هل يستطيع ترامب تنفيذ انقلاب أو العفو عن نفسه؟
بينما يرفض الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بفوز جو بايدن، هناك أسئلة مهمة حول قدرته على الانقلاب والعفو عن نفسه.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن فوز بايدن في انتخابات الرئاسة حقيقة يرفض ترامب والجمهوريون الاعتراف بها.
وأشارت إلى مخاوف بشأن محاولة الرئيس المنتهية ولايته والجمهوريين للبقاء في السلطة.
وبالرغم من جميع المناورات، التي يقوم بها ترامب، يرى خبراء أنه من غير المستبعد تمامًا قدرته في العثور على سبيل للبقاء في السلطة أو القيام بانقلاب.
وطبقًا للصحيفة البريطانية، لا يوجد مسار دستوري يمكنه اتباعه للقيام بانقلاب أو البقاء في السلطة لفترة ثانية، موضحة أن المجمع الانتخابي سيجتمع يوم 14 ديسمبر/كانون الأول لاختيار الرئيس، وتستخدم كل ولاية تقريبًا التصويت الشعبي لاختيار ناخبيها.
ومن المتوقع فوز بايدن بأكثر بكثير من 270 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي ليصبح الرئيس، ولا يتوقف انتصاره على ولاية واحدة، كما أنه يتصدر في ميشيجان ونيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.
وأشارت "الجارديان" إلى نظرية قانونية طرحها الجمهوريون قبل الانتخابات تفيد بأن الهيئات التشريعية صديقة الجمهوريين في أماكن مثل: ميشيجان، وويسكونسن، وبنسلفانيا، يمكنها تجاهل التصويت الشعبي في ولاياتها وتعيين ناخبيها.
ويسمح القانون الفيدرالي للهيئات التشريعية بفعل ذلك حال فشلت الولايات في القيام باختيار بحلول يوم اجتماع المجمع الانتخابي. لكن لا يوجد دليل على ارتكاب مخالفات.
وقال ريتشارد هاسن، أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا، إنه "إذا واصلت البلاد اتباع حكم القانون، لا أرى مسارا دستوريا معقولا أمام ترامب للبقاء رئيسا، إلا إذا ظهرت أدلة جديدة على فشل هائل في النظام الانتخابي بعدة ولايات".
وأضاف أن محاولة استخدام الهيئات التشريعية للولايات للالتفاف على اختيار الناخبين سيكون انتزاعًا سافر للسلطة ومناهض للديمقراطية، مؤكدًا أنه لا يتوقع حدوث ذلك.
ويبدو أنه ليس كل الجمهوريين سيتوافقون مع هذا المسار، حيث أشارت الصحيفة إلى أنه بعد فترة قصيرة من يوم الانتخابات، قال جيك كورمان الجمهوري البارز بمجلس الشيوخ في بنسلفانيا، إن حزبه "سيتبع القانون" بالولاية.
في سياق متصل، طرحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية سؤالًا حول إمكانية عفو ترامب عن نفسه، لتشير إلى عدم وجود سابقة قانونية أو تاريخية لعفو رئيس عن نفسه.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن الفترة التي أمضاها الرئيس المنتهية ولايته في السلطة لم تكن تقليدية، فمن المؤكد تقريبًا أنه سيستفيد من تقليد رئاسي واحد، وهو إصدار أوامر بالعفو.
وأشارت "الإندبندنت" أن ترامب استخدم سلطات العفو الرئاسية بالفعل سابقًا عدة مرات، بينها عام 2017 عندما أصدر أمرًا بالعفو عن مأمور مقاطعة مقاطعة ماريكوبا السابق جو أربايو الذي أدين بتهمة ازدراء المحكمة بعد رفض التعاون مع السلطات الفدرالية، في محاولة لجعل وكالة إنفاذ القانون أقل عنصرية.
وأوضحت أنه لا يوجد سابقة لمثل هذا الإجراء، لذا فإن شرعيته القانونية ستترك لقرار المحكمة، بافتراض أن محاولة ترامب لفعل ذلك ستسفر عن دعوى قضائية.
ودفع بعض خبراء القانون بأن إعفاء الرؤساء عن أنفسهم سيكون غير دستوري؛ لأنه ينتهك فكرة أنه لا ينبغي لأحد أن يتصرف كقاض في قضيته، وهناك عقبة أمام ترامب للعفو عن نفسه تتمثل في أن أوامر العفو لا تطبق إلا في حالات الجرائم الفيدرالية.