بالفيديو.. رحيل "معبودة الجماهير" باب جديد لصراع ترامب-بايدن
6 عقود تحمل مشواراً تاريخياً مميزاً للغاية للقاضية الراحلة روث غينسبرغ كحقوقية أمريكية تصدرت لكثير من القضايا الاجتماعية.. التفاصيل عبر "العين الإخبارية".
في ظاهرها كلمات نعي صادقة من الديمقراطيين والجمهوريين لوفاة القاضية روث بادر غينسبرغ، لكن باطنها يحمل معركة سياسية جديدة بين الطرفين، تدور رحاها على أبواب المحكمة العليا الأمريكية.
والجمعة، أعلنت المحكمة الأمريكية العليا وفاة القاضية غينسبرغ، التي تعد أيقونة تقدمية وأبرز قضاة المحكمة عن عمر يناهز 87 عاما بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس.
6 عقود تحمل مشواراً تاريخياً مميزاً للغاية للقاضية الراحلة كحقوقية أمريكية تصدرت لكثير من القضايا الاجتماعية التي أحيلت للمحكمة العليا، كحقوق الإجهاض وزواج المثليين.
في عام 1933، ولدت القاضية روث غينسبرغ لأبوين يهوديين من المهاجرين في بروكلين بمدينة نيويورك، حيث درست في كلية الحقوق بجامعة هارفارد.
احتفظت القاضية الراحلة بكونها واحدة من 9 نساء فقط درست في فصل من حوالي 500 رجل بكلية الحقوق، ورغم احتلالها المرتبة الأولى فيه لم تتلق أي عروض وظيفية بعد تخرجها لكنها عملت كمحامية خلال سيتينيات القرن الماضي.
بحلول عام 1972، لعبت غينسبرغ دورا بارزا في تأسيس مشروع حقوق المرأة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ثم أصبحت أول أستاذة ثابتة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا.
عقب ذلك بـ8 سنوات، رُشحت إلى محكمة الاستئناف الأمريكية عن مقاطعة كولومبيا كجزء من جهود الرئيس الأسبق جيمي كارتر لتنويع المحاكم الفيدرالية، وقدمت صورة معتدلة في كثير من قراراتها.
وفي عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وتحديداً عام 1993، جرى تعيين القاضية الراحلة في المحكمة العليا، لتصبح السيدة الثانية من بين 4 قاضيات فقط تم قبولهن بتلك المحكمة.
وبحسب وصف "بي بي سي"، فإن القاضية روث بادر غينسبرغ حظيت بلقب "معبودة الجماهير" لكونها صورة مميزة لدى جيل جديد من النسويات الشابات، لكونها أيقونة وطنية.
معركة سياسية قضائية!
رحلت القاضية غينسبرغ لكنها تركت الباب مفتوحا لصراع سياسي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بين مرشحي الجمهوريين دونالد ترامب والديمقراطيين جو بايدن.
البداية مع الرئيس ترامب، الذي بدا مصدوما حين أخبرته إحدى الصحفيات بوفاة روث بادر بعد مشاركته في مهرجان انتخابي بمينيسوتا، ليرد قائلا: "لم أكن أعرف ذلك.. لقد عاشت حياة رائعة. لقد كانت امرأة رائعة، سواء وافقت أم لا، كانت امرأة رائعة".
ولم يكتف الرئيس الأمريكي بكلماته السابقة، فأصدر بياناً تحدث فيه عن عقلها الراجح ومعارضتها القوية في المحكمة العليا، وأن آراءها وقراراتها المتعلقة بقضايا المرأة والمعاقين ألهمت جميع الأمريكيين والقانونيين.
أما المعركة التي بدأت ملامحها فتتمثل في تزايد التوقعات بمسارعة ترامب لاختيار خليفة للقاضية الراحلة بسرعة قياسية ليتم المصادقة عليه في مجلس الشيوخ، ذي الأغلبية الجمهورية، ليضمن بذلك تأمين أغلبية مريحة لحزبه في المحكمة العليا.
وتعود أهمية المحكة العليا الأمريكية إلى احتفاظها بكلمة الفصل في عدد من القضايا الحساسة التي ينقسم حولها الأمريكيون، مثل الإجهاض واقتناء السلاح وعقوبة الإعدام.
ولعل هذا ما دفع المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن للتأكيد على ضرورة الانتظار إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد قبل تعيين خليفة لغينسبرغ.
بايدن قال صراحة للصحفيين "يجب على الناخبين اختيار الرئيس، وعلى الرئيس اختيار قاضٍ لينظر فيه مجلس الشيوخ".
تنكيس للأعلام
وفي البيت الأبيض، أعلنت متحدثة باسمه أنه سيتم تنكيس العلم الأمريكي تكريماً للقاضية الراحلة روث بادر غينسبرغ.
أما رئيس المحكمة العليا جون روبرتس فقد نعاها في بيان: "خسرت أمتنا عالمة حقوقية ذات قامة تاريخية.. فقدنا في المحكمة العليا زميلة نعتز بها.. اليوم نحزن، ولكننا على ثقة بأن الأجيال القادمة ستتذكر روث بادر غينسبرغ كما عرفناها.. مدافعة حازمة عن العدالة بلا كلل".
وتحدث عنها الرئيس الأسبق جيمي كارتر واصفاً إياها بـ"امرأة عظيمة حقا"، وقال في بيان: "عقل قانوني قوي ومدافع قوي عن المساواة بين الجنسين، لقد كانت منارة للعدالة خلال حياتها المهنية الطويلة والرائعة. كنت فخوراً بتعيينها في محكمة الاستئناف الأمريكية عام 1980".
كما أشاد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بـ"سعيها لتحقيق العدالة والمساواة"، مضيفا "ألهمت أكثر من جيل واحد من النساء والفتيات".
بينما اعتبرتها هيلاري كلينتون أنها كانت مصدر إلهام لها.
وأخيراً قال إريك ترامب، ابن الرئيس ترامب، إن غينسبرغ كانت "امرأة رائعة تتمتع بأخلاقيات عمل مذهلة".
وغرد إريك على تويتر قائلا: "لقد كانت محاربة بقناعة حقيقية ولديها احترامي المطلق! فلترقد بسلام".
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjY4IA==
جزيرة ام اند امز