ظل ترامب منضبطا بشكل غير معهود بشأن خططه.
الأربعاء 1:15 ظهرا
ترامب يعلن خلال مؤتمر صحفي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في حديقة البيت الأبيض إن صور "الأطفال الأبرياء، والرضع الأبرياء" الذين خنقوا بالغاز السام قادته إلى إعادة تقييم النهج الأمريكي في سوريا، مؤكدا -في وقت يجري فيه التحضير للضربة العسكرية بسوريا- أنه يتحمل مسؤولية ويحملها بفخر.
الأربعاء 3:00 عصرا
حضر ترامب يجتمع بمجلس الأمن القومي بعد غداء مع الملك عبدالله الثاني، ولعدة ساعات استعرض كبار المستشارين 3 خيارات تجاه سوريا، وكان ترامب يبحث عن رد هجومي لكن "مناسب" ليكون كافيا لإرسال رسالة واضحة، لكن بدون المخاطرة بتصعيد النزاع السوري.
وطلب ترامب من مستشاريه حصر الموضوع في خيارين فقط يتم عرضهما عليه، واستمرت المشاورات خلال اليوم بتركيز على كيف يمكن استخدام الصواريخ لاستهداف القاعدة الجوية التي انطلق منها هجوم الغازات السامة، وبعد ساعات اتفق ترامب ومستشاريه على الاجتماع غدا.
صباح الخميس 6 إبريل/نيسان
ترامب يشارك في فعالية لتكريم الجرحى من المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي، بينما كان يبحث وينظر في الخيارات المطروحة في ذهنه.
ظهر الخميس
موكب ترامب يغادر البيت الأبيض متجها إلى الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" استعدادا للقمة مع مع الرئيس الصيني شي جينبنج بحضور مستشاريه الأمنيين والاقتصاديين.
الخميس 1:30 ظهرا
الطائرة الرئاسية تحلق في ظروف جوية مضطربة إلى فلوريدا، وترامب يجتمع مرة أخرى على متنها بمجلس الأمن القومي بعضهم من خلال اتصال بالفيديو، وشدد مساعدوه عليه بأن يكون قراره مدروسا، حتى اتخذ ترامب القرار بالتصرف، لكن مساعديه رفضوا الإدلاء بتفاصيل الحوار الذي دار على متن الطائرة.
وفي الوقت نفسه، وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى فلوريدا، وقال بعد ضغط الصحفيين عليه حول سوريا، إنهم يدرسون ردا مناسبا للهجمات الكيماوية، لأن الأمر الجديد يتطلب ردا جديا.
الخميس 4:00 عصرا
هبطت الطائرة الرئاسية في فلوريدا وعقد اجتماع آخر مع مجلس الأمن القومي، وآنذاك كانت الخيارات العسكرية محظورة في قصف قاعدة الشعيرات التابعة لنظام الأسد بصواريخ توماهوك، بعد أن تأكدت المخابرات الأمريكية من أن الهجوم الكيماوي انطلق من تلك القاعدة.
ورغم أن ترامب كان واعيا بالصعوبات التي تلوح بالأفق مع روسيا بمجرد خروج الضربة الأمريكية في سوريا إلى العلن، إلا أنه وقبل انتهاء الاجتماع أصدر رسميا أوامره بتنفيذ القصف على قاعدة الشعيرات.
الخميس 7:10 عصرا
بدأ جنرالات الجيش الأمريكي وقائد القوات في الشرق الأوسط، بتحذير نظرائهم الروس من القصف الأمريكي على الشعيرات، وذلك من منطلق اتفاقية "فض نزاع" بين واشنطن وموسكو لمنع أي مواجهة غير مقصودة بين البلدين.
لكن مسؤولا أمريكيا قال للصحيفة، إن التحذير لروسيا تم قبل نحو 90 دقيقة فقط من تنفيذ الهجوم، وبذلك يكون إخطارا أكثر منها مشاورة حول الضربة، ووصف المحادثة بأنها كانت طويلة، والروس تكلموا كثيرا خلالها.
الخميس 7:40 مساء
في ذلك الوقت، كانت الساعة 2:40 بعد منتصف الليل/فجر الجمعة بتوقيت سوريا، وأطلقت المدمرتان الأمريكيتان "يو.إس.إس بورتر" و"يو.إس.إس روز" -المتمركزتان في شرق المتوسط- 59 صاروخا من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات.
الخميس 8:30 مساء
بدأ مستشارو ترامب بينهم نائب الرئيس ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، في إخطار قادة العالم وأعضاء الكونجرس بانطلاق الضربة الأمريكية في سوريا.
الخميس 9:15 مساء
ترامب يجتمع مجددا مع مجلس الأمن القومي وعدد من كبار مستشاريه في غرفة مؤمّنة بمسكنه في فلوريدا، لبحث تداعيات الضربة الأمريكية ضد النظام السوري.
الخميس 9:43 مساء
تم استدعاء الصحفيين لبيان ترامب أعلن فيه الضربة الأمريكية في سوريا، وقال إن إحدى المصالح الأمنية الحيوية للولايات المتحدة تكمن في منع وردع انتشار أو استخدام الأسلحة الكيماوية الفتاكة.
aXA6IDQ0LjIwMC4xMjIuMjE0IA== جزيرة ام اند امز